مراد العشابي: شخصية عادل في فيلم 'البوز' تشبهني والعمل يعري ثقافة الترند

الممثل والاعلامي المغربي يكشف في هذا الحوار طموحه للعب أدوار متعددة ومختلفة ويتحدث عن آخر أعماله الفنية.

عرض مساء الثلاثاء في الدار البيضاء، الفيلم السينمائي الجديد “البوز”، بحضور عدد من أبطاله وصناعه، على رأسهم كاتبة السيناريو كليلة بونعيلات والمخرجة دمنة بونعيلات، إلى جانب مجموعة من الفنانين المشاركين فيه، من بينهم دنيا بطمة، ابتسام بطمة، نعيمة بوحمالة ومراد العشابي.

وفي هذا السياق كان لموقع "ميدل ايست اونلاين" حوار مع الفنان المغربي مراد العشابي حول بطولته في هذا الفيلم، وفيما يلي نص الحوار:

كيف جاءتك فرصة المشاركة في فيلم "البوز"؟ وما الذي شجعك على قبول هذا الدور بالتحديد؟ 

صحيح أنني تلقيت العديد من العروض في مجال التمثيل سابقا، وصورت افلام سينمائية سابقة مغربية وعربية، لكنني أحببت أكثر هذا الدور الذي أسند إلي في الفيلم السينمائي " البوز"، ولأنني شعرت أيضا أنه يقدمني في إطار جديد مختلف ومميز.

وقد جاءت فكرة مشاركتي في فيلم "البوز" باقتراح من مخرجة العمل دمنة بونعيلات و الفنانة والسيناريست كليلة بونعيلات التي أكدت لي انها كتبت السيناريو على شخصيتي وتخيلت حركاتي وطريقة إلقائي وهي تنسج خيوط واحداث هذا العمل السينمائي،

وما شجعني اكثر على قبول هذا العمل هو حجم "الكاستينغ " الذي يضم عدد من الفنانين بدءا من عبدالله فركوس الذي لعب دور والدي في الفيلم وفضيلة بنموسى والمنياري ونعيمة بوحمالة ومرورا برفيق بوبكر وفاتي جمالي وحماقة وابتسام ووصولا الى دنيا باطمة ونجوم اخرين من المغرب و تركيا، فكانت هناك قناعة مشتركة ومتبادلة حفزتني على تصوير هذه المغامرة السينمائية لتقديم الافضل والاحسن.

ويركز هذا الفيلم على مجموعة من القضايا التي يعشيها المجتمع المغربي في الوقت الحالي أبرزها "البوز"، إذ يناقش كيف يحول المحتوى التافه والرديء عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي بعض الأشخاص الى "نجوم" و"فنانين" و"مؤثرين" رغم مستواهم التعليمي الهزيل وثقافتهم المحدودة.

‎ما الذي يمكن أن تخبرنا به عن الشخصية التي تجسدها في الفيلم؟ وهل تحمل جوانب مشتركة مع شخصيتك الحقيقية؟

عندما تلقيت بالسيناريو وقرأته، أعجبني وأعجبت اكثر بدوري الذي اجسد فيه دور "عادل" وهو طالب مثقف يناضل ويكافح من اجل لقمة العيش ليصرف على والدته المطلقة، يشتغل بموازاة الدراسة مهنة الحلاقة، يعتبر صوت الحق الذي يسعى الى اظهار الحقيقة بكل الوسائل المتاحة ومساعدة الاخر، ويقع في حب "كريمة" التي تلعب دورها دنيا بطمة، ليقف بجانبها ويساعدها لتصل الى هدفها وهو الشهرة لتتشابك الأحداث وتتطور الأحداث.

وأحسست كثيرا بهذه بهذه الشخصية التي اعتبرها قريبة جدا من شخصيتي في الواقع، ولم أجد صعوبة في تصور الشخصية وتحديد تصرفاتها وحركاتها وضبط علاقاتها مع باقي الشخصيات وتكوين الشحنة الإنسانية والعاطفية التي سأعيش بها طوال أحداث هذه المغامرة السينمائية الممتعة.

‎الفيلم يناقش ظاهرة "البوز" على وسائل التواصل الاجتماعي، ما رأيك في هذه الظاهرة؟ وهل تراها تهدد فعلاً الموهبة الحقيقية؟  

الخوف كل الخوف أن يؤمن البعض هذا الزمان بما يسميه  الأميركيون ب"باد بوز"،أي البوز السيء والرديء الذي يحشد شهرة واسعة لمن يرتكب جرما أو جنحة أو حماقة يتهافت عليها متابعو المواقع الإلكترونية بحيث يتحول الجاني إلى "بطل" قادر على حصد ملايين "اللايكات" والمشاهدات على موقع يوتيوب بفعل ما إقترفه من جنح تقع أحيانا تحت طائلة القوانيين الزجرية، وليس ماأبدعه وساهم به في مجال الفنون.

إنهم "مؤثرون بلا مجد"، يوجهون الدعوة للجمهور لكي يقتحم مخادعهم ويتلصص على عريهم وإنحطاط أخلاقهم وممارساتهم في السر والعلن.

لقد تعددت أسباب "البوز" والهدف واحد وهو اقتناص الشهرة بأقل تكلفة وجني ثمارها المحدودة في المكان والزمان قبل أن يجرف النسيان نجوما من فصيلة ربع ساعة من المجد" المخولة لاي شخص حتى ولو كان نكرة مع القدرة الفائقة على استسهال الصعب.

ولا شك ان وسائل التواصل الحديثة لها اعراض جانبية من قبيل الهوس بالشهرة ولو بالتشهير والافتراء واختلاق احداث ومواقف وهمية في استخفاف تام بذكاء المتابعين والمدمنين على مواقع التواصل الذين يستهلكون اخبارا ملفقة ومعلومات مغلوطة تتبارى المواقع والصفحات على من يكذب اكثر واسرع ومن يحصد اكبر عدد من "الايكات" حتى يكون مؤهلا لنيل اعلانات غوغل.

وتناسلت الفيديوهات والصفحات والمواقع الباحثة عن "البوز"بشكل سرطاني خارج اي ميثاق أخلاقي او مساءلة تعيد الامور الى نصابها، وقد افسد هذا الاعلام السرطاني حلما رومانسيا بانبثاف "المواطن الصحافي" الذي يتفاعل مع الاحداث ويؤثر فيها. وتحولت بعض الصفحات إلى "سوق العفاريت" او "سوق الظلمة" حيث تباع البضائع المسروقة تحت جنح الظلام، فيتبخر الحلم في عالم يريد ارغامنا على السكوت وعدم معالجة وتسليط الضوء على مشاكلنا سينمائيا او فنيا.

‎كيف كانت تجربتك في العمل تحت إشراف المخرجة دمنة بونعيلات؟ 

في الأحوال المعتادة، وخاصة في الافلام السينمائية يقوم المخرج بشرح رؤيته للشخصية التي سيقوم الممثل بتمثيلها، تاركاً له فرصة الرجوع إلي مصادره الخاصة للوصول إلي الطريقة المناسبة في تجسيد الشخصية، لكن مع المخرجة كان العمل مشتركا حيث اشتغلنا مع بعض للوصول الى الشخصية المطلوبة بأداء نرضى نحن الاثنين بعيد عن اي خلاف في الرؤية او التصور للشخصية.

وكانت الطريقة واللغة التي تستخدمها المخرجة للوصول الى الشخصية والاداء المطلوب تعتمد على التفاهم والبساطة، خصوصا انني سبق ان اشتغلت معها في اعمال سابقة كالفيلم السينمائي "المزاليط".

‎هل واجهت شخصياً في مسيرتك الفنية مواقف شعرت فيها أن الموهبة تُقصى لصالح الشهرة؟ 

صراحة طوال مسيرتي المتواضعة لم يسبق لي أن واجهت موقف أحسست فيه أو شعرت فيه أن الموهبة تقصى لصالح الشهرة، وأتمنى من كل قلبي ان لا احس هذا الاحساس .

‎برأيك، ما الرسالة الأساسية التي يحملها الفيلم للجمهور المغربي؟ 

فيلم "البوز" يحمل رسالة توعوية ضد التباهي الزائف والشهرة الفارغة، وأن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالشهرة التي تحولت الى "شوهة" ولا بالمحتوى الفارغ الذي يضرب الاعراض والاخلاق والنزاعات المفتعلة، بل بالموهبة والمحتوى الهادف والتعليم والفكر والثقافة بعيدا عن التنازلات الاخلاقية، فضلا عن الرسالة التوعوية للمجتمع لكي لا يقع ضحية للنجومية المزيفة التي تُروج عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

‎هل لديك مشاريع سينمائية أو تلفزيونية مقبلة يمكنك أن تكشف عنها للجمهور؟

استعد رفقة المخرج الجميل علي الطاهري لتصوير فيلم سينمائي سالعب بطولته رفقة عدد من نجوم التشخيص بالمغرب، فضلا عن مسلسل تلفزيوني رفقة المخرج الفريد داني يوسف وثلة نجوم الفن بالمغرب لا أريد ان احرق "كاستينغ" أو فكرة هذه الاعمال، كما سأصور كابسولة كوميدية تلفزية رفقة النجمة نعيمة بوحمالة، فضلا عن الجولة الفنية التي سأقدمها من خلال " الوان مان شو" الجديد في عدد من المدن داخل المغرب وخارجه، ونسأل الله تعالى ان يوفقنا انشاء الله.