اصدقاء السياسة اعداء عند الرئاسة

الاطار والصدريون يختلفون على الحكم، والأكراد عمن يكون الرئيس. السنة هذه المرة رتبوا بيتهم مبكرا.

مقولة شهيرة وحكمة بليغة تنسب للشاعر احمد شوقي تنطبق هذه الايام على مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية في العراق، فقد فرقت المناصب واختلاف الرؤى اصدقاء الأمس قبل تقسيمها.

فالاطار والصدريون كانا مكونا واحدا وجسدا واحدا وائتلافا وطنيا واحدا الى فترة قريبة تجمع بينهم علاقات وطيدة ومصالح راسخة وإستراتيجية طويلة الأمد حتى وصفت هذه العلاقة بين بعض اطرافه في وقت من الأوقات بانها زواج كاثوليكي غير قابل للطلاق او الفراق مدى الحياة، ولكن الاختلاف حول شكل الحكومة المقبلة فرقهم وجعل منهم قطبين متنافرين.

ومثلهم الاتحاد الكردستاني والديمقراطي الكردستاني الذي جمعهما طوال الفترة الماضية تحالف كردستاني واحد ومكون قومي واحد قدم مصالح الكرد على غيرها من المصالح، فكانوا جسدا واحدا يفاوض بغداد دون اختلاف حتى في الجزئيات. لكن الاختلاف حول منصب رئيس الجمهورية ومن يتولاه جعل كل فريق منهم يدفع بمرشح مغاير للآخر يسعى لجمع الأصوات له على حساب مرشح حليف الأمس؛ فزيباري على حساب برهم صالح، وهذا الاختلاف حول منصب رئيس الجمهورية جعل من الفريقين قطبين متنافرين، على عكس عزم وتقدم اللذين تقاسما منصبي رئيس البرلمان وزعيم كتلة عزم وتقدم البرلمانية بين الحلبوسي والخنجر ولولا ذلك لاستمرت الفرقة بين التحالفين كما في الدورة الماضية.

إذن يسجل المشهد العراقي الحالي تفتت التحالفات التاريخية بين اطراف المكون الواحد والتحالف التاريخي الشيعي الكردي مع وحدة المكون السني نتمنى ان يبقى هذا المتغير في اطار الصداقة السياسية وان لا يخرج الى عنوان العداوة والصدام والعنف لا سمح الله بين كل الأطراف لان السياسة فن الممكن والحوار الايجابي البناء المثمر هو اقصر الطرق لتحقيق افضل النتائج بدون لاءات اثبتت فشلها على مر التاريخ المعاصر.

ويبقى السؤال: هل متغير تفتت التحالفات صحي للعملية السياسية؟ ام انه نتيجة طبيعية بعد تقارب النتائج وغياب آلية التوافق ام انه مصداق جديد ومستقبلي في المعادلة السياسية العراقية بان "اصدقاء السياسة اعداء عند الرئاسة".