أشباح الصحراء أم الأقاليم

مهما كانت الصيغة المقترحة لإيجاد قوة سنية تدافع عن أهل المناطق الغربية في العراق، فأن إيران سترفضها.
ايران تمكنت من نشر ثقافة الكراهية للمجتمع السني عربا وكردا
المخاوف تزداد بزيادة توظيف الاجندات الإقليمية في العراق وغياب الاجندة الوطنية

في فترة تكوين الحشد الشعبي والذي صوت برلمان العراق عليه، ذهبت الاحزاب والجماعات السنية داخل البرلمان الى دعوة تشكل قوة بالمقابل تحت مسمى الحشد الوطني ولكن الفكرة رفضت بالمطلق من الجانب الايراني واستبعدت نهائيا. سبقتها الصحوات السنية بقيادة أبو ريشة لحماية مناطقهم ولكن هي الاخرى وفي عهد المالكي جرت عليها سياسة الاقصاء ومن ثم قطع الرواتب فضلا عن مقتل الكثير منهم على يد تنظيم القاعدة الامر الذي اضعف من تواجدهم وبالتالي القضاء عليهم، رغم ان الصحوات ساهمت كثيرا وساعدت اميركا باختراق تنظيم القاعدة في العراق والقضاء على الكثير منهم.
هذا النفس الايراني في العراق ومن خلال اغلب الاحزاب الشيعية وزعمائهم تمكنوا من نشر ثقافة الكراهية للمجتمع السني عربا وكردا غرس فكرة إن سيطرة السنة على النظام العراقي سوف تحرم الشيعة من امل رجعتهم للحكم وعليه قامت الحكومات الشيعية المتتالية خاصة في فترة المالكي بالتغيير الديمغرافي في المناطق السنية فضلا عن تكوين حزام شيعي خلف المناطق ذات الأغلبية السنية كما هو الحال في حزام بغداد وسامراء تحت ذريعة توسيع حرم الإمامين العسكريين.
بسبب هذه المخاوف وغيرها وبمساعدة اميركا تم تكوين قوة من ابناء المناطق الغربية من العراق وبالتحديد من المحافظات السنية تحت مسمى اشباح الصحراء ويتركز تواجدها في عين الاسد والحبانية تقوم مهامها على اختراق او الانخراط مع الدواعش بهدف نقل اخبارهم والمساهمة في القضاء عليهم وكل ذلك يجري تحت اشراف التواجد الأميركي في المنطقة حيث يتم تدريب أفراد القوة وتسليحهم. الا ان الاطراف الموالية لإيران تتخوف من ذلك وتعتبرهم خطرا كبيرا عليهم وعلى تواجد الحشد الشعبي فتقوم هذه الاطراف بنشر الأكاذيب ومحاولة تحشيد الرأي العام الشيعي ضدهم ومن ثم يتم استهداف مواقع ومعسكرات تدريب اشباح الصحراء.
الامور تتصاعد والمخاوف تزداد بزيادة توظيف الاجندات الإقليمية في العراق وغياب الاجندة الوطنية، وأرى في تطبيق الفيدرالية بموجب الدستور العراقي من حيث انشاء الاقاليم هو المنقذ الوحيد للامن والاستقرار وتبديد المخاوف المختلفة.
الواقع يقول أن الخصائص في العراق غير موحدة ولكل منطقة ميزتها وخصائصها (ارضا وشعبا ومناخا) الخاصة بها التي تختلف فيها عن باقي المناطق، لذا ارى بتكرار تجربة اقليم كردستان ضمانا للأمن والاستقرار والتقدم.