سيناريو ضعيف وأداء باهت يطبعان فيلم 'عادل مش عادل'
الرباط - تدور أحداث فيلم "عادل مش عادل" للمخرج أحمد يسري في إطار كوميدي حول المحامي الشاب "عادل الأمين"، الذي يعيش حالة من التخبط بسبب سوء حظه وتورطه في شهادة الزور، فيجد "عادل" نفسه في مواجهة أحداث غامضة ومفاجآت غير متوقعة تدفعه لمحاولة فهم ما يحدث في حياته.
الفيلم من سيناريو حسام كمال وأدهم سعيد، و بطولة كل من أحمد الفيشاوي وشيري عادل ومحمود البزاوي ودينا ومحمد رضوان.
يفشل السيناريو في تقديم معالجة محبوكة لقضية فساد مهنة المحاماة وشهادة الزور، التي تعدّ واحدة من القضايا الأخلاقية والاجتماعية المهمة، فبدلاً من التركيز على تداعيات هذه الممارسات على الأفراد والمجتمع، تم تناولها بأسلوب سطحي وساذج، وكأنها مجرد فكرة مضافة لخلق سياق للأحداث الكوميدية، وغابت عن النص أية محاولة لتقديم مواقف تعكس حجم الخطورة الحقيقية لشهادة الزور أو الإشارة إلى الصراع الداخلي الذي قد يعيشه محامٍ فاسد مثل "عادل"، بينما تم تضخيم الأحداث بشكل كاريكاتوري، أفقد القصة جديتها وجعلها غير قادرة على إقناع المشاهد أو خلق تعاطف مع الشخصيات.
لم تظهر متتاليات المشاهد انسجاماً بين الشخصيات الرئيسية وبين طبيعة القصة المطروحة، فمثلا جاءت شخصية "عادل" المحامي الفاسد سطحية ولم يتم تطويرها بما يتناسب مع الخطوط الدرامية للقصة، كما أن التحولات اليومية التي يمر بها "عادل" من محامٍ فاسد إلى شخصيات هزلية أخرى مصطنعة وغير مبررة درامياً وأضعفت مصداقية القصة، في حين لم تتمكن الشخصيات المساندة مثل الضحايا أو الشخصيات المحورية الأخرى من إضافة روابط للقصة، بل بدت أقرب إلى شخصيات عابرة لا دور لها في تعزيز حبكة العمل، وهذا التناقض بين طبيعة القصة وطريقة بناء الشخصيات جعل العمل يبدو مفككاً وغير متماسك.
ومن بين العناصر القليلة التي يمكن الإشادة بها في الفيلم هو الأداء المميز لمحمود البزاوي في دور "أدهم"، فقد استطاع أن يبرز حضوراً قوياً وشخصية متماسكة، على الرغم من الثغرات الواضحة في النص وضعف الحبكة قدم أداءً معقولا، أضاف نوعاً من الجدية والواقعية إلى المشاهد التي شارك فيها وسط الأداء المتفاوت لبقية فريق العمل، بينما يعد أحمد الفيشاوي من أبرز ممثلي جيله من حيث الموهبة، لكن تكرار إخفاقاته في الأعمال السينمائية يثير تساؤلات كبيرة.
لم يستطع الفيشاوي تقديم أداء يرقى إلى مستوى التوقعات، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى ضعف النص وعدم انسجام شخصيته مع تطورات القصة، فبدا أداءه غير مستقر وكأنه يعتمد على محاولات فردية لإنقاذ الشخصية دون أن يجد دعماً كافياً من السيناريو، فالخيارات غير المدروسة التي يعتمدها الفيشاوي في اختيار أدواره أصبحت سمة متكررة في مسيرته، رغم قدرته على تقديم أدوار لافتة في أعمال جماعية مثل فيلم "أولاد رزق " .
وقدمت شيرين عادل أداءً مقبولا في شخصية "غادة"، حيث استطاعت تجسيد دورها دون مبالغة، بينما الحقيقة أن النص لم يتمكن من إعطائها مساحة أكبر لتطوير شخصيتها لكنها ظهرت بمستوى أدائها المعتاد، في حين جاء ظهور دينا ومحمد رضوان باهتاً وضعيفاً ولم يتمكنا من ترك أي أثر يُذكر لدى المشاهد، ويرجع ذلك إلى ضعف كتابة أدوارهما، حيث بدت شخصياتهما كإضافات غير ضرورية لا تحمل أي وزن درامي حقيقي، كما أن افتقارهما إلى المشاهد المحبوكة أو الحوارات الجيدة جعل ظهورهما أشبه بمحاولة غير موفقة لملء الفراغ في بعض تكوين لقطات الفيلم، دون تحقيق أي رابط منطقي لحبكة الاحداث حتى لو كانت كوميدية هزلية.