احتجاجات من محرري الجزيرة الانكليزية تضع القناة أمام امتحان الاستقلالية

عبر محررون في قناة الجزيرة الانكليزية عن استيائهم من تدخل إدارة القناة في قطر لتحييد موضوعية الإخبار، عبر إعادة تحرير تقرير للتركيز على تصريحات أمير قطر حول سوريا في الكلمة التي ألقاها خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي.
وذكرت تقارير صحفية تداولتها الصحف الانكليزية الأحد أن مدير الأخبار "صلاح نجم" أمر في اللحظة الأخيرة بإعادة تحرير تقرير لتتصدره تصريحات أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وجعل تصريحات الرئيس الأميركي باراك اوباما في النهاية.
ولم تهتم إدارة القناة باحتجاج الصحافيين العاملين في قناة الجزيرة الانكليزية، وتمت إعادة تحرير التقرير البالغة مدته دقيقتين ووضعت تصريحات الشيخ حمد أولاً وتصريحات الرئيس الأميركي أوباما في نهاية التقرير، على الرغم من إن تصريحات أمير قطر هي "تكرار لدعوات سابقة بالتدخل عربياً في سوريا ولم تكن أهم جانب من جوانب النقاش في الأمم المتحدة".
وعرض التدخل من قبل إدارة القناة لإبراز خطاب أمير قطر بشأن التدخل في سوريا في التغطية الإخبارية، استقلالية القناة للمساءلة والحفاظ على صورتها كتلفزيون مستقل.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن قطر تسعى لتعزيز نفوذها السياسي في منطقة الخليج العربي عبر قناة الجزيرة.
ويرى متابعون ان الجزيرة تنازلت على قيم الأخبار في معالجات كثيرة تحت ضغط مصالحها الإعلامية، وللتوافق مع الخطاب السياسي القطري الساعي لفرضة هيمنته على دول الربيع العربي بدعم الحركات الإسلامية.
وتبدو الانتقادات التي واجهتها الجزيرة وتذمر المحررين في الخدمة الانكليزية، ملاحظة "صغيرة" بالمقارنة مع الانتقادات التي توجه للخدمة العربية للجزيرة التي تحولت إلى لسان حال التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وأداة من أدوات السياسية الخارجية القطرية.
وكان قد "زعم" رجل الدين المصري الذي يحمل الجنسية القطرية يوسف القرضاوي ان الثورات العربية في تونس وليبيا ومصر وسوريا قد خرجت أثر تحريضاته المتصاعدة من على قناة "الجزيرة".
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن القرضاوي قوله "كنا من بين الذين دعوا للثورة، ولعبنا دوراً مهماً قبل الثورات وبعدها وسنمارس هذ الدور في المستقبل أيضاً... وعلى الناس أن يتغيروا من الداخل وسيستجيب القدر".
ووصفت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" دولة قطر بانها بلغت سن الرشد وتقوم حالياً باستعراض "عضلاتها المالية" للاسهام في تغيير الانظمة في البلدان العربية وتمويل الاحزاب الاسلامية للوصول الى الحكم.
وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد قال لصحيفة فاينانشيال تايمز "ان القادة العرب تعلموا حقيقة إني عنيد ولا أتراجع وعليهم أن يقبلوا بقناة الجزيرة".
وسوغ متحدث باسم قناة الجزيرة تقديم خطاب أمير قطر الشيخ حمد الثاني في التقرير لأهميته في ذلك اليوم، عاداً إياه بـ "تطور مهم" لذلك "أعطي الصدارة".
وقال "ان التغطية لخطب الرؤساء في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت متوازنة في تقديم خطاب اوباما وكذلك الرئيس المصري محمد مرسي على الرغم من إختلاف وجهات النظر".
![]() |
![]() |
|
![]() |
||
تذمر بين محرري الجزيرة الانكليزية | ||
![]() |
![]() |
ورغم أنها لعبت دورا بارزا في انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بحكام تونس ومصر وليبيا من خلال تغطيتها على مدار الساعة لم تهتم القناة بدرجة تذكر بالاحتجاجات في البحرين التي أخمدها الجيش بمساعدة من السعودية.
وسبق وان عين أحمد بن جاسم آل ثاني رئيسا تنفيذياً للقناة وهو من الأسرة الحاكمة في قطر لا خبرة لديه في الشأن الإعلامي وكان يشغل منصب مدير الهندسة والمشاريع في قطر للغاز. واستقال صحفي أخر بعد ذلك مشيرا إلى تحيز في التغطية الإخبارية للبحرين وسوريا.
ورفض متحدث باسم قناة الجزيرة التعليق على التصور بأن تغطيتها للربيع العربي كانت متحيزة.
وقال ايلي عون رئيس "ايبسوس ميديا سي.تي" التي تراقب سوق الإعلام بالشرق الأوسط أن الاضطرابات زادت الطلب على المنافذ الإخبارية المستقلة وان بعض المشاهدين العرب يرون الجزيرة الآن على أنها تبث وجهة نظر واحدة.
وكانت الجزيرة قد تعرضت لهزات كثيرة منها استقالة العديد من المذيعات بسبب ضوابط صارمة على المظهر، وكذلك احتجاجات بسبب تغطية الجزيرة للاحتجاجات في مناطق عربية كسوريا واعتقاد بعض الموظفين أن القناة تحولت إلى أداة تحريضية بسبب إدارة القناة المساندة للإخوان المسلمين وتياراتهم.
للتواصل مع كرم نعمة