أطفالنا والأساطير الشعبية

الأساطير الشعبية سواء الشرقية أو الغربية تخاطب الطفل في جانب منها، مثل قصة علاء الدين والمصباح السحري، والشاطر حسن، وقصة السندباد، وقصة سندريلا.
التربية الصحيحة لها دخل كبير في التفرقة بين ما هو أسطوري وما هو واقعي
العلم الحديث في حياتنا هو النور والضوء مثل المصباح في قصة علاء الدين
فلا المصباح موجودٌ ** ولا الجنيُّ في المصباح

لا شك أن الأساطير الشعبية سواء الشرقية أو الغربية تخاطب الطفل في جانب منها، مثل قصة علاء الدين والمصباح السحري، والشاطر حسن، وقصة السندباد، وقصة سندريلا، وغيرها. 
ومثل هذه الأساطير احتفظ بها العقل البشري على مدى الأزمان، وأصبحت تراثا شعبيا بشريا لدى الكثير من الشعوب، وتحول بعضها إلى حكايات تحكى للطفل قبل النوم، بل تحول معظمها إلى أفلام كرتونية، بعد أن احتل التلفزيون والفيديو ثم وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض مواقع الإنترنت، وظيفة الأم أو الجدة التي كانت تحكي القصص لأطفالها وأحفادها قبيل النوم. ومن هنا يأتي تأثيرها عبر وسائل الإعلام المختلفة. 
ومثل هذه الأساطير من الممكن أن تدخل في سياق الثقافة العامة للأمة، وفي هذه الحالة يظهر تأثيرها على عقيدة الطفل وثقافته وسلوكه، ونحن نستطيع أن نستخلص منها الحكم والمواعظ، ونقدمها للطفل بطريقة غير مباشرة، مثل جزاء الإحسان هو الإحسان، وثمرة التعاون، وفي الاتحاد قوة ... وغيرها فيشبّ الطفل على أمثلة حية مستخلصة من واقع القصص المستوحاة من الأساطير الشعبية.
وأعود إلى تأثير الأساطير على الطفل بعامة، فقد سمعنا أن طفلا حاول أن يقلد السوبرمان ويطير مثله من شرفة المنزل، فسقط قتيلا. 
ولاشك أن التربية الصحيحة في المنزل والمدرسة لها دخل كبير في التفرقة بين ما هو أسطوري وما هو واقعي، غير أننا نستطيع أن نرقى بالأسطورة الشعبية القديمة، ونجددها لتلائم روح العصر، وعلى سبيل المثال نحكي للطفل عن مصباح علاء الدين السحري، ونقول له إن هذا كان قديما، أما في عصرنا فمصباح علاء الدين هو العلم الذي يحقق الكثير من المنجزات والمطالب الحياتية التي كان يحققها المصباح في الأسطورة، بل أن العلم الحديث في حياتنا هو النور والضوء مثل المصباح في قصة علاء الدين تماما. 

وقد أعجبتني قصيدة أحد الشعراء الذين يكتبون للأطفال في تأكيده على هذا المعنى عبر إحدى قصائده الحوارية للأطفال. وهو الشاعر الفلسطيني معروف رفيق محمود  (1935 – 2005) الذي يقول في قصيدته "مصباح علاء الدين:
مجموعة أطفال: علاء الدين والمصباح ** وجنيٌّ وبلورة
وكهف ما له مفتاح ** قرأناها كأسطورة
طفل أو طفلة: سماءٌ كلها أقمار ** ودنيا كلها أسرار
خيالٌ طرز الأخبار ** وما قد قيل أسطورة
مجموعة أطفال: حياةٌ كلها أفراح ** فكيف تقول أسطورة؟
إذن ما قصة المصباح ** وما كهف بلا مفتاح؟
وما شبيك ما لبيك؟ ** له بحياتنا أفراح
طفل أو طفلة: أساطيرٌ تسلينا ** يرددها أهالينا
مجموعة أطفال: إذن ما قصة المصباح ** وما كهف بلا مفتاح؟
طفل أو طفلة: خرافات وأوهام ..
مجموعة أطفال: وينكر ما قرأناه؟ ** ويرفض ما درسناه؟
طفل أو طفلة: لهذا العصر مصباحٌ ** ينير لنا ليالينا
مجموعة أطفال: ولكنا قرأناه ** وفي الأفلام شفناه
طفل أو طفلة: خيالٌ ذلك المصباح ** وتأليف عرفناه
فلا المصباح موجودٌ ** ولا الجنيُّ في المصباح
مجموعة أطفال: فما مصباحنا العصري؟
طفل أو طفلة: ضياء العلم يسعدنا ** ونور الله يهدينا
علاء الدين والمصباح ** كفاح دائم فينا.
أعتقد أن هذه القصيدة المعبرة تلخص الموقف كله.