أنصاف الغربي تتواصل مع ذاتها الملونة

الرسامة التونسية تعد معرضا فنيا خاصا تقدم فيه بانوراما عن التجربة والمسيرة.
مشاركات في سمبوزيوم بالجزائر والمهدية ومعرض بسيدي بوسعيد
التراث يحضر في لوحات الرسامة أنصاف الغربي

الفن التشكيلي سفر جمالي في دروب العناصر والأمكنة حيث التفاصيل والأشياء عناوين تلوين وبهاء للقول بفداحة وفصاحة الحال. 
الفنانة التشكيلية التونسية أنصاف الغربي ومنذ معارضها الأولى الفردية والجماعية ومنذ سنوات تواصل دأبها الفني لتتعدد مشاركاتها التشكيلية وطنيا ودوليا كما تم تكريمها في مناسبات وهي المشتغلة باللون في اللبحث عن الذات وفق خصوصيات فنية. وكانت لها في الفترات الأخيرة مشاركات متنوعة في عدد من المهرجانات التشكيلية والمعارض، من ذلك سمبوزيوم أعالي شيليا الدولي بالجزائر بإدارة الفنان المميز صديق تونس فؤاد بلاع وذلك بولاية خنشلة وتحت إشراف جمعية لمسات للفنون التشكيلية. 
كذلك مشاركتها مع مجموعة من الفنانين في المعرض الجماعي برواق الهادي التركي مع بلدية سيدي بوسعيد، ومن تنظيم جمعية ضياء أمل الطفولة فضلا عن المشاركة في السمبوزيوم الدولي للفون التشكيلية بالمهدية بإدارة الفنان محمد أكرم خوجة، وفي إطار مهرجان عيد البحر بإدارة محسن بوصفارة. 
هكذا.. نمضي في عوالم التلوين مع الرسامة التي خبرت لغة التلوين وأخذتها الشواغل وأشياء الحياة لفترة. وها هي الآن تطل بلوحاتها الفنية وفي قلبها شيء من الحنين. نعم.. هي رحلة اللون المربكة. فمن دروب الحنين ومنعطفات التلوين وحميمية التذكر والنظر تمضي الذات إلى حضنها الدافئ، مهد الألوان حيث القول بعذوبة الأشياء والعناصر، وهي تقتحم علينا هدوءنا وضجيجنا في هذا الكون الكامن في تفاصيله المفعمة بالوجد والشجن والصعود والسقوط والأمل والإحباط وما إلى ذلك من حالات هذا الكائن في حله وترحاله وهو يتقصد الحلم نحتا للذات وتأصيلا للكيان. 
هنا يتأمل الفنان المشهد وهو يتحسس شيئا من قماش طفولته. كيف يقول بهاءه ووداعته بضروب الفن ليبرز ما تعلق به من ألفة مع العالم والآخرين ويمكث لأطول فترة في حياته العابرة تحت شجر الحنين والانتظار.
نعم.. الحلم أغنية تحت شمس الانتظار. الفنانة التشكيلية أنصاف الغربي درست بالمعهد العالي للفنون الجميلة  بتونس في التسعينيات وتلقت دروسا في الرسم الزيتي بالمركز الثقافي الإيطالي والمركز الثقافي الروسي، وبمركز المنزه السادس وذلك إلى جانب المشاركة في ورشات مع فنانين تونسيين من أصحاب التجارب المهمة. كما شاركت في تربصات في الرسم على الزجاج والقماش والحرير وتلقت تكوينا فنيا بمشاركة الفنان الجزائري محمد غزالي بن شريفة. 
شاركت أنصاف الغربي في عدد من المعارض الجماعية، كما كانت لها معارض فردية خاصة بها وهي تعد الآن لمعرض خاص وقد تمت دعوتها للمشاركة في فعاليات تشكيلية بالجزائر. 

fine arts
خبرت لغة التلوين 

الفن بالنسبة إلى أنصاف الغربي جزء من كيانها فهي تشعر بأنها تكتظ بالمشاهد والذكريات والحنين وترى ذلك في ما يتيحه لها خيالها من مواضيع رسمت بعضها وتسعى للإمساك ببعضها الآخر في قادم أعمالها.
من قليبية أرض الينابيع كانت ألوانها تحاور البرج في شموخه وجماله وعنفوان تواريخه وهي التي قضت طفولتها وكبرت على إيقاع النظر باتجاهه. هي مأخوذة بالمدينة والأبواب والأزقة والأقواس وبكل ما يشي بجوهر المكان ومنه المدينة التونسية العتيقة. 
التراث يحضر في لوحات الرسامة أنصاف الغربي من ذلك اللباس البدوي الذي يبرز في لوحة المرأة باللباس التقليدي والطبيعة الصامتة حاضرة أيضا القنينة وصندوق الحلي والمزهريات. هي وغيرها عناصر التلوين لدى رسامة يأسرها الحنين والوجد تجاه الذكرى والأمكنة. المراكب في البحر تحضر في لوحت الغربي بما تعنيه من شغف بالسفر والحوار المفتوح مع البحر ضمن ما يقترحه من حالات وألوان وعناوين أبرزها الجمال. حمال البحر وما يعبره من زوارق تفننت في ابتكار حضورها وتلوينها. 
هكذا هي عوالم الرسم لدى أنصاف الغربي وهي تتواصل بعد سنوات مع ذاتها الملونة بالحلم والشجن والحنين. والفن فسحة متعددة العناوين وهنا تعنون الرسامة هذه الرحلة الجديدة المتجددة والمستعادة مع الرسم. وهي لا تلوي على غير البوح بما يعتمل لديها من كلمات ملونة كالقصائد. إن الفن شعر آخر. مشاركات متعددة في معارض جماعية وخاصة بتونس وخارجها من ذلك الفعاليات التشكيلية بمصر والجزائر، وهي تعد الآن لعناوين تشكيلية أخرى لمعرض خاص فيه أعمالها وما أنجزته مؤخرا. تجربة ومسرة مفتوحة.