نحو إستراتيجية إعلامية لحماية مصر من حروب الوعي الإسرائيلية
كان لظهور الإعلام الرقمي في أواخر القرن العشرين أثر كبير في تطوير استراتيجية إسرائيل لاختراق الشعوب العربية والإسلامية، حيث عملت دوائر صنع القرار على توظيف مواقع التواصل الاجتماعي للتأثير على وعي الجمهور العربي المستهدف وتغيير قناعتهم العدائية عن إسرائيل وشرعنة وجودها بالمنطقة.
ووظفت إسرائيل الدبلوماسية الرقمية في التواصل مع الشعوب العربية لتأكدها من عدم نجاعة الدبلوماسية التقليدية بمفردها في تحقيق أهدافها المرجوة بالتواصل مع الشعوب العربية وتحسين صورة إسرائيل.
في ضوء هذه الرؤية يجيء هذا الكتاب "الحروب النفسية الإسرائيلية إستراتيجيات الإقناع في الإعلام الرقمي" للباحثة الدكتورة رانيا فوزي محمد حسن.
واستدعت الباحثة في بحثها، بحكم تخصصها في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، تقديم رؤية إعلامية لمجابهة الخطاب الإعلام الإسرائيلي الموجه باللغة العربية وبلغات أخرى لا سيما العبرية للحد من قوة تأثيره واختراقه للمجتمع والشباب المصري وخلق مجال لتأثير الخطاب الإعلامي المصري في المجتمع الإسرائيلي لدحض الصورة المغلوطة عن مصر والمصريين في الإعلام العبري.
وأكدت أن الدبلوماسية العامة الإسرائيلية عملت بعد اندلاع الثورات العربية في عام 2011 على وضع استراتيجية إعلامية جديدة تعتمد فيها على توظيف علم الهندسة الاجتماعية للتأثير في الجمهور المستهدف من العرب عامة والمصريين على وجه الخصوص نتيجة للدور المهم الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في اندلاع ثورة 25 يناير 2011.
ولتحقيق هذا الهدف، لا تعتمد الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية على وزارة الخارجية فحسب للتأثير الثقافي والفكري في حياة المجتمعات العربية، بل باتت المساهمة الأكثر فعالية فيها تقع على عاتق الجيش الإسرائيلي، حيث تمكنت صفحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للعالم العربي على الفيسبوك من جذب أكثر من 1.3 مليون متابع عربي.
تراجع المنظومة التعليمية وتدني ثقافة بعض الشباب حيال الصراع الإسرائيلي العربي وميلهم إلى الازدواجية في المعايير، أتاح لإسرائيل فرصة التأثير لتحقيق أهدافها
وتم مؤخرا إدراج الخارجية الإسرائيلية في المركز الرابع عالميا من حيث فرص التواصل معها، بعد حصولها على ما لا يقل عن 220 مليون تعليق عبر منصاتها العربية المختلفة.
وقالت رانيا فوزي في كتابها الصادر عن دار العربي إنها توصلت في ضوء دراسة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لطبيعة الأوضاع في مصر ومكونات الشخصية المصرية، إلى أن تراجع المنظومة التعليمية وتدني ثقافة بعض الأجيال الشابة المصرية حيال الصراع الإسرائيلي العربي وميلهم إلى الأزدواجية في المعايير، من شأنه أن يجعل منهم فريسة يسهل التأثير عليها لتحقيق الأهداف الإسرائيلية الرامية في المجمل لتغيير قناعات الشعوب تدريجيا حيال إسرائيل من خلال دراسة خصائصهم النفسية وتقديم محتوى إعلامي مقبول لديهم يكون له الأثر في تغيير صورتهم الذهنية عن إسرائيل.
وتضيف، هنا تكمن الخطورة، حيث تصدرت مصر دول المنطقة العربية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر.
وكشف تقرير أعده جهاز التعبئة العامة والإحصاء عام 2019، بالتعاون مع اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة، أن عدد تغريدات المصريين على تويتر وصل إلى 2.9 مليون تغريدة يوميا بنحو 2013 تغريدة في الدقيقة الواحدة، وبنسبة 18 بالمئة من إجمالي التغريدات في المنطقة العربية، التي تبلغ 27.4 مليون تغريدة في اليوم. وأشار التقرير الذي اعتمدت بياناته على تقارير وسائل التواصل الاجتماعي العربي، من كلية محمد بن راشد الحكومية، أن مصر تحتل المركز الثاني كأكبر الدول العربية امتلاكا لعدد المستخدمين الجدد الذين انضموا لـ تويتر منذ عام 2014.
وتابعت "في ضوء تزايد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، سعت إسرائيل عبر أذرعها الإعلامية المتعددة إلى توظيف الشبكات الاجتماعية في استقطاب الجمهور المصري خاصة من فئة الشباب مستغلة جهل البعض منهم بطبيعة الصراع الإسرائيلي العربي والحروب التي خاضتها مصر مع إسرائيل، لجذبه لمتابعة المواقع الاجتماعية الإسرائيلية التي تنطلق في دعايتها الضخمة من عدة مقولات تحاول إثباتها والتأكيد عليها من خلال استراتيجيات إقناعية تقوم على الجمع بين الاستمالات العاطفية والعقلانية معًا لتغيير قناعتهم عن عدائية إسرائيل للمصريين والعرب.
لعبت المواقع الاجتماعية الإسرائيلية على إظهار الوجه المسالم لإسرائيل وإبراز قدراتها التكنولوجية والعلمية لبث روح التشاؤم في نفوس الشباب المصري
فمن خلال الدعاية واستراتيجيات الإقناع والتأثير يؤدي الخطاب الإعلامي الإسرائيلي الموجه للمجتمعات العربية دورا متقنا في إظهار دولته بصورة مثالية، بما يعمق فكرة السفر إلى إسرائيل لدى بعض الشباب المصري وتخيلها على أنها جنة الله في الأرض، ودفع البعض منهم إلى العمالة واستقاطبهم بعوامل جذب متعددة.
وأشارت فوزي إلى أنه انطلاقا من هنا "لعبت المواقع الإسرائيلية الاجتماعية على إظهار الوجه المسالم لإسرائيل وإبراز محاسنها وقدراتها التكنولوجية والعلمية الفائقة لبث روح التشاؤم في نفوس الشباب المصري للسخظ على الأوضاع في مصر، ومن ثم يتم استقطابهم للتجنيد لصالح الاستخبارات الإسرائيلية.
وباتت بعض المواقع الإخبارية المصرية تتخذ من الأخبار والتقارير الواردة عن الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية الموجهة باللغة العربية مادة للتناول الإعلامي، الأمر الذي ساهم بدوره في توسيع انتشارها وزيادة رواجها بما قد يؤثر على الأمن القومي المصري.
ولم تتوقف الحرب الإعلامية الإسرائيلية ضد مصر عند هذا الحد، بل وظفت الجماعة الإرهابية وأذرعها الإعلامية وفي مقدمتها قناة الجزيرة القطرية الأخبار والتقارير الواردة عن مصر في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي عامة وخطاب الدبلوماسية العامة خاصة، لتصفية حساباتها مع الدولة المصرية من خلال تعمد إبراز المواقف الرسمية المصرية مع إسرائيل، لإثارة حفيظة الرأي العام المصري الرافض لفكرة التطبيع أو أي أشكال تعاون بما فيها التعاون الأمني مع إسرائيل.
وأضافت أن المحددات الاستراتيجية لخطاب الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية نحو مصر كشفت عن مدى الجهود المضنية التي تبذلها الصفحات الرسمية الإسرائيلية،"عينة الدراسة"، لاستقطاب الشباب المصري على مواقع التواصل الاجتماعي بشتى الطرق في محاولة منهم لتغيير قناعاته الراسخة إزاء عداء إسرائيل لمصر، والتي لا تقبل الشك لدى الكثيرين منهم رغم عدم معايشتهم لتاريخ الصراع الإسرائيلي العربي والحروب الأربعة التي خاضتها مصر ضد إسرائيل، حيث لا تزال صورة إسرائيل المعادية لمصر محفورة في أذهان الكثيرين منهم وفق النتائج التحليلية سالفة الذكر على الرغم من العلاقات الجيدة بين البلدين على الصعيد الرسمي.
وعلى ضوء ذلك، لجأت الصفحات الرسمية الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى توظيف استراتيجيات إقناعية في خطابها الإعلامي تقوم على استخدام الاستمالات العاطفية تارة والعقلانية والترغيب تارة أخرى، لدفع الأجيال الصاعدة من الشباب المصري للقبول بفكرة التطبيع مع إسرائيل ونسيان الحروب الماضية، خاصة حرب أكتوبر المجيدة وتشكيكهم في انتصار الجيش المصري على الجيش الإسرائيلي، واعتبار أن السلام مصلحة مشتركة بين البلدين قد تجلب عليهم نفعا اقتصاديا في المستقبل.
تسعى إسرائيل لإقناع الشباب المصري بنسيان فكرة احتمالية تجدد الحرب مستقبلا بين إسرائيل ومصر لدفعهم لكسر الحاجز النفسي مع الإسرائيليين والقبول بفكرة التطبيع
وأوضحت "من هذا المنطلق، عملت تلك الصفحات على تحسين صورة إسرائيل والتظاهر بمحبتها لمصر والمصريين ومشاركتهم كافة المناسبات الفنية والرياضية، لخلق لغة تواصل مع الشباب المصري الذي يولي اهتماما بالغا للفن والرياضية ويشغلان حيزا كبيرا من اهتماماته والترويج لديمقراطية إسرائيل ومسألة التعايش بين اليهود والعرب في إسرائيل وإغرائهم بمدى المنافع الاقتصادية التي عادت على مصر بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل والتعاون الأمني الحاصل حاليا بين البلدين، والتأكيد أن الحرب بين البلدين هي من أفضت إلى السلام ووضعت نهاية للحروب الكبرى بالمنطقة، بهدف إقناع الشباب المصري من رواد الشبكات الاجتماعية بنسيان فكرة احتمالية تجدد الحرب مستقبلاً بين إسرائيل ومصر، بما قد يدفعهم لكسر الحاجز النفسي مع الإسرائيليين والقبول بفكرة التطبيع والذهاب إلى إسرائيل واستقطاب البعض منهم وتجنيدهم كعملاء للموساد بعد خلق تفاعلية بينهم وبين الصفحات الإسرائيلية وبالأخص صفحتي "افيخاي ادرعي" المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، "إسرائيل في مصر" الصفحة الرسمية للسفارة الإسرائيلية في القاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي".
واقترحت فوزي استراتيجية إعلامية لمواجهة خطر الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل ضد مصر عبر منصاتها الإعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي وكذلك وضع مقترحات لمواجهة الخطاب الإعلامي الإسرائيلي بلغات أخرى كالعبرية والإنجليزية، ووضع سبل وآليات لاختراق المجتمع الإسرائيلي والتأثير فيه.. من جوانب هذه الاستراتيجية:
أولا: تطوير الدبلوماسية الرقمية المصرية من حيث المحتوى والتأثير لتكون أكثر تفاعلية وتأثير في الجمهور المصري وبالأخص من فئة الشباب.
ثانيا: بلورة إستراتيجية إعلامية دفاعية لحماية الداخل المصري من خطر حروب الوعي الإسرائيلية.
ثالثا: إعداد تخطيط إعلامي منهجي وشامل لمواجهة تزايد ظاهرة التطبيع الإعلامي مع الصفحات الرسمية الإسرائيلية على شبكات التواصل الاجتماعي.
رابعا: لفظ حالة التحيز الإعلامي لوصول الخطاب الإعلامي المصري الرسمي لمستويات متقدمة على قدر التحدي، ليكون باستطاعته تحقيق هدف استراتيجية المواجهة.
التوصية بمنع عرض الأفلام والمسلسلات التي تحث المصريين على الفوضى والتي أثرت سلبا على مصر ودول المنطقة والتي استفادت منها اسرائيل
خامسا: إعداد خطة تعليمية شاملة لمواجهة خطر الحروب النفسية الإسرائيلية على جيل الشباب.
سادسا: ضرورة وضع سياسة ثقافية للدولة المصرية قادرة على استيعاب المتغيرات المتلاحقة.
سابعا: وضع سياسات لإشكالية استمرارية الفصل بين السلام الرسمي والسلام والشعبي، في ضوء عدوانية الاحتلال وممارساته ضد الشعب الفلسطيني وعدم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
كما لفتت في إستراتيجيتها المقترحة إلى ضرورة:
أولا: إعادة ثقة الجمهور في الإعلام المصري وإمداده بالحقائق والمعلومات الصحيحة حتى لا يقع جمهور المتلقيين من المصريين، وبالأخص من فئة الشباب فريسة للإعلام المعادي بما فيه الإعلام الإسرائيلي ويصبح أحد مصادر المعلومات التي يستقى من خلالها حقيقة ما يحدث في مصر.
ثانيا: حظر أية أخبار ترد في الصحف المصرية نقلا عن صحف عبرية تتناول أية أخبار تتعلق بالرئيس والمؤسسة العسكرية أو الأوضاع الأمنية في سيناء لعدم الترويج للخطاب الإعلامي الإسرائيلي وتحقيق أهدافه بزيادة حدة التوترات في الداخل المصري.
ثالثا: التنبيه على المؤسسات الإعلامية الرسمية بالرد على الشائعات والأخبار المغلوطة التي تروجها وسائل الإعلام الإسرائيلية أو المواقع والوكالات الدولية عن عقد لقاءات سرية بين مسئولين مصريين ونظائرهم الإسرائيليين والتي تخدم على الحرب النفسية الإسرائيلية بتشكيك المصريين في قياداتهم، ونشر البيانات الرسمية بالرد على تلك المغالطات في الصحف القومية المصرية ووسائل الإعلام الدولية حتى تصل الرسالة إلى الأطراف المعادية لمصر، لإفشال مخططاتهم.
رابعا: توجيه برامج التوك شو المصرية التي تتمتع بنسب مشاهدة عالية بكشف طبيعة العلاقة بين إسرائيل والإخوان وكيفية توظيف إعلام جماعة الإخوان الإرهابية للإعلام العبري وتصريحات المسئولين الإسرائيليين ضد مصر؛ لبث الفتن وإحداث الوقيعة بين الشعب والجيش تنفيذا لإستراتيجية الحرب النفسية الإسرائيلية ضد مصر.
خامسا: إنعاش السينما الحربية في مصر وزيادة الأفلام الوثائقية عن سيناء التي تشرح للأجيال الصاعدة من خلال محتوى مؤثر وجذاب مساحة سيناء وتاريخها لدحض أية ادعاءات تروجها وسائل الإعلام الإسرائيلية وتتناقلها صحف عربية وأجنبية تدعمها بالخفاء تشكك في نية القيادات المصرية بالتنازل عن أجزاء في شبه جزيرة سيناء لتوسيع غزة في سيناء وفق المخطط الصهيوني الذي رسمته إسرائيل منذ عقود وتسعى بشتى الوسائل لتنفيذه وتروج له عبر وسائل إعلامها وأذرعها من وسائل الإعلام الدولية.
سادسا: منع عرض الأفلام والمسلسلات التي تحث المصريين على الفوضى على شاكلة أفلام المخرج خالد يوسف، وزيادة عرض المسلسلات والأفلام الهادفة التي تتناول الأثر السلبي للثورات التي اندلعت في العالم العربي والتي أثرت سلبا على مصر ودول المنطقة والذي استفادت منها اسرائيل في زيادة نفقات وزارة الدفاع وتحقق أهدافها الإستراتيجية التي رسمتها لتفكيك العالم العربي منذ مطلع الثمانينيات.
سابعا: زيادة التركيز على الأفلام والمسلسلات والدراما التليفزيونية التي تتناول الحديث عن رجالات المخابرات المصرية التي تحاول إسرائيل عبر وسائل إعلامها التشكيك فيهم وفي خداعهم لإسرائيل.
ثامنا: تدشين هاشتاغات وترندات في ذكرى ميلاد أبطال المخابرات المصرية الذين خدعوا إسرائيل وفي مقدمتهم أشرف مروان ورفعت الجمال الذين تدعي إسرائيل أنهم كانوا عملاء مزدوجين.
تاسعا: سرد قصص أبطال رجالات القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب في المقررات الدراسية لمرحلة ما قبل التعليم الجامعي وبالأخص في مناهج مرحلة التعليم الثانوي.
وطالبت الباحثة بالعمل على رفع الكفاءة اللغوية والفكرية وزيادة الحس الوطني لدى دراسي اللغة العبرية بالجامعات المصرية التي تحاول إسرائيل بشتى الطرق استقطابهم لتغير صورة إسرائيل الذهنية وبث الشائعات والحصول منهم على معلومات عن طبيعة المواد التي تدرس لهن ونظرتهم عن إسرائيل وأماكن عملهم وطبيعة العمل بها، واستغلال قلة فرص العمل حيث شهدت الفترة الماضية وجود حالات فردية من الشبان المصريين الذين سافروا إلى إسرائيل أمثال هيثم حسين باحث الدكتوراه الذي يدرس في جامعة تل أبيب والذي شارك في عام 2019 في المنتدى الاحتفالي الذي اقيم في إسرائيل بمناسبة مرور 40 عاما على توقيع اتفاقية السلام بين البلدين، وكذلك شاب مصري آخر كان محط اهتمام الصحف العبرية مؤخرا يدعى حسين أبو بكر الذي أصبح اليوم مواطنا أمريكيا يجيد العبرية بطلاقة وأحد المحاربين لحركة مقاطعة إسرائيل "بي دي إس".
كما طالبت بمحاولة خلق فرص عمل للشباب حتى لا يدفع التطبيع الإعلامي مع الصفحات الرسمية الإسرائيلية إلى اللعب على وتر ضيق ذات اليد لدى بعض الشباب المصري من ضعاف النفوس ويقع في فخ العمالة، حيث سبق وأن أعلن افيخاي ادرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام الإسرائيلي عن طلب عملاء.