أكاديميون في المغرب يكرمون عماد عبداللطيف

فاس وهيئاتها الأكاديمية والعلمية أتمت كافة التجهيزات المتعلقة بعقد مؤتمر دولي حول أعمال المفكر المصري المتخصص في مجال تجديد البلاغة وتحليل الخطاب.
إسهامات عماد عبداللطيف، تعدّ من الإسهامات الدولية وترقى إلى مستوى المدارسة والمعاينة النقدية
المؤتمر الدولي بتنظيم مركز الدراسات الثقافية والبحوث التربوية بالمملكة المغربية بالتعاون مع جامعة فاس

فاس وهيئاتها الأكاديمية والعلمية أتمت كافة التجهيزات المتعلقة بعقد مؤتمر دولي حول أعمال المفكر المصري الدكتور عماد عبداللطيف، المتخصص في مجال تجديد البلاغة وتحليل الخطاب، والذي من المقرر افتتاحه يوم السبت المقبل 7 مارس/آذار.
وهو المؤتمر الدولي الذي قام بتنظيمه مركز الدراسات الثقافية والبحوث التربوية بالمملكة المغربية بالتعاون مع جامعة فاس.
وبهذه المناسبة أصدر هذا المركز كتابًا تذكاريًا حول أعمال الدكتور عماد عبداللطيف، ضم 27 فصلًا، كتبها باحثون من أرجاء العالم العربي. ومن المقرر أن يتخلل المؤتمر حفل لتوقيع هذا الكتاب. يعقبه أمسية شعرية يشارك فيها شعراء من المغرب ومصر، وهم: د. أحمد مفدي وأحمد فضل شبلول وعبير العطار وعبدالحق البوتكمانتي وسعاد عبيدالله ورجاء قيباش.
وعلمت "ميدل إيست أونلاين" أن الجلسة الافتتاحية ستستهل بكلمة رئيس المؤتمر الدكتور مصطفى شميعة، تليها كلمات: الرئيس الشرفي لهذا المؤتمر الشاعر المغربي البارز الدكتور أحمد مُفدي، فكلمة رئيس اللجنة العلمية الدكتور محمد الفتحي، وممثل جامعة فاس الدكتور الحسن محب، نائب عمدة فاس، وكلمة منسقة اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتورة حنان المراكشي.
تنتظم أعمال المؤتمر في أربع جلسات علمية، الأولى منها يرأسها الدكتور المهدي لعرج، أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس، وخلالها تتم مناقشة أربعة أوراق.
الأولى للدكتورة عبير خالد يحيى، من جامعة دمشق، بعنوان "دراسة ذرائعية مستقطعة في كتاب "البلاغة والتواصل عبر الثقافات" للدكتور عماد عبداللطيف، والورقة الثانية يقدمها الحسين البعطاوي من كلية الآداب بفاس سايس، بعنوان "بين بلاغة الجمهور ونظرية التلقي تكامل أم تمايز معرفي: قراءة في أعمال الدكتور عماد عبداللطيف"، والورقة الثالثة للدكتور مسعود غريب، من جامعة قاصدي مرباح بلاية ورقلة بالجمهورية الجزائرية، وعنوانها "قراءة وصفية تحليلية لكتاب "البلاغة والتواصل عبر الثقافات" للدكتور عماد عبداللطيف"، والورقة الرابعة للدكتور نور الدين ناس الفقيه، الأستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وعنوانها "قراءة في مشروع الدكتور عماد عبداللطيف حول تدريسية البلاغة العربية: المفاهيم وأساليب الأجرأة".
وكان مقررًا أن يرأس الجلسة الثانية الدكتور أحمد العبدلاوي العلوي، أستاذ التعليم العالي، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. وقوامها أربع ورقات بحثية؛ الأولى للدكتور فؤاد أعلوان من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، وعنوانها "تحليل الخطاب السياسي من منظور الباحث الدكتور عماد عبداللطيف"، والثانية للدكتورة نزهة خلفاوي من المركز العلمي لتطوير اللغة العربية تلمسان الجزائر، بعنوان "ملامح تجديدية في البلاغة وتحليل الخطاب.. قراءة في مشروع بلاغة الجمهور للدكتور عماد عبداللطيف"، والورقة الثالثة للباحث محمد يطاوي من جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال بالمغرب، وعنوانها "أطر النقد البلاغي العربي المعاصر في مشروع الدكتور عماد عبداللطيف"، وآخر أوراق الجلسة الثانية كانت من نصيب الباحث المغربي الدكتور عبدالوهاب صديقي من كلية الآداب والعلوم الانسانية، جامعة ابن زهر بأغادير، وعنوانها "البلاغة والخطابة السياسية المعاصرة.. قراءة في كتاب الخطابة العربية السياسية في العصر الحديث لعماد عبد اللطيف".   

مؤتمرات ثقافية
مواقف لا تخلو من قسوة، تتعامل مع الإنجاز العربي

وقد تم اختيار الدكتور عبدالله الغواسلي المراكشي من جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس لرئاسة الجلسة الثالثة التي تشتمل على أربع أوراق علمية؛ الأولى لفضيل ناصيري من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمدينة "العيـون" بالمغرب، وعنوانها "مقاربة الخطاب السياسي قراءة في أعمال د. عماد عبداللطيف"، والورقة الثانية للدكتور محمد غازيوي من جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، وعنوانها "من الوظائف البلاغية إلى البلاغة الوظيفية.. دراسة في بعض كتابات الدكتور عماد عبداللطيف"، والورقة الثالثة كانت من نصيب الدكتور بلخير شنين من جامعة قاصدي مرباح بولاية ورقلة بالجزائر وعنوانها "وظائف الاستعارة في الخطاب السياسي من منظور الدكتور عماد عبداللطيف"، وآخر أوراق هذه الجلسة كانت للدكتور عادل عبداللطيف، من جامعة القاضي عياض بمراكش بعنوان "البلاغة والمجتمع: قراءة في بعض اسهامات الدكتور عماد عبد اللطيف".
بينما كان مقررًا أن يرأس الجلسة الرابعة والأخيرة، الدكتور بلخير شنين من جامعة قاصدي مرباح، وتشتمل على أربعة أوراق؛ الأولى للدكتورة دنيا لشهب من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وعنوانها "بعض صور أجرأة بلاغة السَكَّاكي في الدرس التعليمي – آلية التعريف أنموذجًا- استضاءة بتجربة الدكتور عماد عبداللطيف"، والثانية للدكتور عبدالكبير الحسني، جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال بالمغرب، بعنوان "بلاغة الجمهور: نحو بناء فرضية ذهنية جديدة"، والورقة الثالثة للدكتور ماجد قائد قاسم، من جامعة عدن كلية التربية زنجبار اليمن، بعنوان "نظرية بلاغة الجمهور عند عماد عبداللطيف وعلاقتها بالسيمياء"، والرابعة في هذه الجلسة للدكتور خالد التوزاني من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بالمغرب، وعنوانها "رؤية الدكتور عماد عبداللطيف للتواصل بين الثقافات: من خلال كتابه: البلاغة والتواصل بين الثقافات".
وقد نهضت فكرة عقد هذا المؤتمر من فرضية؛ مفادها أنّ الدّراسات العربية المعاصرة، تتّخذ مسارات مختلفةَ إزاء المنجز الغربي المعاصر، فمنها ما يُعنى بنقل المنجز الغربي للقارئ العربي عبر التّرجمة، والعرض، والتلخيص، ومنها ما ينشغل بتطبيق المنهجيات الغربية على مدوّنات عربية، علاوة على المسارات التي تحاول الدمج بين المنجز الغربي والمنجز العربي في إطار واحد، وتلك التي تتخذ موقفًا ناقدًا من كليهما، وتسعى لطرح بدائل أخرى. 
وكان هدف المؤتمر إلقاء الضّوء على إسهامات عربية، اختطّت لنفسها مسارًا مغايرًا، يتجاوز حدود الإفادة من المنجز الغربي في إثراء المعرفة العربية، إلى إثراء المنجز الغربي ذاته، عبر تقديم إسهامات عربية أصيلة، تنطلق من إدراك دقيق لواقع المعرفة الغربية، ووعي عميق بآفاق تطويرها، ليعمل هذا المسار على استكشاف هذه الآفاق، انطلاقًا من حاجات المجتمع العربي في الأساس.

فيروس كورونا
البلاغة والخطابة السياسية المعاصرة

فعلى مدار عقود؛ انتقد الباحثون العرب ضعف الإسهام العربي في المعرفة العالمية في حقول: النقد الأدبي، وتحليل الخطاب، والبلاغة المعاصرة. وتُبنيت مواقف لا تخلو من قسوة، تتعامل مع الإنجاز العربي على أنه عالة على الغرب، ومسخ مشوَّه منه، ومشوِّه له. وارتفعت الدعوات إلى تقديم نظريات عربية في النّقد، أو اللّسانيات، أو تحليل الخطاب، أو البلاغة المعاصرة وغيرها. وما يغيب عن معظم هذه الانتقادات، وتلك الدّعوات، هو الفحص الدّقيق للمنجز العربي، والرّؤية الموضوعية له. فلا شك أنّ بعض الكتابات العربيّة ظلّت سجينة النّقل الأعمى عن الغرب، واكتفت أخرى بمعرفة القشور، فشوهت الأصول، لكنّنا لا نعدم أعمالًا عربية أصيلة، أفادت من المنجز الغربي في فهم واقعها العربي، وطوّرت منه، وأضافت إليه. وقد ارتأى المركز الأكاديمي للدّراسات الثقافية والأبحاث التربوية، أن يولي هذه الأعمال الاهتمام المستحقّ من الدّراسات المحكّمة، التي تهدف إلى الكشف عن آليات عملها، وتقييم إسهامها، وتوجيهها، ونقدها. 
وإذا كان الوعي الدقيق بما تمتلكه ثقافة ما شرطًا ضروريًّا لتطورها، فإنّ دراسة المشاريع المعرفية التي حاولت إثراء المعرفة الإنسانية هو المدخل الأساسي لتطوير هذه المعرفة. ومن هنا؛ تتجلّى أهمية مراجعة هذه المشاريع مراجعة نقدية شاملة، للوقوف على الإسهامات المعرفية والنّقدية التي انخرطت في المشروع الإنساني العام، والقاضي بتحليل المقتضيات المنهجية والمفهومية للخطاب في كل أبعاده السياسية والثقافية والبلاغية.
 ولعل إسهامات الدكتور عماد عبداللطيف، تعدّ من الإسهامات الدولية التي ترقى إلى مستوى المدارسة والمعاينة النقدية، لما للرّجل من إسهامات كبيرة في المجال، فقد رسّخ الباحث اسمه في العديد من المحافل العلمية، وحاضر في الكثير من الجامعات الدّولية، منتهجا في ذلك منهجية الباحث الأكاديمي، المدقق، الفاحص بصمت، في مختلف المقولات النظرية والتلوينات المذهبية والسياسية التي أنتجت خطاباتها المختلفة، خاصة في سياق دولي متقلّب ومنفتح على مختلف الثّقافات، وأيضا في سياق عربي صادف ما عُرف بالربيع العربي، الذي تمخضّت عنه الكثير من التقلبات الاجتماعية، التي أثّرت - ولا تزال إلى الآن- في سلوك الجماعات الإنسانية من مشرق الأرض إلى مغربها.
وهكذا؛ فإنّ المتتبع للمشروع العلمي للدكتور عماد عبداللطيف، ومن خلال منجزه الفكري الذي قدّم من خلاله الأجوبة العلمية لمختلف الإشكالات التي تعيق إنتاجية الخطاب، وتؤسس لوعي جديد في تلقيه واستثماره، سيلاحظ أنه يرتقي بحقّ إلى مستوى المدرسة العربية في التنظير لأسس ومرتكزات، ومفاهيم، تشكّل الخطاب ومناوراته في مختلف مستوياته، ويكون بذلك رائدا من رواد المدرسة التجديد في التّحليل، والتي لا تقل أهمية عن المدارس الغربية في هذا المجال، وهذا ما يسعى المركز الأكاديمي للدراسات الثقافية والأبحاث التربوية، إلى تحقيقه من خلال  المؤتمر الدولي المزمع تنظيمه، يوم السبت 7مارس/آذار 2020، بقاعة العروض والمحاضرات، بالمديرية الجهوية للثقافة بفاس/ المملكة المغربية.