ترشح هدى الزغبي لنوبل الطب فخر للبنان

الإذاعة السويدية توقعت تتويج اللبنانية هدى زغبي الحاصلة على 'أوسكار العلوم' لقيامها بأبحاث حول تحولات جينية مرتبطة بالأمراض الدماغية.
أبحاث مهمة لهدى زغبي في الزهايمر والشلل الرعاش والتوحد
العالمة اللبنانية اكتشفت جينات تسبب ما يعرف بمتلازمة ريت

بيروت - في خضم تتويج علماء من بريطانيا وأميركا بجائزة نوبل للطب، رجحت تكهنات قوية فوز هدى زغبي اللبنانية الأصل والمقيمة في أميركا بأرفع وأعرق الجوائز الطبية وهي نقطة مضيئة في تاريخ لبنان الذي دائما ما تسلط الأضواء على نجماته الفنانات المثيرات للجدل وعالم السهر والصخب فيه ومشاكل اقتصادية واجتماعية واضطرابات سياسية وأمنية تعكر صفوه. 
وترشح إمراة عربية لجائزة نوبل للطب وهي من الاختصاصات العلمية الصعبة يمثل فخرا للبنان.
جائزة الطب هي أولى جوائز نوبل التي تعلن كل عام. وتكرم الجوائز الإنجازات في مجالات العلوم والسلام والأدب وتُمنح منذ عام 1901 بناء على وصية ألفريد نوبل مخترع الديناميت. 
وفي معهد كارولينسكا العريق القيّم على جوائز الطب لم تنل من جوائزه الـ214 سوى 12 امرأة، أي 5,6% من إجمالي الفائزين، من بينهن الفرنسية باريه-سينوسي التي كرّمت سنة 2008 على اكتشاف فيروس الايدز سنة 1983.
ميدالية نوبل واحدة من أصل 20 كانت من نصيب امرأة، فحصاد هذه الجوائز العريقة لم يكن دوما لمن يشكلن نصف البشرية.
ومن بين الجوائز الأصلية، تعد الفيزياء والكيمياء "الأكثر معاداة للنساء"، فلم تنل سوى امرأتين جائزة من الفئة الأولى.
وكانت الإذاعة السويدية توقعت أن تكافئ جائزة نوبل الطب هذه السنة الأميركية من أصل لبناني هدى زغبي حول التحولات الجينية "ميك بي 2" المسؤولة عن الأمراض الدماغية.
 في حين راهنت صحيفة "داغنس نيهيتر" على فوز خبيري المناعة مارك فلدمان (استراليا) ورافيندر مايني (بريطانيا) لأعمالهما حول التهاب المفاصل الروماتويدي.
وطرح أيضا اسم الأميركية ماري-كلير كينغ التي اكتشفت جينة "بي أر سي ايه 1" المسؤولة عن شكل وراثي من سرطان الثدي.
وتمكنت اللبنانية هدى زغبي من منافسة كبار العلماء في مجال الفيزياء التي تحدث أبحاثهم نقلة في حياة البشر..
وهدى زغبي استاذة علم الأعصاب في كلية "بايلور" للعلوم الطبية وباحثة في معهد "هاورد هيوز" للأبحاث العصبية ومديرة معهد "جان ودان دنكان" في مستشفى الأطفال بتكساس.
والعالمة اللبنانية اشتهرت بعد اكتشاف جينات تسبب ما يعرف بالمتلازمة ريت التي تؤثر على الفتيات الصغيرات بشكل خاصٍ.
متلازمة ريت (بالإنكليزية: Rett Syndrome)، مرض وراثي نادر يسبب اضطرابات شاملة في النمو ويؤثر بشدة على دماغ المصاب حيث يفقده القدرة علي الاحتفاظ بما اكتسبه وتعلمه من خبرات ومهارات كالسير والنطق، وكثيراً ما تصاحبها درجة من درجات التخلف العقلي بالإضافة إلى ما تسببه من إعاقات حركية أو إعاقة تواصل ونوبات صرع.
واكتشفت الباحثة اللبنانية ايضا ان سبب ضمور المخيخ والحبل الشوكي يعود الى طفرة وراثية في الجين SCA1.
كما أنها لها دراسات دقيقة وهامة تتعلق بعوامل جينية ترتبط بالزهايمر والتوحد ومرض الشلل الرعاش.
وحصدت هدى وسام الأرز الوطني تقديرا لثراء أبحاثها العلمية والتربوية كما تم تتويجها بجائزة Breakthrough prizE التي تمنح سنوياً في الولايات المتحدة لأهم العلماء على أبحاثهم في الفيزياء وعلوم الحياة والرياضيات، وتوصف الجائزة أيضا بأوسكار العلوم وبأنها إحدى أهم الجوائز العالمية بعد جائزة نوبل.
وكشفت هدى أنها ستخصص جزءاً من قيمة الجائزة لمساعدة الأطباء والباحثين الشباب في سبيل تحقيق أهدافهم العلمية، إضافة إلى مساهمتها بمنح دراسية في جامعة لبنانية.
ووفقا للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو أكثر أنواع الأورام شيوعا بين النساء في جميع أنحاء العالم عامة، ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، إذ يتم تشخيص نحو 1.4 مليون حالة إصابة جديدة كل عام، ويودي بحياة أكثر من 450 ألف سيدة سنويا.
ويعتبر شهر أكتوبر/تشرين الأول شهراً عالمياً للتوعية ضد مرض سرطان الثدي، الذي يشكل واحداً من أسباب وفاة النساء حول العالم، خصوصاً بين اللواتي تخطين سن الأربعين.
يعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعا في لبنان بنسبة تبلغ نحو 40% من مجمل الإصابات السرطانية لدى النساء.
وذكر تقرير صدر مؤخرا عن منظمة الصحة العالمية أن هناك أكثر من 17 ألف إصابة جديدة في العام 2018، و242 مصاباً بالسرطان بين كل 100 ألف لبناني.
واعتبر باحثون أن أسباب الاصابة بهذا المرض في لبنان تعود بالاساس الى مشكلة التلوث على مختلف أنواعه، سواء في الهواء والماء، إضافة الى استنشاق مواد سامة، كما يلعب التدخين دوراً أساسياً في ارتفاع نسبة الاصابة به.
 وتثمن المؤسسات العالمية الأبحاث المتصلة بأمراض السرطان الوباء العالمي الذي يغزو الدول الفقيرة والغنية على حد السواء.
أعلنت الهيئة المانحة لجوائز نوبل الاثنين فوز العلماء وليام كايلين وبيتر راتكليف وغريغ سيمينزا بجائزة نوبل الطب لعام 2019 بفضل اكتشافات لكيفية استشعار الخلايا لتوفر الأكسجين وتكيفها مع ذلك.
وقال مجلس نوبل في معهد كارولينسكا "تكافئ جائزة نوبل هذه السنة أعمالا كشفت آليات جزيئية مسؤولة عن تكيف الخلايا مع مستوى الأكسجين المتقلب" في الجسم.
وترتبط هذه الآليات خصوصا بالأورام السرطانية التي تعتمد في نموها على كمية الأكسجين في الدم خصوصا بعض السرطانات التي تتطور بسرعة مثل الكبد وتستهلك الكثير من الطاقة ما يؤدي إلى حرق كل الاكسجين المتوافر حولها.