البدو الرحّل في عين جوائز الأوسكار منذ ثمانين عاما

المخرجة كلويه تشاو إذا تمكنت من الحصول على الأوسكار هذا العام عن فيلمها 'نومادلاند'، فلن تكون أول من يفوز عن دراما تصور حياة الترحال داخل مقطورة على هامش المجتمع الأميركي.
' عناقيد الغضب' رواية لجون شتاينبك تناولت حياة الترحال القاسية
فيلم 'عناقيد الغضب' حاز في العام 1941 على جائزتي أوسكار
'نومادلاند' يتصدر ترشيحات الأوسكار

قبل ثمانين عاما من فوز المخرجة الصينية كلويه تشاو بأي جائزة عريقة لإخراجها "نومادلاند"، حصل فيلم "عناقيد الغضب" (1940) للمخرج جون فورد المقتبس عن رواية لجون شتاينبك والذي يتناول نفس قصة فيلم تشاو، على أكثر من جائزة أوسكار.
وإذا تمكنت تشاو من الحصول على جائزة الأوسكار هذا العام عن فيلمها، فلن تكون أول من يفوز في دراما عن العمال المتجولين الذين يشقون طريقهم عبر الغرب الأميركي.
ويتصدر "نومادلاند" عناوين الأخبار الفنية، بعد نيله جائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم درامي، وجائزة أفضل إخراج لمخرجته تشاو.
وكان الفيلم نال في سبتمبر/أيلول الماضي جائزة الجمهور في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، بعد نحو أسبوع من فوزه بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية.
أما جون فورد مخرج "عناقيد الغضب" فقد حصل على الأوسكار في عام 1941 لنقله الرواية الأكثرة شهرة وشعبية لجون شتاينبك "عناقيد الغضب" إلى السينما، وتعد الرواية من أهم كلاسيكيات الأدب الواقعي الأميركي التي قدم من خلالها شتاينبك نموذجاً إبداعياً، استلهم عناصره وأبطاله ورموزه ومادته السردية من الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الأميركي.

المخرجة الصينية كلويه تشاو
بفضل "نومادلاند" باتت تشاو أول امرأة تنال جائزة الأسد الذهبي

وتقع أحداثها في أوكلاهوما التي أصابها الجدب والجفاف وتتناول حياة المهاجرين في كاليفورنيا، فتحكي عن أسرة (جود) التي أجبرت مثل آلاف غيرها من الأسر على السفر غربا سعيا وراء الأرض الموعودة.
وعلى الرغم من مكانة الرواية التي نشرت في العام 1939 وكانت الكتاب الأكثر مبيعًا في ذلك العام، إلا أن استوديوهات فوكس المنتجة للفيلم كانت تشك في المعلومات الواردة في الرواية فأرسلت عددًا من المحققين الخاصين إلى أوكلاهوما لمعرفة ما إذا كانت الظروف في الولاية سيئة حقًا كما وصفها شتاينبك. 
وبعد التحقق من مستوى الفقر بين الطبقات المعدمة والمهمشة بدأت الشركة التصوير في 4 أكتوبر/تشرين الاول 1939، واختتمه في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، وبلغ إجمالي أرباح الفيلم 800 ألف دولار (47 مليون دولار اليوم مع التضخم).
 وإلى جانب فوز فورد بأوسكار أفضل مخرج، حصلت الممثلة جين دارويل على جائزة أفضل ممثلة مساعدة.
وعودة إلى "نومادلاند" الذي باتت تشاو (38 عاما) بفضله أول امرأة تنال جائزة الأسد الذهبي منذ عشر سنوات حين فازت بها مواطنتها صوفيا كوبولا سنة 2010 عن فيلمها "ساموير".

وتضع هذه الجوائز الفيلم والمخرجة التي عُرفت سنة 2017 مع "ذي رايدر" وتحضّر حاليا لفيلم من عالم "مارفل" يُتوقع طرحه في العام المقبل، في موقع جيد ضمن سباق الأوسكار، وهو ما تشهد عليه أمثلة عدة من السنوات الماضية لأعمال فازت بالأوسكار بعد بضعة أشهر من نيلها الأسد الذهبي في البندقية، من بينها "جوكر" لتود فيليبس العام الفائت.
وتؤدي دور البطولة في العمل الممثلة فرانسيس ماكدورماند الحائزة جائزتي أوسكار، مجسّدةً شخصية امرأة محطمة تترك كل شيء لعيش حياة ترحال داخل مقطورة على هامش المجتمع الأميركي.
والفيلم من إنتاج شركة "سيرتشلايت" التي كانت أنتجت "جوجو رابيت" الفائز بجائزة تورنتو العام المنصرم ثم بأوسكار أفضل فيلم مقتبس.
ويتناول "نومالاند" عالم "سكان المقطورات"، وهم الأميركيون الذين يمضون أوقاتهم في مركبات مستصلحة تضم مساحة للنوم ويعيشون من الأعمال البسيطة، حتى أنهم باتوا يشكلون ما يشبه المجتمع الصغير ويتواصلون في ما بينهم خلال لقاءات الصدفة على الطرق أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يذكر أن الاحتفال المقبل لتوزيع جوائز الأوسكار سيقام في 25 ابريل/نيسان بعد تأجيله بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
وكان من المقرر إقامة النسخة الثالثة والتسعين من حفل أرفع الجوائز السينمائية في 28 فبراير/شباط لكن الأزمة الصحية تسببت في إغلاق دور السينما وتعطيل الجدول الزمني لإنتاجات هوليوود.