الجيش الليبي وإرجاع هيبة الدولة المفقودة

معركة ليبيا حياة أو موت للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين.

حرب تحرير العاصمة انهت عامها الاول، العسكر تفصلهم بضع كيلومترات عن وسط المدينة، ولان العالم منشغل بوباء الكورونا وانخفاض اسعار النفط، فان الرئيس التركي اعلن عن تدخله السافر في الشأن الليبي ما جعل الجيش يغيّر حساباته، لم تعد المعركة مع ميليشيات الوفاق التي اوشكت على السقوط، بل مع قوات تركية غازية مدججة بكافة انواع الاسلحة المتطورة، تقود بنفسها العمليات الحربية، تضم في صفوفها عديد المرتزقة السوريين، يقبضون اجورهم بالدولار، وفق الصفقة (الاتفاقية) التي ابرمها الرئاسي مع الاتراك لحمايته من السقوط على وقع الضربات الموجعة من قبل القوات المسلحة.

المجلس الرئاسي وزمرته يتبادلون التهم حول "اهدار" المال العام، ومدى توظيفه في ساحة المعركة، المؤكد ان الخزينة العامة التي يستحوذ عليها الرئاسي شارفت على الافلاس في ظل توقف انتاج وبيع النفط والغاز وهبوط الاسعار العالمية، دعوة الرئاسي الى توحيد البنك المركزي بشطريه ما هي إلا ذر للرماد في العيون، بنك البيضاء كل امواله (اصوله) من الدائنين، بمعنى ايرادات النفط على مدى الاعوام الماضية كانت تصب في خزان الوفاق المثقوب من كل الجهات، للصرف على الميليشيات وتقديم المنح والهدايا والقروض بدون فوائد لحكومات الدول التي يسيطر عليها الاخوان المسلمون، فالوفاق وتلك الحكومات الداعمة لها اذا اشتكت احداها ضائقة مالية او ما شابهها (سقوط مدوّ)، تداعت لها البقية لتدافع عنها بالمحافل الدولية وان لزم الامر الدعم العسكري بصنفيه العتاد والجنود وان استدعى الامر، مرتزقة.

حشد التنظيم العالمي للإخوان المسلمين لمعركة العاصمة كل ما يملك من وسائل الدمار الشامل، لأنها بالنسبة له معركة وجود والأموال الليبية مصدر رزق التنظيم الذي لا ينضب، غير مبال بالأمم المتحدة وقراراتها وقتل الابرياء، ووقف تزويد المدن المناهضة للوفاق بمستلزمات الحياة من سلع غذائية ومحروقات ومواد طبية ومساعدات انسانية، بل وضرب المدنيين بأسلحة محرمة دوليا واتخاذهم دروعا بشرية لوقف تقدم الجيش الوطني، الذين يرون فيه نهاية الأخوان المحتومة.

امام الاوضاع المأساوية التي يعيشها المواطن بسبب حكومة الوصاية، فانه لم يعد هناك بد امام الجيش الوطني سوى النزول بكل ثقله، من اسلحة بمختلف انواعها وأصنافها، الجوية والبرية والبحرية، وعشرات الالاف من الجنود الذين وهبوا انفسهم لتحرير الوطن، الى ساحة المعركة التي اصبحت حتمية، ولتمحى من ذاكرة اردوغان المتطاول على الشعوب العربية، حلم إحياء الامبراطورية العثمانية التي ساهمت في تخلف رعاياها مدى تسلطها لبضع قرون، ولينكفئ المستعمر الدخيل الى عقر داره، ليحاسبه شعبه على جرائمه البشعة بإسقاطه سياسيا، ليفتح الطريق امام محاكمته دوليا، ليكون عبرة لأمثاله.

الدولة الليبية ستعود بعد تطهير عاصمتها من كل الادران والأجسام الغريبة المتمثلة في الاخوان والمقاتلة ومن على شاكلتهم (نواب ومشائخ واعيان وساسة وأكاديميون-دفعت بهم الصدفة، يملئون الفضائيات على مدار الساعة بهيئاتهم القذرة، وكلماتهم البذيئة) وما يحملون من الأوبئة الفكرية المختمرة في اذهانهم التكفيرية، ابية شامخة كما عهدناها، لم ترض بالذل والهوان، بل قارعت الغزاة وأجبرتهم على الرحيل كرها، دولة موحدة ذات سيادة ينعم فيها الشعب بمقدرات بلده من موارد طبيعية ويستتب الامن ويشعر الانسان بالأمان الذي فقده على مدى عقد من الزمن. كل التحية الى رجال الوطن الذين قدموا ارواحهم فداء للوطن.