
الفنانة لبنى بوقلة تبحث عن ذاتها في الفن
ضمن التجربة الذاتية مع الفن قد يكون الفنان حالما ومأخوذا باللعبة الجمالية التي تأخذه إلى عوالمها المتعددة دبدنه في ذلك الحلم بالإبداع حيث المجال الفسيح للحنين والنظر والاستلهام قولا بالرغبة الجامحة تجاه اللون ومشتقاته، فبالفن يرى الكائن حيزا من ذاته وهو المسافر بكثير من التمني والأمل قبالة عالم مكتظ بالمشاهد والعناصر والحكايات التي تحيل إلى سرديات ملونة طافحة بالمعاني وبالشؤون والشجون...
من هنا نمضي إلى عوالم الفنانة التشكيلية لبنى بوقلة التي تحلم بالعالم لتراه بمثابة علبة تلوين حيث أخذها الشغف بالرسم والتلوين منذ الطفولة وإلى هذه الأيام لترى في ذاتها تلك الأمنيات الملونة... برز ذلك في مختلف أعمالها الفنية التي انطبعت من خلالها المشاهد ومنها قصر الجم الأنيق وكذلك الحرفي المنهمك في خزفياته وشغلته الفنية مع الطين والطبيعة الميتة والتراث والمرأة وغيرها من الإبداعات وما تحيل إليه من بهجة الفنانة لبنى وهي تنقل جمال الأشياء في صمتها وسكونها... وغير ذلك من مواضيع وثيمات اللوحات التي تنجزها.
شاركت في معارض متعددة منها معرض "الفن والألفة" بسيدي بوسعيد وبمارينا المنستير سنة 2023، وفي معرض "استلهام ثلاثي" مع الفنانة نعيمة القيزاني والجامعي والفنان غازي حسني وذلك برواق فني بسوسة، إلى جانب أنشطتها المختلفة في الفنون بمدينة ليون الفرنسية.

لبنى بوقلة فنانة تشكيلية تكونت ضمن ورشات "الفنانون المبتدئون" بليون حيث دراسة التصوير والرسم والفن عموما وبالمعهد الفرنسي "في حصص الرسم والفن التشكيلي والابتكارات اليدوية، فضلا عن تدريب مع الفنان التشكيلي سمير بن عليةDagneux ".
هذا إلى جانب الحصول على البطاقة في الاحتراف من الديوان الوطني للصناعات التقليدية، كما أنها كانت صاحبة العديد من المشاركات في المعارض والأنشطة الفنية التشكيلية.
وعن جانب من علاقتها بالفن التشكيلي والرسم تقول الفنانة لبنى بوقلة "أنا أعتبر الفن تعبيرًا عن الذات أولا وقبل كل شيء، حيث المشاعر من صميم الحياة وجوهر تفاصيلها وكل ما يحيط بي... رسمت عوالم متعددة منها مشاهد الحياة والطبيعة والحيوانات التي أحبها قبل كل شيء، وبالتالي تعبر لوحاتي عن جانب مهم من مزاجي وخيالي لأحكي قصة يمكن للجميع معرفة صميمها وهوامشها وذلك من خلال تجربة المعيش، قد يرى البعض اللوحة بالطريقة التي تتناسب مع متطلبات رؤيتها من خلال الألوان أو الموضوع، وما يهمني هو أنني أطلق العنان لخيالي تجاه تقبل الجميع".

وتضيف "بالنسبة لي، فأنا في بحث دائم عن نفسي في الرسم والفن بشكل عام، ولا أتوقف أبدًا عن الحلم بالإبداع والابتكار. أنا أبحث دائمًا عن مجالات جديدة للإبداع. لا أعرف ما إذا كنت قد انتهيت حقًا من العثور على أسلوبي، ولكن على أية حال، فأنا أعمل باستمرار على ذلك. بي طفلة في دواخلي هي لبنى بوقلة الفنانة الحالمة والرسامة المجتهدة المغرمة بالفن منذ الصغر، انضممت إلى نادي الرسم في اختصاص الرسم الزيتي، حيث تمكنت من تقنية الرسم الزيتي وكان ذلك لمدة عام تقريبًا...".
هكذا هي المساحة الفنية للرسامة لبنى بوقلى حيث ترى في الرسم والتلوين مجالات للحلم والقول بجمال الأشياء وبهاء العناصر ضمن تخير أسلوبي ولوني تعمل عليه في سياق تعاطيها الجمالي أملا في عالم أجمل بالفن حيث الإنسان ينشد جمال العناصر والتفاصيل في كون من الصراعات والتداعيات المربكة.
هذا ومن خلال تنوع لوحاتها وما تحمله من عناوين ومواضيع فنية تشكيلية تسعى الفنانة لبنى بوقلة لإبراز خصوصيات تجربتها التي تشتغل عليها في عوالم التلوين وذلك بالإعداد لمعرضها الشخصي في إحدى الأروقة المعدة للفنون بالعاصمة، فالرسم لديها حياة وعي وحب وجمال ورسالة إلى الإنسان.