باحثة مصرية تقدم رؤية سوسيولوجية للفيسبوك

أسماء مجدي حسين تؤكد أن شبكة الفيسبوك استطاعت خلق بناء ثقافى مشوه يدور في فلك الثقافة العالمية أو العولمة الثقافية.
الكتاب يدرس شبكة الفيسبوك بشكل أساسى ودورها فى إحداث تحولات جوهرية في كينونة الهوية الثقافية.
الهوية الثقافية شهدت العديد من التغيرات والتحولات الناجمة عن انتقال العالم بأسره إلى مرحلة الافتراضية
معالم التحولات تتجلى في التحولات الرمزية (اللغة)، والتغير في الممارسات الدينية والتحولات القيمية (أصالة وانتماء) والثقافية (عادات وتقاليد) لدى شباب الفيسبوك

توضح الباحثة أسماء مجدي علي حسين أن كتاب "الفيس بوك وإشكالية الهوية الثقافية - رؤية سوسيولوجية" الصادر عن دار نورنش الألمانية، يدرس شبكة الفيسبوك بشكل أساسى ودورها في إحداث تحولات جوهرية في كينونة الهوية الثقافية؛ حيث شهدت - الهوية الثقافية - في الآونة الأخيرة العديد من التغيرات والتحولات الناجمة عن انتقال العالم بأسره إلى مرحلة الافتراضية والتي تتجلى معالمها في التحولات الرمزية (اللغة)، والتغير في الممارسات الدينية والتحولات القيمية: (أصالة وانتماء) والثقافية: (عادات وتقاليد) لدى شباب الفيسبوك.
مشيرة إلى أن مظاهر التحولات الرمزية (اللغة) تتجلى مع مشاركة الشباب في العالم الافتراضي، أسهمت في خلق صيحات لغوية مستحدثة متلائمة مع روح العصر مقابل تراجع اللغة العربية الفصحى نظرًا لعدم قدرتها على مواكبة التطور. 
فى حين تكشف التغيرات في الممارسات الدينية، وعقب ذيوع صيت شبكة الفيسبوك، ظهور على الساحة الافتراضية عدد من القضايا الدينية القديمة: (المتشددة والمتطرفة) بثوب جديد محكم آخذ فى التشكل الافتراضى؛ بجانب ترويجها عبر صفحات الشبكة لعقول شباب الفيسبوك لاكتساب التأييد والقبول الافتراضى.

محاولة رصد تأثير انتماء الشباب لشريحة اجتماعية معينة على التحولات التي أصابت كينونة الهوية الثقافية لدى شباب الفيسبوك

بينما تتجسد التحولات القيمية: (الأصالة والانتماء) بأن شبكة الفيسبوك تتيح للشباب سبلاً لم يسبق لها مثيل للاتصال بثقافات أخرى بخلاف ثقافتهم؛ بالتالى تجسد الشبكة أداة ناعمة للترويج للعولمة الثقافية القائمة على نقل إيجابيات المجتمعات الغربية مقابل إهمال سلبياتها وترويجها افتراضيًا لعقول شباب الفيسبوك مما يسهم فى خلق حالة انبهار حضارى ثقافى للآخر من جانب فئة الشباب تساعد على تنامى ظاهرة شد الرحال إلى جانب ظهور أعراض ضبابية وانحياز لثقافة الآخر لديهم.
فى حين تنعكس التحولات الثقافية: (العادات والتقاليد المصرية) فى مساهمة شبكة الفيسبوك بشكل أساسى فى الانفتاح على ثقافة الآخر، وبالتالى أصبحت بمثابة معبر لتسريب عادات وتقاليد الآخر من خلال صفحاته الافتراضية لعقول شباب الفيسبوك . 
ومن ثم استطاعت شبكة الفيسبوك خلق بناء ثقافي مشوه (الثقافة التكنولوجية أو الثقافة الافتراضية) يدور فى فلك الثقافة العالمية أو العولمة الثقافية؛ بالإضافة إلى تغييرها للوجه العام لبناء الهوية من خلال سماحها لمستخدميها عبر العالم بإعادة مفهمة صورهم عن ذواتهم بالانتقال من هويات مؤسسة مكانيًا وواقعيًا إلى أشكال هجينة ومرنة للهوية، مما يهدد الهوية الثقافية لدى شباب الفيسبوك الذين وجدوا فى جدران الشبكة الفيسبوكية مساحات افتراضية واسعة كأداة للتعبير عن خلجات أنفسهم وآرائهم واتجاهاتهم ومشاكلهم من خلال إنشاء صفحات خاصة أو إنشاء مجموعات لمناقشة مواضيع معينة فيما بينهم متخليين بذلك عن وجودهم، وحضورهم في العالم الحقيقي .
وفى ضوء هذا التصور كان من الضرورى دراسة التحولات التى أصابت الهوية الثقافية لدى شباب الفيسبوك.
بُناءً عليه انقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول، وفيما يلى عرض لمشتملات كل فصل من هذه الفصول:
الفصل الأول: النظام العالمى الجديد وآليات الهيمنة الثقافية
ينقسم ذلك الفصل إلى مبحثين أساسيين وهما: المبحث الأول: العولمة والهوية الثقافية بين التصدى والتحدى. المبحث الثاني: الحرب الناعمة والهوية الثقافية 
يحتوي المبحث الأول على عرض لنشأة وتطور العولمة، ومفهوم وخصائص الهوية الثقافية، ورصد شكل خطاب الهوية في ظل عصر العولمة، ووضع الهوية الثقافية في ظل التحولات العالمية. في حين يحتوي المبحث الثاني على رصد لحال القوى الناعمة المصرية قديمًا، وواقع الإعلام المعاصر والصراع الذي تواجهه الهوية الثقافية، والحرب الناعمة والواقع الحالي لثقافة الشباب المصري. وانتهى الفصل بعرض استخلاصات وتعقيب عام.  

Facebook
مؤشرات التغير في الممارسات الدينية 

الفصل الثاني: الفيسبوك والهوية الثقافية لدى الشباب المصري. 
ينقسم ذلك الفصل إلى مبحثين أساسيين وهما: المبحث الأول: الفيسبوك ... النشأة والتطور. المبحث الثاني: شباب الفيسبوك ووضع الهوية الثقافية المصرية.
يحتوى المبحث الأول على عرض لمفهوم وخصائص شبكة الفيسبوك، وإلقاء الضوء على نشأة وتطور شبكة الفيسبوك على الصعيدين العالمي والمحلي، بجانب الكشف عن الوجه الخفي والظاهر لشبكة الفيسبوك كأداة كاشفة لعدد من الحقائق الأساسية حول موقع الفيسبوك.
في حين يحتوي المبحث الثاني على عرض لمفهوم وخصائص الفئة الشبابية، ومحاولة رصد عدد من الاعتبارات الأساسية حول الفئة الشبابية المستخدمة لشبكة الفيسبوك؛ بجانب السعي نحو الكشف عن مؤشرات التغير في الهوية الثقافية المصرية لدى الشباب المستخدم لشبكة الفيسبوك . 
وانتهى الفصل بعرض استخلاصات وتعقيب عام. 
الفصل الثالث: الهوية الثقافية لدى شباب الفيسبوك: رؤية شبابية
ينقسم ذلك الفصل إلى ثلاثة مباحث أساسية وهي: المبحث الأول: واقع تفاعل الشباب على شبكة الفيسبوك. المبحث الثاني: التحولات الرمزية والشعائرية على شبكة الفيسبوك. المبحث الثالث: التحولات القيمية والثقافية على شبكة الفيسبوك. المبحث الرابع: الشرائح الاجتماعية المتباينة والهوية الثقافية. 
يحتوي المبحث الأول على عرض لعوامل استخدام الشباب لشبكة الفيسبوك، ورصد للصفحات الإلكترونية المُحبذة لدى شباب الفيسبوك. في حين يحتوى المبحث الثاني على رصد لمؤشرات التغير الرمزي (اللغة) لدى شباب الفيسبوك مؤشرات التغير في الممارسات الدينية لدى شباب الفيسبوك.
بينما يحتوي المبحث الثالث على مظاهر التغير القيمي: (الأصالة والانتماء) لدى شباب الفيسبوك، ومظاهر التغير الثقافي: (العادات والتقاليد) لدى شباب الفيسبوك. 
وانتهى الفصل بالمبحث الرابع الذي يحتوي على عرض لمفهوم والتوجه النظري المُتعلق بالشريحة الاجتماعية؛ بجانب محاولة رصد تأثير انتماء الشباب لشريحة اجتماعية معينة على التحولات التي أصابت كينونة الهوية الثقافية لدى شباب الفيسبوك، ويختتم بعرض استخلاصات عامة؛ بالإضافة إلى قائمة بالمراجع.