تحد لا يمر على خير

التصعيد الإيراني مع الولايات المتحدة يرافقه تصعيد في استهداف المعارضة.

الخطوات الاخيرة التي أقدم عليها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما قيامه برفع مستوى التخصيب الى 5%، وتلميحها بأنها ستستمر على هذا المسار إذا لم يكن هناك تغيير في الموقف الدولي لصالحه، فإن ذلك يعني إن طهران جادة في تحديها ليس للولايات المتحدة فقط وإنما لدول 4+1 بما فيه روسيا والصين أيضا، ومع إن هناك تصريحات غاضبة أو غير راضية لكن أي منها لم ترقى الى مستوى الرد الاميركي الذي هدد بالمزيد من العقوبات.

العقوبات الاميركية قد ظهرت آثارها على طهران، وهذا ما قد باتت سياق الاحداث والتطورات تٶكده بمختلف الطرق، ولأن طهران لم تتلق لحد الان أية "وصفة" أوروبية يمكن أن تعينها للوقوف بوجه حبل العقوبات الاميركية الملتفة حول عنقها، ولأنها تعلم جيدا بأن صبر وتحمل الشعب الايراني على هذه الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الرديئة جدا والتي يدفع هو ثمنها، فإنها تسعى كما يبدو حتى للمغامرة والمجازفة من أجل التأثير على دول 4+1، لكي تمارس بدورها ضغوطا على واشنطن كي تخفف من وطأة عقوباتها، لكن لا يبدو إن الادارة الاميركية ستخضع لتلك الضغوط فهي تشن حربا إقتصادية لاتجد هناك من مجال للعودة عنها إلا إذا حققت أهدافها ولاسيما وإن واشنطن تعلم جيدا بأن أي تراجع في مجال عقوباتها المفروضة على إيران سوف يٶثر على مصداقيتها ويكون في نهاية لصالح خصومها ومنافسيها.

السٶال المهم الذي يجب طرحه هنا هو: الى أي حد وكم من الزمان ستتمكن طهران من الاستمرار في تحديها هذا؟ والسٶال الاخطر هو: هل إنها حقا ضمنت الشعب الايراني الذي يعيش أكثر من 50% منه تحت خط الفقر بإعتراف المسٶولين الايرانيين أنفسهم؟ وبحسب أكثر المراقبين السياسيين، فإن عامل الوقت الذي كانت طهران تستفيد منه قبل مجئ ترامب، قد إنقلب وبالا عليها، أما بخصوص الشعب فإن التصريح الاخير الذي أطلقه الرئيس الاسبق محمد خاتمي والذي حذر فيه من سقوط النظام على يد المعارضة التي تطالب بإسقاط النظام (في إشارة لمنظمة مجاهدي خلق) الى جانب ماقد قام به المرشد الاعلى للنظام من وضع تحذير من منظمة مجاهدي خلق على موقعه الالكتروني كان قد أدلى به يوم 4 يونيو 2017 عند قبر خميني وكذلك قام بنشر رسالة له كان قد أصدرها في 2 نوفمبر 2013 أيضا، يقول فيها وهو يشير لمجاهدي خلق "اليوم أولئك الإرهابيون يطلقون عليهم في أميركا وفرنسا وبعض الدول الغربية الأخرى اسم المعارضة" ويستطرد قائلا وهو يسعى للتأثير على الموقف الدولي بهذا الصدد لصالح نظامه " كان عقد الثمانينات أعنف عقد في الإرهاب شهدته البلاد. اني أوصي أولئك الذين هم أهل الفكر وأهل التأمل ويحكمون على عقد الثمانينات، بأن لا يتبدل مكان الشهيد والجلاد." ولا ريب من إن كلام روحاني وما قد قام به خامنئي لايدلان إطلاقا على ضمانهم للشعب، خصوصا وإن تلك الفترة التي يتحدث عنها خامنئي شهدت عملية إعدام 30 ألف سجين سياسي من أنصار وأعضاء منظمة مجاهدي خلق بموجب فتوى للخميني وكان على رأس اللجنة التي نفذت هذه الفتوى إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية حاليا، فمن هو الضحية ومن هو الجلاد؟!