باحثة تكشف عن كيفية علاج المخطوطات الورقية وصيانتها

مروة أبوالليف تقدم دراسة تجريبية تطبيقية لتقييم فاعلية بعض المواد التقليدية والنانوية المستخدمة في علاج وصيانة المخطوطات الورقية الشفافة القديمة.
البحث اشتمل على الدراسة التجريبية لتقييم مدى فاعلية المواد التقليدية والنانوية 
تقييم التغيرات الكيميائية للعينات الورقية الشفافة المعالجة

ناقشت كلية الآثار بجامعة الفيوم رسالة دكتوراه بعنوان "دراسة تجريبية تطبيقية لتقييم فاعلية بعض المواد التقليدية والنانوية المستخدمة في علاج وصيانة المخطوطات الورقية الشفافة القديمة" مقدمة من الباحثة مروة سيد محمد أبوالليف المدرس المساعد بالكلية.
وأوضحت الباحثة أنه يقصد بالأوراق الشفافة هو ذلك النوع من الورق المعروف باسم ورق الشف، وقد استخدم كدعامة رئيسية لمجموعة واسعة من النماذج الموجودة في المتاحف والمكتبات ودور المحفوظات، لذلك استخدم على نطاق واسع في الرسومات الفنية والهندسية والخرائط الجغرافية والمعمارية، بالإضافة إلى استخدامه في مجالات الفنون المختلفة لرسم الأعمال الزخرفية والتطريز وباترونات الخياطة وأعمال الحلي والمجوهرات. 
ونظرًا لكون الدراسة ترتكز على الأوراق الشفافة فقد تناولت الدراسة تاريخ تقنية الورق الشفاف وبداية ظهوره والإنتاج الصناعي بالإضافة إلى أنواع هذا الورق وتطور تقنية صناعته، وتعرف عملية صناعة الورق الشفاف بأنها عملية تنقية وإعادة ترتيب لألياف السليلوز النباتية وتعتمد صناعته على إطالة مدة الضرب لهذه الألياف قبل تشكيل الورقة ليصبح السليلوز أكثر ميلاً للتلف بشرط أن تكون الألياف قوية، وهذا يزيد من مواقع الربط وينتج عنه ما يعرف بورق الرسم Transparent drawing paper وعند غمر الورق في حمام حمض ينتج ما يعرف بورق البارشمنت Parchment paper أو البرجامين Pergamyn وعند صقل الورقة ينتج الورق الشفاف اللامع Glassine paper وعند التشبع بالزيوت أو الشموع أو الراتنجات يصبح ورق شفاف Natural tracing paper .

قياس الخواص الميكانيكية للعينات المعالجة والعينات القياسية لدراسة تأثير مواد إزالة الحموضة ومواد التقوية على خواص العينات الورقية الشفافة المعالجة

وتتحقق شفافية هذه الأوراق من خلال الاعتماد على انتشار الضوء عند سقوطه على سطح هذا الورق، فيحدث انكسار للضوء من الألياف الورقية فتظهر شفافية الورق، ولتحقيق شفافية إضافية للورق يتم تشريبها بالراتنجات والزيوت عند تعرضها للهواء. 
وهذه النوعية من الأوراق نظرًا لشفافيتها وهشاشيتها فإنها تتعرض للعديد من العوامل المتلفة مقارنة بالأوراق غير الشفافة المتزامنة معها، وهذه العوامل تغير (منفردة أو مجتمعة) من خواص وتركيب هذا الورق مما تحد من قدرته على الثبات أو البقاء.
لذلك كانت الحاجة الماسة لإجراء الدراسات المتخصصة في هذا المجال وخاصة أن هذه النوعية من الأوراق لم تتناول بالاهتمام من قبل العاملين في مجال ترميم المخطوطات وصيانتها، ومن أجل ذلك تناولت الدراسة المواد التقليدية – المستخدمة قبل ظهور تقنية النانو – والمواد النانوية والتي يمكن استخدامها في إزالة الحموضة والتقوية والاستكمال (التقوية التدعيمية) للأوراق الشفافة.
وتعتبر عمليات إزالة الحموضة والتقوية للأوراق الشفافة الأثرية من أهم عمليات العلاج والصيانة والتي عند إجراؤها يجب أن تتم بحرص وعناية فائقة نظرًا لطبيعة هذه الأوراق كمادة عضوية بالإضافة إلى حساسيتها الشديدة لمواد المعالجات المختلفة. 
واشتمل البحث على الدراسة التجريبية لتقييم مدى فاعلية المواد التقليدية والنانوية المستخدمة في إزالة الحموضة والتقوية لعينات من الأوراق الشفافة (ورق البارشمنت النباتي Genuine vegetable parchment paper "ورق الزبدة"، ورق الكلك Kulak paper) وتقييم تأثير هذه المعالجات على التركيب الكيميائي للأوراق، وكذلك الخصائص البصرية وبالتالي المفاضلة بين هذه المواد عند الاستخدام بما يتناسب مع طبيعة وخواص الورق الشفاف المستخدم في الدراسة التطبيقية. 

re shears
الدراسة ترتكز على الأوراق الشفافة 

كما قام الباحثة بتصنيع نانوسليلوز من ألياف القطن النانومترية Cotton Linter (CL) وألياف السليلوز النانومترية Microcrystalin cellulose (MCC) وقد تم إعداد ورق نانوى Nano Paper من ألياف القطن النانومترية (CL) واستخدامه في الدراسة التطبيقية. 
يهدف البحث إلى اختيار أنسب المواد للعلاج والترميم الشامل للأوراق الشفافة، (مواد إزالة الحموضة، ومواد تقوية، ومواد استكمال، ومواد تثبيط للنمو الميكروبيولوجي)، ودراسة مدى فاعلية هذه المواد سواء مواد تقليدية أو مواد نانوية مع المقارنة، حيث تم استخدام المواد التقليدية والمواد النانوية كلٍ بمفرده إلى جانب استخدامهما متحدين معاً لتحسين خصائص كل منهما، ثم اختيار أفضل المواد والتى سوف يتم استخدامها مع الأوراق الشفافة الأثرية موضوع الدراسة والبحث، وذلك على النحو التالي: 
1. التعرف على نوعية الورق الشفاف وإعداد عينات مماثلة للورق الأثرى فى طريقة صناعته وتركيبه، وتم اختيار نوعين من الورق الشفاف [ورق البارشمنت النباتي يعرف تجاريًا بورق الزبدة، ورق الكلك Kulak paper]. 
2. إجراء عمليات التقادم الحراري والضوئي بالأشعة فوق البنفسجية طبقا للمواصفات القياسية ودراسة مدى تأثير التقادم المعجل على العينات الورقية الشفافة المعالجة. 
3. دراسة مدى تأثير المواد النانوية والتقليدية على خصائص الأوراق الشفافة وذلك بدراسة الخواص البصرية للأوراق الشفافة المعالجة، وأيضا الفحص والتصوير بالميكروسكوب الإلكتروني الماسح، وقياس درجة التغير اللوني للعينات المعالجة باستخدام جهاز التغير اللوني والمقارنة بالعينات القياسية وكذلك قياس الشفافية ودرجة البياض والعتامة والنفاذية للعينات المعالجة. 
4. تقييم التغيرات الكيميائية للعينات الورقية الشفافة المعالجة سواء بعمليات إزالة الحموضة أو التقوية وذلك باستخدام التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء FTIR حتى يمكن من خلاله دراسة مدى التدهور الذي حدث لتلك الأوراق. 
5. قياس الخواص الميكانيكية (قوة الشد ونسبة الاستطالة) للعينات المعالجة والعينات القياسية لدراسة تأثير مواد إزالة الحموضة ومواد التقوية على خواص العينات الورقية الشفافة المعالجة. 
6. إجراء تقييم للمواد التقليدية والنانوية التي استخدمت في إزالة الحموضة والتقوية للأوراق الشفافة المعالجة وذلك بهدف الوصول إلى أنسب وأفضل المواد المستخدمة في المعالجات السابقة. 
7. تنمية الفطريات التي تم تعريفها من خلال الفحص الميكروبيولوجي في الدراسة التطبيقية ثم إجراء عمليات تثبيط لها باستخدام المواد التقليدية والنانوية لاختيار أنسب هذه المواد من حيث مقاومتها للنمو الفطري. 
8. إعداد نانوسليلوز من ألياف القطن النانومترية Contton Linter (CL)، وألياف السليلوز النانومترية Microcrystalin celloulose (MCC) وقد تم إعداد ورق نانوى The Nono paper من ألياف القطن النانومترية (CL) واستخدامه في الدراسة التطبيقية.
9. التوصية بتطبيق المواد التي يثبت أفضليتها وأنسبها في علاج وترميم النماذج الأثرية المختارة (موضوع الدراسة). 
أعدت الرسالة تحت إشراف دكتورة أماني محمد كامل ودكتوره وفيقة نصحى وهبه وتكونت لجنة التحكيم من دكتور حسين محمد علي ودكتور محمد لطفي حسن.