العالم مضحك وكئيب بدون مخلوقات الزومبي

فيلم 'زومبي لاند 2" يطرح مفهوما جديدا لنوعية أفلام الموتى الأحياء ويقدم شخصيات خارقة تحاول السيطرة على العالم.
أفلام الزومبي واحدة من أهم المعالجات السينمائية التي تناولت الإبادة شبه الكاملة للبشر
السلالة الأقوى من الزومبي في فيلم جديد

بسؤال مضحك عما سيحدث للعالم إن خلا من مخلوقات الموتى الأحياء، يفتتح فيلم "زومبي لاند 2" المنتظر في 11 اكتوبر/تشرين الأول، أحداثا تشويقية للنسخة الثانية من أحد أبرز أفلام ظاهرة سينمائية تندرج في إطار الرعب والخيال العلمي.
الفيلم الأول عرض قبل عشر سنوات، ولاقى متابعة عالية وأرباحا تخطت الـ103 ملايين دولار على الرغم من أن ميزانيته لا تتعدى الـ23 مليون دولار تقريبا.
ويعد "زومبي لاند 2" من أهم الأفلام المنتظرة خلال العام الحالي، وتتناول قصته أحداثا تجري بعد نهاية العالم وانتشار الموتى الأحياء في الأرض، ووسط الفوضى العارمة يلتقي أشخاص مختلفون يحاولون فعل أي شيء يبقيهم على قيد الحياة.
قصة النسخة الأولى قدمت صورة قاتمة للمستقبل بعد تعرض الولايات المتحدة لكارثة تحول معظم سكانها إلى زومبي، بينما يحاول الناجون المتبقون الهروب والتشبث بالحياة ما أمكنهم ذلك.
من بين الناجين الطالب الخجول كولومبوس، الذي يضع لائحة مكونة من 30 قاعدة يجب على كل من يريد أن ينجو بحياته أن يلتزم بها، ويقرر كولومبوس أن يعود إلى مدينته القديمة بحثا عن والديه، ليعرف ما إذا كانا لا يزالان في حالة طبيعية، وفي الطريق يقابل رجلا عنيفا يدعى تالاهاسي يقتل الزومبي، ويرحل بحثا عن الحلوى التي يفضلها، ينضم تالاهاسي لكولومبوس، ثم تنضم لهما فتاة وشقيقها الصغير، ليبدأ الأربعة رحلة مثيرة وسط العالم المخيف المحيط بهم.

الأفلام التي تناولت قصص الموتى الأحياء راجت منذ بداية القرن الجديد، على الرغم من أن أول ظهور لمخلوقات الزومبي في السينما كان في عام 1968 في فيلم "ليلة الموتى الأحياء" للمخرج جورج روميرو، ثم قُدمت الشخصيات المرعبة في الكثير من الافلام والقصص والعاب الفيديو والرسوم الهزلية والبرامج التلفزيونية.
وازدهرت هذه النوعية من الأفلام حتى أصبحت ظاهرة سينمائية في القرن الجديد منذ فيلم "بعد 28 يوما" للمخرج داني بويل الذي صدر عام 2002، وحقق نجاحا كبيرا، جعل شركات تنتج أفلاما أخرى لنفس الفكرة، فجاء فيلم "زومبي لاند"، و"الحرب العالمية زد" وغيرهما الكثير من الأفلام التي حصدت متابعة عالية وعائدات قياسية في شباك التذاكر.
وتعد سلسلة الافلام الشهيرة "الزومبي" من أهم المعالجات السينمائية التي تناولت الإبادة شبه الكاملة للبشر، وروجت لفكرة أن نهاية العالم ستكون وشيكة بسبب انتشار وباء خطير يقضي على البشر وحضارتهم أو حرب عالمية تدمر الأرض عن بكرة أبيها، أو لعنة إلهية تصيب الناس لخطيئة ارتكبوها أو لأنهم لم يقدروا قيمة ما يملكون على الارض من نعم وخيرات.
وتحصد أفلام الموتى الأحياء إعجاب المشاهدين المتلهفين لمثل هذه النوعية بسبب خوفهم ورعبهم من المستقبل ورغبتهم في مشاهدة البطل الذي ينقذ العالم، متعلقين بالخرافات والبحث الدائم عن تطهير النفس من الرعب وتفريغ شحنات الفزع التي تنتابهم من جراء عالم معجون بالعنف والدماء.

وودي هاريلسون
وودي هاريلسون يعود للقضاء على الزومبي

في"زومبي لاند 2" تبقى الفكرة الرئيسية القائمة على تحول أشخاص إلى زومبيز يهاجمون البشر، لكن تظهر سلالة جديدة أسرع وأقوى من كل السلالات السابقة بقدرات خارقة تحاول السيطرة على العالم، فيما يحاول الناجون من البشر البقاء على قيد الحياة وتجنب المواجهات مع هؤلاء الزومبيز الخارقين.
يتولى بطولة الإصدار الثاني من الفيلم كل من النجمة العالمية إيما ستون وجيسي أيزنبيرغ وودي هاريلسون، ويتولى مخرج النسخة الأولى روبن فلايشر مهمة إخراج الجزء الجديد.
وفي وقت سابق، قالت مواقع فنية متخصصة إن الفيلم الجديد يقدم رؤية جديدة لمثل هذه النوعية من الأفلام، لم تطرح من قبل، فهو يجيب عن السؤال المضحك الذي افتتح به الأحداث بطريقة كئيبة فالتحول من عالم مليء بالزومبي إلى آخر بدون زومبي، سيكون حالة صادمة وهائلة كالتحول من عالم بدون مخلوقات زومبي إلى آخر مليء بهم.
وكان آخر ظهور لهذه المخلوقات المرعبة في فيلم "الموتى لا يموتون" للمخرج الأميركي جيم جارموش والنجم بيل موراي، الذي صدر في مايو/أيار الماضي، وتدور أحداثه في بلدة تدعى سنترفيل التي تواجه تهديدا كبيرا مع آكلي لحوم البشر الذين يستيقظون من قبورهم ويهاجمون السكان، فيقوم كل من السائق الذي يجسد دوره بيل موراي، وعمدة المدينة الذي يؤدي شخصيته آدم درايفر بالتصدي لهم في مواقف طريفة وساخرة.