إطلاق منصة في القاهرة للكتب التي تتناول الشأن الصيني

تدشين صالون ثقافي شهري تحت عنوان: "طريق الصين" وقريبًا.. طرح أكبر مكتبة رقمية عن الصين.
"صالون بيت الحكمة الثقافي" يُعّد أول صالون ثقافي مصري مهتم بالشأن الصيني
الصالون بمثابة رئة معرفية جديدة تتيح للباحثين والدارسين والمهتمين بالشأن الصيني أطرًا معرفية حديثة يمكنهم من خلالها دراسة التجارب الشرقية

أطلقت مؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية في مصر، أولى فعاليات صالونها الثقافي الشهري بندوة عنوانها "طريق الصين"؛ بحضور نائب السفير الصيني بالقاهرة، تحدث فيها الدكتور ناصر عبدالعال أستاذ اللغة الصينية والمستشار السياحي السابق بالسفارة المصرية في بكين، والدكتور محمد فايز فرحات رئيس وحدة الدراسات الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
يشرف على الصالون عماد الأزرق المتخصص في الشأن الصيني.
في كلمته أوضح الدكتور أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية بالدول العربية والصين أن "صالون بيت الحكمة الثقافي" يُعّد أول صالون ثقافي مصري مهتم بالشأن الصيني وبمناقشة تطوراته في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والثقافية والأدبية والاجتماعية التي تتناول الرؤية المصرية للصين حتى لو اختلفت مع غيرها".
وأشار السعيد، في افتتاحية الندوة، إلى أن الصالون - الذي سيعقد دوريًا في الثلاثاء الأول من كل شهر - سيكون نافذة للتعرف منها على الصين في مختلف المجالات "بهدف إلقاء الضوء عبر هذا المنظور المصري الخالص لصناع القرار، والوقوف على نقاط القوة في التجربة الصينية وكيفية الاستفادة منها في مصر وفي باقي دول المنطقة العربية، وكذلك التعرف عن قرب على الثقافة الصينية وعلى النموذج الصيني في الحكم والسياسة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية".
ولفت السعيد، مؤلف كتاب "طريق الصين" الذي افتتح الصالون أولى ندواته بمناقشته، إلى أن الصالون سيقدم في كل جلسة من جلساته قراءة في أحد أهم الكتب التي تتناول الشأن الصيني في مختلف المجالات، وسيتم دعوة مترجم الكتاب أو مؤلفه، لعرض أفكاره وسيعقب ذلك نقاش بين أبرز المختصين في هذا المجال "وليس شرطًا أن تكون لهم علاقة مباشرة بالشأن الصيني، وذلك لمحاولة الاستفادة من الموضوع المطروح للنقاش، وعرضه من وجهة نظر مصرية وعربية خالصة".
 كما لفت إلى أن الصالون "بمثابة رئة معرفية جديدة تتيح للباحثين والدارسين والمهتمين بالشأن الصيني أطرًا معرفية حديثة يمكنهم من خلالها دراسة التجارب الشرقية، في إطار "الإتجاه شرقًا"؛ وفي القلب منه الصين وهو ما يهم للباحثين الأكاديميين والمهتمين بالشأن الصيني من غير دارسي اللغة الصينية".
وأكد السعيد أن كل دولة لها رؤية للصين ومشروعها بشكل يختلف عن الأخرى "فالرؤية الأميركية تختلف عن المصرية أو اليونانية أو الخليجية. ومن هنا يجب أن تكون هناك منصة متوازنة تتفق ورؤيتنا ومصالحنا".
وقال عماد الأزرق إن "صالون بيت الحكمة الثقافي" لا يتحدث عن الصين أو وجهة نظرها، لكنه يتناول رؤية مصر للصين وللدور الذي يمكن أن تقوم به في المنطقة العربية، وكيف يمكن تناول الموضوعات المشتركة.
وأضاف بأن خطة عمل الصالون تعتمد على طرح الكتب التي تتناول الشأن الصيني عبر استضافة مؤلفيها أو مترجميها والحديث عن موضوعاتها؛ ولفت إلى أن المؤسسة ستقوم بطرح أكبر مكتبة رقمية عن الصين، تضم أكثر من 48 ألف كتاب تتناول كافة المجالات التي يتناولها الباحثون.
وشهدت احتفالية تدشين الصالون عرض فيلم تسجيلي قصير يتناول نشأة مؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية في الصين والدول العربية، وتطور وانفتاح أعمالها خلال الأعوام القليلة الماضية، حتى صارت الرابط الأهم بين الثقافتين الصينية والعربية، والممثل المصري والعربي الدائم لأغلب المعارض والأنشطة الصينية التي تهتم بالمنطقة.

وقال الدكتور ناصر عبدالعال أستاذ اللغة الصينية والمستشار السياحي السابق بالسفارة المصرية ببكين، إن الدكتور أحمد السعيد صاحب كتاب "طريق الصين" قدم رؤية موضوعية عن الصين التي تحترم الحضارة المصرية وتبجلها، والفترة الأخيرة ساهم الإعلام بشكل كبير في تقديم الصين للمواطن المصري، والتي تعد دولة كبيرة، وفق وصف رئيس الوزراء الصيني الأسبق؛ واستعرض في حديثه التغيرات التي مرت بها الصين على مدى العقود السابقة، وصولًا إلى الدولة الحديثة التي وضع أساسها ماو تسي تونج.
ولفت عبدالعال إلى أن التقدم الحقيقي يبدأ بالتشريعات "وهو الأمر الذي نجحت فيه بشدة"، مشيرًا إلى أنه رغم كراهية البلاد العربية للشيوعية لأن سيرتها ترتبط بالإلحاد، حسب قوله، لكن الصين فخورة بشيوعيتها المبنية على خصائص تميزها وحدها، لذلك فهي الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
ومن جانبه أكد لي دونغ الوزير المفوض بالسفارة الصينية بالقاهرة على عمق ومتانة العلاقات المصرية الصينية الممتدة عبر التاريخ مشيرا إلى أن الصين لا يمكن أن تنسى أن مصر كانت أول دولة عربية وإفريقية اعترفت بها في عام 1956 بعد إعلان جمهورية الصين الشعبية.
وقال إن الصين حريصة دائمًا علي أن تكون علاقاتها الخارجية في إطار مبدأ الفوز المشترك والاستفادة المتبادلة لافتًا إلى تنامي الاستثمارات الصينية في مصر خصوصًا في منطقة التعاون الاقتصادي بشمال خليج السويس وكذلك مشاركة الصين في مشروعات التنمية والبنية الأساسية وزيادة عدد السياح الصينيين إلى مصر حيث بلغ عدد السياح الصينيين إلى مصر العام الماضي 500 ألف سائح وكذلك زيادة الصادرات المصرية للصين فضلًا عن التعاون في مجال الأقمار الصناعية وغيرها من المجالات.
وبدوره أبرز الدكتور محمد فايز فرحات رئيس وحدة الدراسات الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية التطور الكبير الذي شهدته الصين خاصة منذ إطلاق الزعيم الصيني دنغ شياو بينغ لسياسة الإصلاح والانفتاح ونجاح الصين في الحفاظ على الطبقة الوسطى، بل وزيادة مساحتها. 
يذكر أن بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية تأسست عام 2013 بهدف العمل على بناء جسر تعاون ثقافي إنساني حقيقي وعادل بين الشرق والشرق، وأن تربط من خلال الثقافة ومنتجاتها ووسائلها المختلفة بين قلوب وعقول العرب وباقي دول العالم وخاصة الصين، 
ويقع المقر الرئيسي لبيت الحكمة في قلب ميدان التحرير بالقاهرة، ولها فروع بكل من الصين والإمارات والمغرب.
ومنذ تأسيسها وحتى الآن، تتعاون مع أكبر كيانات النشر والثقافة بالمنطقة العربية كما تتعاون مع أكثر من 75 دار نشر صينية في تعريب ونشر أكثر من 500 عنوان مترجم من الصينية إلى العربية، وأكثر من 50 عنوانًا مترجمًا من العربية للصينية. وقد دشنت بالقاهرة مكتب تحرير بالشراكة مع مجموعة اليانغتسي الصينية، وهو مكتب متخصص في تحرير كتب الثقافة الصينية والمعارف الرئيسية، كما أن بيت الحكمة شريك واحدة من كبرىات دور نشر كتب الأطفال بالصين وهي دار نشر جيلي لكتب الأطفال وهي أول دار نشر عربية باستثمارات صينية.
ولبيت الحكمة نشاط أيضا في التجارة الثقافية والاستيراد والتصدير في مجال الصناعات الثقافية، حيث تصدّر المنتجات الثقافية التراثية والحرف اليدوية للصين وغيرها من الدول، وهي شريك رئيس وممثل رسمي لمنطقة التجارة الثقافية الدولية ببكين وغيرها من الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة بالصين، وهي المستورد الرئيس بالمنطقة العربية للمنتجات الثقافية الصينية ومنتجات أعياد الربيع الصينية، وتشارك بيت الحكمة ضمن الجناح المصري الرسمي في كافة المعارض الصينية كممثل لمجال التجارة الثقافية والمنتجات المصرية الثقافية.
وتعمل كذلك في مجال تعليم اللغات والتدريب وخاصة اللغة الصينية، حيث أسست مكتب التحرير المصري الصيني بالتعاون مع دار نشر ساينولنغوا التابعة للمجموعة الصينية للنشر الدولي، وبيت الحكمة وكيل حصري لكتب ومناهج ومعاجم تعليم اللغة الصينية بالمنطقة العربية، ووكيل حصري لكبرىات دور النشر الصينية المتخصصة في نشر وإصدار كتب تعليم اللغات.