القاهرة للكتاب يفتح نافذة على الشعر في الهند

لقاءات وأماسي الشعر المنظمة ضمن فعاليات الدورة السادسة والخمسين من المعرض الدولي تنفتح على التجارب والاتجاهات والمرجعيات الإبداعية والثقافية لكل من شوديبتو شاترجي وباربال كومار باسو.

تتواصل فعاليات معرض القاهرة الدولي في دورته الـ56 حيث تتنوع البرامج والأنشطة كالندوات الفكرية والثقافية وتقديم الكتب والإصدارات الجديدة، إلى جانب فقرة مهمة ضمن برامج لقاءات وأماسي الشعر والحوار وعرض التجارب، وذلك بقاعة "ديوان الشعر" بإشراف وإعداد الشاعر أحمد الشهاوي.

وفي هذا السياق، شهدت قاعة "ديوان الشعر" أمسية شعرية مميزة، أدارتها وقدمتها الدكتورة سارة حواس، جمعت الشاعرين الهنديين شوديبتو شاترجي وباربال كومار باسو، وقد مثل ه\ا اللقاء مجالا بمثابة النافذة على الشعر في الهند وخصائصه وتجاربه، وذلك بحضور جمهور الشعر ورواد معرض الكتاب حيث تحدث الشاعران عن تجربتيهما وعن النقد والشعر في الهند وما اطلعا عليه من الشعر في بلاد العرب وقرأ كل من الضيفين عددا من القصائد.

ويعد اللقاء مهما لما شهده من حوار وأسئلة ونقاش في فسحة الشعر ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، بمركز المعارض في التجمع الخامس.

الشاعر أحمد الشهاوي في كلمته أشار إلى أهمية التجربتين المقدمتين من الشعر الهندي، مبرزا ما يربط بين الشعراء في العالم من وشائج وهموم وأحلام ضمن عنوان لافت هو الكتابة والشعر تحديدا.

وقد أدارت الأمسية باقتدار ونجاح الدكتورة والمترجمة سارة حامد حواس، بحضور الشاعرين الهنديين شوديبتو شاترجي وباربال كومار باسو.

استهلت سارة الفعالية بالترحيب بالحضور، مشيدةً بالشاعرين وبقصائدها التي تعكس عمق الثقافة الهندية. وقدمت تعريفاً موجزاً بالشاعر شوديبتو شاترجي، مشيرةً إلى أنه وُلد في كلكتا بالهند عام 1976، ويعمل طبيباً في معهدي راماكريشنا ميسيون سيفا براتيسان وفيفيكاناندا للعلوم الطبية.

وأوضحت أن شاترجي يشارك في العديد من الأنشطة الخيرية والاجتماعية التي تنظمها مؤسسة راماكريشنا. أما الشاعر باربال كومار باسو، فوصفته الدكتورة سارة بأنه مفكر هندي بارز ومحرر أدبي، يمتلك في رصيده واحداً وعشرين كتاباً شعرياً، بالإضافة إلى العديد من المقالات والقصص.

وأضافت أنه لعب دوراً مهماً في تطوير الشعر البنغالي بعد استقلال الهند، ويشغل منصب محرر مجلة "يابانشيترا"، وهي منصة تتيح للشباب التعبير عن إبداعاتهم الأدبية. كما نوهت بحصوله على جائزة الأكاديمية الحكومية للشعر ومشاركته في العديد من المهرجانات الأدبية الوطنية والدولية، لافتة إلى أن أعماله تُرجمت إلى عدة لغات.

وخلال الأمسية، تحدث الشاعر شوديبتو شاترجي عن تأثير مهنته كطبيب على تجربته الشعرية، قائلاً إنها جعلته يُدرك قيمة الشعر بوصفه وسيلة للتأمل العميق وفهم التأثير الإنساني. وتابع أن الهندوسية والشعر يشتركان في كونهما أسلوب حياة ونافذة لفهم القضايا الاجتماعية.

وأشار إلى أنه يكتب عن الحب والموت، حيث ألهمته مهنته الطبية توازناً بين هاتين الحقيقتين. وألقى شاترجي أربع قصائد حملت عناوين: "لحن"، "أنتِ امرأة"، "نساء"، و"الثقة".

أما الشاعر باربال كومار باسو، فدعا في كلمته إلى التحرر من محدودية الحياة والانفتاح على الوجود اللامتناهي، مشدداً على أن الشعر ينبع من الروح، ويعبر بصدق عن تجارب الحياة المتنوعة، من حب واحتجاج وفرح ويأس وحزن.

وأكد أن الشعر يكشف عن حقائق تحتاج إلى اكتشاف، لكنه يترك أيضاً مساحات للغموض، مما يخلق أثراً عميقاً في نفس القارئ.

وأشار باسو إلى أنه لا يقتصر على كتابة الشعر، بل يبدع أيضاً في كتابة النثر، مسلطاً الضوء على أهمية التفاعل بين التخصصات المختلفة لتنمية الفكر الإنساني. وأوضح أن هذا التنوع كان له أثر إيجابي كبير على تجربته الشعرية. كما صرّح بأن الشاعر يجد أعز أصدقائه في نفسه.

وفي ختام الأمسية، ألقى باسو مجموعة من قصائده التي تضمنت: "بعض ناس، المدينة التي أعيش، أشياء لم تُقل، ولا تصفيق....".

لقاء ماتع مثل بانوراما من الشعر المحيل على تجارب الابداع في الهند وقضاياه وجمهور متفاعل بأسئلته الدالة على شغفه بالشعر والشعر العالمي ومنه الهندي الذي ينصهر ضمن الإنسانيات الشعرية حيث أن الشعر كوني بتعبيراته الوجدانية والجمالية.