رقية فريد أديبة تنتقل بخفة الفراشة من ابداع الى ابداع
بدأت مشوارها في عالم الأدب والابداع بوقت متأخر، وفي وقت قصير استطاعت رقية فريد أن تنساب مثل حكاية لم تخطر على بال وتنتقل بخفة فراشة من إبداع الى إبداع، حيث رسمت في أول مشوارها الأدبي رواية على بياض الورق، وبعد أن أمتعت القارئ بها، اتجهت الى القصة القصيرة والخاطرة وأنتجت الكثير ، ولم تنسى الصغار، حيث ما زالت تمدهم بحكايات قصصها التي تأتي بها من عالم ديزني، ورقية ما زالت تشكل الأحلام أشرعة من ورق، ووعدتنا أن تظل تكتب رواية، قصة، خاطرة، وربما قصيدة.
سألناها عن سبب كتابتها للرواية والقصة القصيرة والخاطرة وقصص الأطفال وعن رسالتها من وراء ذلك وفي أي جنس أدبي تجد نفسها أكثر فقالت: رسالتي من ذلك هي تقديم الرواية بشكل أدبي راقي كما كانت في العصور الماضية وإن أشعر أن لي كيان ووجود في الحياة. نعم يزيد الحس الإبداعي بداخلي من خلال ممارسة الكتابة أو القراءة والاطلاع، حيث أنها تلهمني بأفكار جديدة، وكل فكرة تولد منها أفكاري فتجد نفسك أمام سلسلة لا تنتهى من الإبداع الخيالي والحسي معاً. أجد نفسي أكثر في الأدب الروائي، والقصة القصيرة والخاطرة هي ما أجد بها متسع لإخراج مكنون المشاعر وهي سريعة الوصول إلى القلوب والعقول حيث أنها تظهر ما تعتقده أنت وتمثلك بعض الشيء.
وعن كيفية نجاح الكاتب اذا لم يكن يجمع الموهبة والثقافة تقول فريد: الشعر موهبة والهام من الله، وكذلك كتابة القصص أو الروايات، لكن لابد من وجود ثقافه تطور بها تلك الموهبة، حتى يتحقق لك أفضل ما تسعى إليه من نجاح وإبداع، فيجب أن تكون ملماً بكل أنوع الفنون والتاريخ أيضاً للماضي والحاضر.
أما عن صعوبة جوانب العمل الروائي والقصصي، وأين تكمن روعة القصة القصيرة الناجحة بكل المقاييس فتؤكد: يتوقف ذلك على فلسفة الكاتب ونظرته للحياة تظهر من خلال ما يكتبه كما أن لكل كاتب أدواته وموهبته الخاصة التي تميزه بها عن غيره. تكمن روعة القصة باكتمال أركانها الابداعية، فهي كلعبة الشطرنج يجب أن تضع كل كلمة في موضعها الصحيح لها و إلا ستفشل اللعبة.
وحول الرواية التي كانت في الماضي هي التي تعرض وتصف وتمتع الناس وهل ستبقى قادرة على الاحتفاظ بالقارئ ومواجهة التحدي من وسائل التواصل الاجتماعي والموبايل قالت: نعم ستبقى برغم كل ما ذكرته من وسائل اللهو والانشغالات، إلا إن للقصة والرواية والشعر جمهور عظيم، واع، مدرك، ويسعى إلى الاطلاع ويميل إلى العمل الادبي القيم الذي يظل محتفظاً باللغة وقيمتها التي كانت عليها بالماضي.
أما عن روايتها المطبوعة "الحقائق المدفونة" فتقول: رواية الحقائق المدفونة هي مزيج ما بين الواقع والخيال، وحوار قائم بين الخير والشر، قدمته بطريقة درامية ، رومانسية، وإثارة غامضة، والرواية عبارة عن قصص منفصلة ولكن البطلة واحدة.
وحول اللغة وإلى أي مدى تفعل فعلها في إبداعها وما الحيز الذي تشغله عندها تؤكد: اللغة هي أساس البناء المتكامل، فلا أجد أي عمل إبداعي بغيرها، فأنا لا أفضل أن أقرأ أو أكتب راوية بالعامية.
أما عن المكان وهل يعتبر حاجة ضرورية للروائي تقول: طبعاً بكل تأكيد، فأنا أفضّل الكتابة في الوقت الذي يكون فيها تجلي للروح، وهذا لا يتوفر في كل المكان أو كل الأوقات.
وعن سبب كتابة بعض الكتّاب المصريين باللهجة العامية المصرية، أو تجنح كتاباتهم إلى استخدام لغة مبسطة إلى حد التقاطع مع العامية: جمهور الكتاب متنوع في فنون الكتابة، سواء باللغة العربية الفصحى أو اللهجة العامية أيضاً، لكل نوع من أنوع الكتابة جمهورها الخاص بها، فربما بعض الجمهور لا تصله المتعة أو المعلومة إلا بهذه اللهجة العامية.
أما بالنسبة للقصة القصيرة تؤكد رقية فريد أنها فن ليس بالسهل، وتحتاج إلى مهارات فنية عالية وموهبة استثنائية، وهي ومضة قريبة جداً من الرواية وبعيدة كل البعد عنها في نفس الوقت، وما يجعل القصة القصيرة أصعب، هو أنها يجب أن تكون كاملة الأركان في سطور محدودة، وهنا دور الكاتب الماهر الذي تدرب بالفعل على كتابة الرواية وطريقة سردها وكيف يختصرها كما يفعل مع ملخص روايته. وكان رأي" إيزابيل الليندي" إن القصة القصيرة تحتاج إلي يد ثابتة وتصويب جيد، وإلا فان إصابة الهدف قد تضيع."
وعن القصة المكتوبة بلغة شعرية عالية وهل لها جمهور لا يستهان به عكس القصة المكتوبة بلغة السرد البسيطة، وهل هي تكتب باللغة الشعرية أم باللغة البسيطة تقول: أكتب بطريقة السرد البسيطة وأحيانا أدخل عليها بعضاً من اللغة الشعرية.
اما عن الكاتب في السابق حين كان يصدر كتابا كان يخلق ضجة عكس اليوم حيث يصدر الكثير من الكتّاب عشرات الكتب ولا أحد يسمع بهم أو بكتبهم تقول: ربما السبب الانفتاح الذي لم يكن في السابق فكثر عدد الكتاب وذلك أدى الى تزاحم بين كتاب العالم.
وحول شكل العلاقة بينها كأديبة وبين النقاد فهي ترى أن النقد له دور هام في تطوير الكتابة، وهو يساهم بالإيجابية في تيسير فهم النص، والتنبيه على الحسن منه والسيء، والناقد الأدبي أو من يُطلق عليه بالإنكليزية" Literary Critic" هو الشخص الذي يفهم الكتاب الذي يقرأه فهمًا عميقًا ويقوم بتحليل وقائع وأحداث الكتاب، ويقوم بمشاركتنا رأيه وتحليلاته استنادًا على مبادئ ونظريات معينة في الأدب.
وعن مدى استفادتها إبداعيا من البيئة المصرية الغنية والمتنوعة، وكيف يتم تناولها لهذه البيئة تقول: البيئة المصرية غنية ومتنوعة كما تفضلت وذكرتها بل وأكثر من ذلك، ففي كل ذرة تراب منها قصة من قديم الازل، في كل قطرة ماء من نيلها ألف حكاية وحكاية، من بداية الأنبياء والرسالات المساوية والفتوحات والثورات، فهي مهد لجميع للحضارات.
أما بالنسبة للمرأة المبدعة وهل تواجه صعوبات، معوقات، تحجيم دور، تقييد حرية تؤكد رقية فريد: لا على العكس، كرم الله المرأة في القرآن الكريم، وأعطى لها حريتها كاملة وبيّن حقوقها، ومالها وما عليها في حدود الشرع، فهي لا تقل مكانة عن الرجل كما أن المرأة تشغل عدة مناصب في المجتمع بكل حرية، حيث تحتل 90 مقعدا في مجلس النواب من أصل 596، كما تتولى ايضاً منصب محافظ ونائب محافظ وتعمل في وزارات هامة كالصحة والاستثمار والثقافة والسياحة والهجرة والتضامن الاجتماعي، كما أنها تعمل في مجالات شتى فمنهن الطبيبة والمهندسة والمعلمة، وأنا لا أرى تقييد لها..
وفي كلمتها الأخيرة قالت: لقد أعطاني الأدب الكثير من الثقافة والخبرة وامتعني بجمال اللغة واعجازها اللغوي.
رقية فريد، أديبة مصرية من مدينة القاهرة، تعمل في مجال المخطوطات وتحرير الكتب القديمة والتحرير الصحفي، تكتب الرواية والقصة القصيرة والخاطرة وقصص الأطفال، أصدرت حتى الآن رواية واحدة، ولديها عدة روايات ومجموعات قصصية جاهزة الطباعة وتنتظر الفرصة لطباعتها، تنشر نتاجها في الصحف والدوريات المحلية والعربية.