مساهمات علمية بارزة للباحثين العرب الفائزين بجائزة شومان 

محمد الحمامصي
البحث العلمي العربي في حقول العلوم الطبية والعلوم الهندسية والعلوم الأساسية والعلوم التكنولوجية والزراعية والعلوم الاقتصادية والإدارية يشهد تطورا بارزا.
ثلاثة مصريين وأردنيان وسعودي وعماني يفوزون بجوائز شومان للبحث العلمي
إلقاء الضوء على المساهمات المهمة للفائزين

كشف الفائزون بجائزة عبدالحميد شومان للبحث العلمي للعام 2017 ـ 2018 بأن البحث العلمي العربي في حقول العلوم الطبية والعلوم الهندسية والعلوم الأساسية والعلوم التكنولوجية والزراعية والعلوم الاقتصادية والإدارية يشهد تطورا بارزا، فالجائزة التي مضى على تأثيرها 36 عاما حجبت في حقول والموضوعات التالية: الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية والتربوية، الترجمة وأثرها في نقل المعارف، تفكك الأسرة وأثره الاجتماعي، العلوم التكنولوجية والزراعية، إدارة الطاقة والطاقة المتجددة. الأمر الذي يؤشر إلى جانب أمور أخرى كعدد المتقدمين للجائزة في هذه الفروع والذي بلغ 70%إلى البحث العلمي بدأ يركز على تلك العلوم ذات الصلات الوثيقة بمتطلبات المجتمعات العربية. 
فاز بالجائزة ثلاثة مصريين وأردنيين وسعودي وعماني، وهم جميعا في مراكز أكاديمية مهمة داخل الجامعات. وربما يشكل إلقاء الضوء على مساهمات هؤلاء العلمية المهمة تأكيدا على التأثير الذي تركته تلك الاسهامات في تقدم المجتمعات العربية نحو مستقبل أكثر ارتباطا بالتطور العلمي في العالم. ولننطلق من الفائز الأول د. حسن عزازي البدوي من الجامعة الأميركية في مصر، وجاءت مبررات فوزه نتيجة لغزارة نتاجه العلمي كباحث رئيسي، ولتركيزه في أبحاثه على استغلال تكنولوجيا النانو في تشخيص فيروسات الكبد الوبائي والسل ودلالات الأورام. ولحصوله على العديد من براءات الاختراع.
وتركزت المساهمات العلمية للدكتور حسن عزازي البدوي على الجوانب التالية: أولا استخدام تكنولوجيات متطورة تجمع بين البيولوجيا الجزيئية وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الطبية لتطوير اختبارات طبية ابتكارية زهيدة الثمن للكشف عن الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائي سي والسل. وتطوير استراتيجيات للكشف عن دلالات الفيروسات والبكتيريا المعدية باستخدام الجزيئات النانومترية التي سجلت في مكتب براءات الاختراعات الأميركية. بالإضافة لتطوير جهاز آلي مفتوح يستطيع القيام بعمل العديد من الأجهزة المعملية بدون تدخل بشري وذلك لفصل الأحماض النووية عالية النقاء من الدم لاستخدامها في الاختبارات الطبية الجزيئية. 

الجائزة مضى على تأثيرها 36 عاما
التركيز على العلوم ذات الصلات الوثيقة بمتطلبات المجتمعات العربية

- تطوير مركبات كيميائية حديثة ذات قدرة عالية على التعرف على أهداف هذه المركبات وذلك لمنع دخول فيروس الكبد سي وطفيل الملاريا داخل خلايا الكبد، وسجلت هذه المركبات بثلاث براءات في مكتب الاختراعات الأميركية. كما شارك في تحديد أجزاء من بروتينات على سطح الفيروس سي ذات خواص مناعية مميزة وذلك بهدف استخدامها لتحضير لقاح ضد الفيروس. 
- تطوير ضمادات طبية مصنوعة من ألياف نانومترية محملة بمواد طبيعية لها القدرة على قتل البكتيريا بأنواعها والمساعدة على سرعة التئام الجروح وسجلت في مكتب البراءات الأوروبية. كما عمل على تطوير جهاز للعزل الكهربائي محليا والمستخدم في تحضير الألياف النانومترية. 
- دعم تحويل الأبحاث إلى منتجات يتم تسويقها عن طريق إنشاء شركات صغيرة ومتوسطة. ونشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال في الجامعات والمعاهد البحثية لتطوير حلول طبية ابتكارية تتميز بالكفاءة وانخفاض التكلفة. حيث قام بإنشاء شركتين ذات مسؤولية محدودة في مجالات الاختبارات المعملية المبتكرة والضمادات الطبية المضادة للبكتيريا.
الفائزان بجائزة العلوم الهندسية الأول د. محمد محمود مرزوق من جامعة القاهرة عن بحثه البنية التحتية الحضرية، وجاءت مبررات استحقاقه الجائزة لتميز أبحاثه حول موضوع السرطان والمواد المسرطنة بطبيعتها أو المستخدمة في علاج الأنواع المختلفة من السرطانات، ولمشاركته في عدة مشاريع بحثية ضمن فرق بحثية أدت لغزارة إنتاجه العلمي.
تركزت المساهمات العلمية لللدكتور محمد مهدي مرزوق يوسف على جوانب تشمل كلا من: شبكات الطرق وشبكات الصرف وأبحاث تخدم البنية التحتية الحضرية "الصحي وشبكات توزيع المياه ومحطات تنقية المياه ومحطات الكهرباء وأبراج الاتصالات المعدنية ومترو الأنفاق". وتطوير نظام خبير هرمي باستخدام الطرق الغائمة لتقييم حالة البنية التحتية الحالية للشبكات وتطوير نموذج لتقييم خطر انهيار البنية التحتية من أجل تقييم المخاطر المرتبطة بشبكات المياه والصرف الصحى والطرق. ويأخذ هذا النموذج في الاعتبار العوامل الاقتصادية والعوامل التشغيلية والعوامل الاجتماعية والعوامل البيئية. وأيضا تقديم إطار لتخطيط نظم الصرف المستدامة باستخدام نمذجة معلومات المنشآت. كما تم إنشاء برنامج لمحاكاة عمل أجهزة قياس التدفق داخل شبكات الصرف الصحى لمتابعة أداء Modeling الشبكات بصفة مستمرة لتحديد المشكلات التي قد تحدث للشبكة، وإنشاء نظام خبير لمساعدة متخذي القرار في تحديد أنسب الطرق لمعالجة المشكلة الطارئة. ومن جانب آخر تطوير إطار عمل باستخدام نمذجة معلومات المنشآت في الجسور الخرسانية لإنشاء حسابات تفصيلية للتكاليف والتنبؤ بالتدفقات النقدية وقيم المستخلصات، وتحديد المواقع المثلى للمعدات في مواقع إنشاء الجسور، وكذلك استخدام خاصية التصور والتخيل باستخدام نظرية الجينات لمتابعة ومراقبة حالة التصنيع والنقل للعناصر الإنشائية سابقة الصب.
أما الفائز الثاني في العلوم الهندسية د. إبراهيم محمد عبدالحليم من جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا فجاء فوزه عن بحث تكنولوجيا النانو وتطبيقاتها، فاستحق الجائزة كون مبررات استحقاق الجائزة لحصوله على عدد من براءات الاختراع العالمية، ولاهتمامه بالبحث العلمي من خلال إنشاء مركز بحثي وبرنامج دراسات عليا، ولقدرته على التشبيك مع الصناعة للخروج بالأبحاث من إطارها النظري إلى الإطار التطبيقي، بالإضافة لقدرته على تحصيل دعم خارجي للأبحاث. 
وتركزت مساهماته العلمية في الاستفادة القصوى من تكنولوجيا النانو وتطوير نوعيات جديدة من المواد الذكية للمساهمة في خدمــة المجتمـع من خلال توظيفها ضمن تطبيقات مختلفة سواء للتطبيقات البيئية أو تطبيقات الطاقة أو التطبيقات الصناعية، وركز نتاجه العلمي في السنوات الخمس الأخيرة على استخدام  Nanomedicine  وهو تكنولوجيا النانو في التطبيقات الطبية المتقدمة والذي يعرف بمجال طب النانو (علم في غاية الحداثة والأهمية لما سيكون له من عظيم الأثر في تغيير معالم الطب وحل المشاكل الراهنة المتعلقة به بما يعود بالنفع على المرضى). 
جانب آخر، وهو تطبيق تكنولوجيا النانو في الطب (طب النانو) ضمن ثلاثة اتجاهات رئيسية: يعمل الاتجاه الأول على تطوير وسائل علاج ناجعة للعديد من الأمراض المتفشية في البلاد العربية من خلال التوصيل الدوائي الذكي والقابل للتحكم وتطوير الصناعـة الدوائية المرتبطة به، في حين يعمل الاتجاه الثاني ضمن مجال هندسة الأنسجة، والثالث على تصميم وتطوير نوعيات مبتكرة من المستشعرات النانونية الطبية والحيوية.
في جائزة العلوم الاساسية فاز السعودي د. عبدالله أحمد عسيري من جامعة الملك عبدالعزيز الحصول على عشر براءات اختراع مسجلة في الولايات المتحدة الأميركية في مجالات الحفز والأصباغ العضوية، عن بحثه حول الموارد الوظيفية الذكية، تركزت المساهمات العلمية لعسيري على الجوانب التالية: تطوير مواد وظيفية حساسة للضوء بحيث تعطي تغيرات لونية محسوسة عند تعرضها لضوء بطول موجي معين، وتعود إلى طبيعتها عند تعرضها لضوء ذي طول موجة آخر وهذه المواد تعرف بالمواد الفوتوكرومية. 

- تطوير مواد حساسة للضغط، وقد تم اكتشاف نوع جديد من هذه المركبات أطلق عليه لأول مرة اسم المواد الترايبوكرومية وقد تم تسجيل هذا الاكتشاف في بريطانيا. 
- تطوير مواد محفزة لمعالجة المياه الصناعية الملوثة بمركبات عضوية صناعية ومعادن ثقيلة، ومجسات كيميائية بتكلفة بسيطة وسهلة للكشف عن العديد من الملوثات البيئية والغازات الضارة وكذلك للكشف عن بعض المركبات في العينات الحيوية. 
- تطوير مواد محفزة كهربائية تستخدم لإنتاج الهيدروجين كوقود عن طريق التحليل الكهربائي  للماء، ومركبات عضوية كناقلات للشحنة تستخدم في تصنيع الخلايا الشمسية تؤدي إلى زيادة كفاءة تحويل الضوء إلى كهرباء. - تطوير طلاءات ذكية للحماية من التآكل عن طريق تصنيع مواد مركبة تحتوي على أكاسيد بعض العناصر والبوليمرات العضوية. 
وفي فرع العلوم التكنولوجية والزراعية فاز كل من العماني د. عبدالله محمد سيف السعدي من جامعة السلطان قابوس عن بحثه الأمن الغذائي وسلامة الغذاء، نبذة عن المساهمات العلمية تركزت مساهماته العلمية - وصف وإدارة الأمراض النباتية التي تؤثر على الأمن الغذائي في السلطنة والدول المجاورة. - تشخيص العديد من الأمراض النباتية التي تؤثر على الإنتاج النباتي والأمن الغذائي، واكتشاف ما  يزيد على 500 نوع من الفطريات النافعة والضارة - استخدام بعض الكائنات الحية الدقيقة التي تتحمل مناخ المنطقة لمقاومة العديد من الأمراض النباتية. - تشخيص الجينات المسؤولة عن تطور بعض الأمراض النباتية. - تطوير بعض النباتات المعدلة وراثيا لمقاومة الأمراض النباتية.
أيضا فاز الأردني د. أنس محمود النابلسي من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية عن بحثه الأمن الغذائي وسلامة الغذاء، وقد تركزت مساهماته على: - تحديد مدى سلامة الأغذية المتداولة في الأردن ومنطقة الشرق الأوسط وتقييم المخاطر المرتبطة بسلامتها والحلول العملية المعتمدة على أسس علمية من أجل تحسين سلامتها. - العوامل المرتبطة بانتشار وسلوك بعض الجراثيم الممرضة المسببة للتسممات الغذائية في اللحوم ومنتجاتها ومنتجات الألبان وحليب الإبل (النوق) وأغذية الأطفال الرضع والخضروات الورقية والأغذية الجاهزة مثل الطحينة والحمص. - تحديد طرق السيطرة المختلفة على تلك الجراثيم بالأغذية سواء باستخدام مضادات الميكروبات الطبيعية أو الأحماض العضوية أو محاليل التعقيم المختلفة أو استخدام أشعة جاما أو استخدام الطرق الحيوية مثل استخدام البروبيوتك كعوامل تحكم بيولوجية. - أثر الصدمات البيئية المختلفة التي قد تتعرض لها الجراثيم المرضية خلال مراحل تحضير وتصنيع الغذاء المختلفة (صدمات الحامض، القلوي، الجفاف، الحرارة أو البرودة) على حساسية بعض الجراثيم الممرضة للمضادات الحيوية أو طرق السيطرة عليها مثل التشعيع. - البحث في مدى معرفة كادر الخدمات الغذائية بسلامة الغذاء والممارسات ذات الصلة بين موظفي الخدمات الغذائية في الجامعات والمستشفيات في الأردن.
وفي فرع العلوم الاقتصادية والإدارية فاز الأردني د. رائد محمد عبدالقادر مساعدة من الجامعة الأردنية/العقبة ببحثه الدور التنموي لاقتصاد المعرفة وإدارتها تركزت مساهماته العلمية على: - الدور التنموي لاقتصاد المعرفة وإدارتها من خلال تطوير طرق الوصول إلى المعرفة المتولدة عنها بالنسبة للأفراد ومؤسسات القطاع العام والخاص وجعلها عملية سهلة وممكنة، وذلك باستخدام نظم عتمدة على قواعد البيانات، تطبيقات ُالمعلومات المختلفة كتطبيق نظم إدارة المعرفة المتخصصة الم الحوسبة السحابية، تطبيقات الموبايل الذكية في مجال البنوك والمستشفيات والتعليم والقطاع السياحي والفندقي، والأعمال الإلكترونية بأشكالها المتعددة كالحكومة الإلكترونية، وكذلك من خلال تعظيم الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي. والميزات التنافسية لدى مؤسسات القطاع العام والخاص.