المكتبة الثقافية بقمرت التونسية تحتضن معرضا فنيا خيريا

المعرض التشكيلي يقدم مئة بيضة أبرز من خلالها كل فنان من المشاركين إبداعه.

وفق فكرة ضمن الأبعاد الإبداعية الجمالية والإنسانية وبحضور عدد كبير من الفنانين التشكيليين المشاركين وغيرهم والنقاد والإعلاميين نظمت مكتبة قمرت "الثقافية" ضمن سلسلة مكتبات في تونس بفضائها بـ"Espace Perle Bleue"

طريق قمرت يوم السبت 27 يناير/كانون الثاني الجاري معرضا فنيا تشكيليا لفائدة قرية الأطفال SOS بعنوان "Œuforique" ليضم مئة عمل فني بحسب الأساليب الجمالية المختلفة للفنانين المشاركين وهم من مختلف الأجيال والتجارب والأنماط الفنية من فنون الرسم والنحت والخزف والحفر والتصميم والفوتوغرافيا... ويتواصل هذا المعرض الحدث الى غاية يوم 11 فبراير/شباط المقبل.

وقد عبرت الأعمال الفنية عن سعة خيال وابتكار انطلاقا من الشكل المقدم من الخشب ليشتغل عليه المشاركون من الفنانين وعددهم مئة وهي تظاهرة ومبادرة يقول عنها المدير والمؤسس حسان جعيد "تظاهرة أردناها أن تكون نوعية وذات خصوصية بين الفني الثقافي الأدبي والإنساني حيث عبر الفنانون فنيا وأسلوبيا في تعاطيهم مع البيضة الخشبية المقدمة وقصدنا إنساني ونبيل لتذهب العائدات إلى قرية SOS وهذا فعل وجداني فيه نبل يقابل إبداعية هذه الممارسة الفنية...".

عمل مميز فيه جمع لفنانين في لقاء نادر وكذلك العناية بالأطفال من فاقدي السند وقد حضر الحفل مسؤول قرى الأطفال SOS الذي ثمن هذه الحركة العميقة والثرية في معانيها، كما تم تثمين إقدام الفنانين على المشاركة بالمجان لتشجيع ورعاية الأطفال الضعفاء والأيتام والمتخلى عنهم.. إنها فكرة وممارسة الفن في أنبل الصور وأكثرها إنسانية.. معرض مميز في سياق أنشطة "الثقافية" التي تحوي حوالي 35 ألف مرجع للكتب على الرفوف و20 ألف مرجع من اللوازم المدرسية والألعاب ومواد الفنون الجميلة، والأمتعة، والصحافة، وإكسسوارات الكمبيوتر.. هذا وتقع مكتبة قمرت الثقافية الرائدة بين قمرت وقرطاج والمرسى، وهي مخصصة للأدب والفنون بمساحة 240 متر مربع.

وبخصوص هذا الحدث الثقافي الإنساني تقول المؤسسة المنظمة له "أفوريك 'Œuforique' هو احتفاء بالفن والأدب لاتسامهما بخدمة أسمى الأهداف، حيث تنظم مكتبة Culturel قمرت وSOS VILLAGES D’ENFANTS  معرضًا (عرض وبيع) خيريًا استثنائيًا لـ100 بيضة تخيلها 100 فنّان. ممثلون عن عوالم الفن (الفنون البصرية والأزياء والتصميم والتصوير الفوتوغرافي)، أبرز كل فنّان منهم إبداعه انطلاقا من شكل مفروض: بيضة خشبية صلبة يبلغ ارتفاعها 30 سم وعرضها 20 سم. وبذلك تصبح البيضة الخشبية الصلبة قطعة فنية موقعة، وعملًا إبداعيا بكامل أبعاده على غرار روائع الصائغ بيير كارل فبرجيهPierre Karl Fabergé ؛ قطعة ثمينة أهداها الإسكندر الثالث ونيكولاس الثاني، ملوك روسيا، لزوجتيهما. كما سيكون لكل عمل سعر بيع خاص به يحدده الفنّان.

وستتبرع مكتبة Culturel بجميع عائدات المبيعات إلى جمعية قرى الأطفال SOS  من أجل المساهمة في تحقيق أحلام الأطفال فاقدي السند والضعفاء والمحتاجين للرعاية، وقد تم افتتاح المعرض مساء يوم السبت 27 يناير/كانون الثاني الجاري في مكتبة Culturel قمرت طريق  Relais، بإشراف أمينة المعرض أميرة زيلي.. وستأخذ بذلك المئة بيضة مكانها في هذا الفضاء المخصّص عادة للأدب والمعرفة. مئة بيضة تساهم في الإثراء الفني للمكان وزواره. مئة بيضة أعدها بكل حب وشغف مبدعون متفانون، بتقنيات مختلفة وألوان متنوعة وإلهام آسر. مهمة أنجزها الفنانون ببراعة لمعرض بمئة ملمح، وذلك لسعادة رسم بسمة على وجه طفل لأنّه 'لا يرى المرء بوضوح إلا بالقلب. فالأساسي غير مرئي للعيون'، كما همس الثعلب للأمير الصغير، ففي ذلك يكمن حقًا جوهر وجودنا. ومن هذا المنظور، فإن المعرض الخيري Œuforique يعزز هذا الأثر، ويعطيه كامل أبعاده مؤكدا الحب ورهافة الحس اللّذين يتجلّيان، إذ يقدم الفنان جزءًا من نفسه للآخرين...".

وعن هذه المبادرة الفنية تقول كوميسار المعرض الفنانة أميرة الزيلي "سعادة كبرى أن نرى هذا الجمع الهام من الفنانين من تجارب وتيارات فنية وأجيال مختلفة في نشاط إبداعي جمالي لأجل غاية نبيلة في صلب البعد الإنساني.. وقد تنوعت الأعمال الفنية بتنوع تجارب المشاركين ورؤاهم الجمالية.. شكرا للجميع تنظيما وفنا وإبداعا ...".

هذا قد صدر بالمناسبة كاتالوغ فني يضم الأعمال إلى جانب النصوص المقدمة لهذه التجربة ومن الفنانين المشاركين نجد سارة بن عطية وعايدة كشو وعلي الزناديدي ووليد الزواري وصبرة بن فرج وباكر بن فرج وحمادي بن سعد والحبيب بيدة وسناء براهم ومحمود شلبي والمرحومة نادية الشرفي وفاتن شوبا الصخيري وعلياء درويش الشريف وحمدة دنيدن ونسرين الأمين والزين الحرباوي ومراد الحرباوي وسناء الجمالي العماري ومنى الجمل سيالة ونجاة الذهبي وكوثر كسو الجلازي وريم القروي وعبدالعزيز كريد وأميرة مطيمط وليلى الركباني وفاتن الرويسي والسبعى القناوي وطارق السويسي وماجد زليلة ورجاء زربوط وأحمد الزلفاني ورجب زرامديني وإيناس زيلي ونادية الزواري..

تجربة مهمة من تجارب الإبداع الثقافي والفني بتونس وحركة نبيلة حيث الإبداعي في معانقة الوجداني والإنساني ليتحول فضاء الكتب إلى مجالات حوار ولقاء بين الفنانين مع أعمالهم لتذهب العصارة والجهد ضمن العائدات إلى الأطفال ودعم رعايتهم ضمن برامج قرى الأطفال بتونس.