الإمارات أرض التسامح والتعايش بين الأديان تقيم معبدا هندوسيا

الامارات المحتضنة لأكثر من 200 جنسية والمرحبة بالهنود الشريحة الأكبر من الأجانب فيها تضع أول معبد هندوسي في الخليج العربي.
أتباع الهندوسية يقاربون المليار نسمة في العالم
#بناء معبد هندوسي في أبوظبي يبارك حرية الأديان
منظمة حقوق الإنسان العالمية تشيد بالتعايش السلمي في الامارات
بابا الفاتيكان في زيارة تاريخية للإمارات
غلاة التطرف يروجون لخطابات التعصب باسم الإسلام

أبوظبي - وضعت الإمارات السبت حجر الأساس لأول معبد هندوسي في الخليج العربي في إطار تعزيز دورها كواحة للتسامح والتعايش بين الأديان.
والهندوسية ويطلق عليها أيضاً البراهمية، وهي الديانة السائدة في الهند ونيبال، وتمثل مجموعة من العقائد والتقاليد التي تشكلت عبر مسيرة طويلة من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر، ولا يوجد لها مؤسس معين تنتسب إليه.
ويطلق علي الديانة الهندوسية أقدم ديانة حية في العالم وتضم القيم الروحية إلى جانب المبادئ القانونية والتنظيمية متخذة عدة آلهة بحسب الأعمال المتعلقة بها، فلكل منطقة إله ولكل عمل أو ظاهرة إله.
وتفيد دراسات أن أتباع الهندوسية يقاربون المليار نسمة منهم 890 مليون نسمة يعيشون في الهند، وتعتبر ثالث أكبر ديانة في العالم بعد المسيحية والإسلام.

الامارت والهند
علاقات ثنائية مميزة

ويوجد حوالي أكثر من 200 جنسية تقيم وتعمل في دولة الإمارات. 
وتعتبر الجالية الهندية من أكبر المجتمعات الوافدة المقيمة في الدولة، يليها الجاليات الباكستانية، والبنغالية، وغيرها من الجنسيات الآسيوية، والأوروبية، والأفريقية.
ويشكل الهنود الشريحة الأكبر من الأجانب في الإمارات، حيث يصل عددهم إلى 2.6 مليون نسمة، أو30% من سكان الإمارات، بحسب إحصائيات السفارة الهندية في أبو ظبي.
ويرى متابعون أن دولة الإمارات تفوقت على أكثر دول العالم تقدماً في رعاية الجنسيات المختلفة التي تعيش على أرضها بإعطائهم كافة الحقوق والرعاية والتأمين الصحي والمعيشي ونشرها ثقافات التعايش بين الاديان بينهم.
وحضر مراسم تدشين المعبد الهندوسي بالعاصمة أبوظبي وزراء ومسؤولين.
كما حضر المراسم نفديب سينغ سوري، سفير الهند لدى الإمارات، وممثلين عن الطائفة الهندوسية بالبلاد. 
وسيتم بناء المعبد الهندوسي قرب الطريق السريع بين إمارتي دبي وأبوظبي، على مساحة تقدر بـ55 ألف متر مربع، وسيشمل قاعات عبادة وأخرى للتعليم، ومركزًا للزوار، ورياض أطفال، وحدائق، وقاعة طعام، ومتجر كتب، وآخر للهدايا.
وافاد مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع الحكومية أن المعلم الديني الجديد يأتي في إطار مساعي "تنظيم دور العبادة وتعزيز مكانة الدولة كواحة سلام وتسامح".
وأضاف الخييلي: "تنظيم دور العبادة هي خطوة حكومية رائدة وفاعلة لضمان حصول كافة مواطني الديانات الأخرى على حقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية، وتلبية احتياجاتهم الروحية، وبما يتوافق مع العادات والتقاليد والنظم والقوانين المعمول بها في الدولة".
وقال الخييلي: "تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بسمعة جيدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ونرى ذلك من خلال التنوع والانسجام الذي يميز مجتمعنا، فبلادنا اليوم تحتضن مواطني أكثر من 200 جنسية، يعيش الجميع فيها بأمن واستقرار وبحرية في ممارسة شعائرهم الدينية، ويعمل الجميع لتعزيز التنمية المستدامة التي تشهدها الإمارات".
وكان رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي قال على موقعه الشخصي على مواقع التواصل "أتقدم ببالغ الشكر للحكومة الإماراتية لتخصيصها قطعة أرض لبناء معبد هندوسي في أبوظبي.. هذه خطوة عظيمة".
وأكد بوجايا بيرهامافيهاري سوامي رئيس الطائفة الهندوسية في تصريحات سابقة أن جذور التسامح عميقة في أرض الإمارات.
وقال سوامي على هامش المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية: "إن دولة الإمارات كانت سباقة في العديد من المجالات التي اتخذت فيها خطوات قبل أي دولة أخرى ومنها التسامح".
وقال الملياردير الهندي ورجل الأعمال بي.آر. شيتي الذي يرأس لجنة تنسيق المعبد "الإمارات مثال رائع للتسامح الديني حيث يعيش أناس من جنسيات مختلفة في تناغم تام".
ويهاجر العديد من العمال الهنود والنيپاليين إلى الدول الغنية بالنفط في الخليج العربي للحصول على فرص العيش الكريم والعمل المستقر. 
وشهدت العلاقات التجارية والاقتصادية بين الهند والإمارات مؤخرا المزيد من الارتباط والتطور.
وتحت هاشتاغ #بناء معبد هندوسي في أبوظبي، رحب مغردون بهذه الخطوة الإنسانية، مشددين على حرية الأديان ومباركين تعزيز التعايش واحترام الآخر، وكانت الفنانة الكويتية شمس قد أدلت بدلوها مرحبة بالخطوة، فكتبت "خطوة رائعة لتطبيق "لكم دينكم ولي ديني".. منح حرية المعتقد للآخر يجعل الإمارات أعظم دولة عربية.. دامت الإمارات".

وتشيد منظمات دولية عديدة بالنموذج الاماراتي، ومن بينها منظمة حقوق الإنسان العالمية التابعة للأمم المتحدة، التي كرّمت الامارات واعتبرتها النموذج الأفضل في التعايش السلمي بين مختلف الأديان والأعراق والثقافات.
في حين استنكر غلاة التطرف والتعصب وأصحاب الحسابات والمصالح السياسية الضيقة إنشاء المعبد وراحوا يروّجون على مواقع التواصل الاجتماعي لخطاب الكراهية والتحريض باسم الإسلام.
وتتّبع الامارات إسلاما محافظا إنما معتدلا، وتمنع السلطات الخطابات المتعصبة في المساجد وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تقيّد المقيمين بلباس معين.
والإمارات مكان للتسامح بين الأديان المختلفة، وتسمح بممارسة الشعائر الدينية المسيحية في العديد من الكنائس، كما هو الحال في الدول الخليجية الأخرى.
يوجد أكثر من 3.5 مليون مسيحي في الخليج، بينهم 75 بالمئة من المذهب الكاثوليكي، وغالبيتهم عمال من الفيليبين والهند.
ويوجد قرابة مليون كاثوليكي في الإمارات التي تضم ثماني كنائس كاثوليكية.
واستضافت الإمارات في فبراير/شباط في زيارة تاريخية أول قداس لبابا الفاتيكان فرانسيس في منطقة الخليج بمدينة أبوظبي بمشاركة 120 ألف شخص.