شاعرة مصرية تؤكد: بالثقافة والقراءة لا ينقصني شيء

منى فتحي استفادت من نهر النيل ومن رقي وإبداع المواطن المصري.
التعدد في التنوع بالنصوص يرجع إلى مخزون داخلي من الثقافة والمعرفة
الإبداع النسائي يحتاج إلى المزيد من الحرية

كاتبة وشاعرة مصرية من مدينة المنصورة، نالت العديد من الجوائز والشهادات من هيئات رسمية وأهلية عن نشاطها الأدبي، وكذلك الاجتماعي والإنساني بما يهتم بحقوق المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة، وهي من اللواتي يشاركن باستمرار بالمهرجات التي تقام بقصر الثقافة بالمنصورة واتحاد كتّاب الدقهلية، وتنشر نتاجها في الصحف والدوريات المحلية والعربية.
صدر لها: الهوية في زمن العولمة. ومن الدواوين الشعرية: أفروديت المنصورة، شغف المنى، فرات المشاعر، من عينيها الابتسامة.
سألناها عن سبب كتابتها للشعر الفصيح والعامي والقصة القصيرة والمقالات الأدبية فقالت: يرجع التعدد في التنوع بالنصوص إلى مخزون داخلي من الثقافة والمعرفة، والميل إلى توصيل كل معلومة أو كلمة راقية للقارئ ومتابع الأقلام الثقافية، والعمل على زيادة الذوق وتحسين اللغة واتساع الرؤى والأذهان لدى الجميع بالقراءة المستمرة.
أما إلى أين تريد أن تصل بكتاباتها فقالت: ما زلتُ أبحث عن كل ما هو جديد يزيد من الرقي وألق المعنى والكلمة، فلن أكتفي أبدا.
وعن الشعر العامي المصري ومكانته المرموقة وتأثيره على الجمهور وكذلك الشعراء صلاح جاهين وعبدالرحمن الابنودي وأحمد فؤاد نجم مع الشيخ إمام؛ كل هؤلاء الشعراء والأدباء قامات بالشعر والأدب والثقافة، فلكل نوع من الشعر سواء فصحى أو عامية له محبوه ومعجبوه، أيضا له الكتّاب البارعون فيه.
أما عن الجرأة التي تمتلكها في الكتابة وما مداها فتؤكد: الكاتب أو المبدع ليس هناك قيود على كتاباته، فبالنسبة لي دائما أكتب ما يحلو لي من نصوص خاصة الغزل، فحينما تأتيني الفكرة، حتى لو تتسم بالجرأة، أكتبها فورا، وقد تعددت بكتاباتي الكثير من النصوص الجريئة، فمنها: شاعرة الإغراء، واسقني عشقا ... إلخ.
وعن أسلوبها في الكتابة ولغتها الخاصة بها واللغة التي تفضل أن تكتب بها قالت: أنا أتبع في كتاباتي اللون الرومانسي والمشاعر والأحاسيس والخيال، والتأثر بالطبيعة ومواطن الجمال، فدائما أميل إلى السرد البسيط الشفاف التلقائي، المغمور بالخيال والرومانسية والعشق وفضاء الطبيعة.
وبالنسبة لكتابة القصة وفنها الصعب وحاجتها إلى مهارات فنية عالية وموهبة استثنائية قالت: لقد كتبت العديد من القصص، والتي يغمرها الواقع والحياة الاجتماعية، فهي تحتاج لمضمون وفكرة مترابطة ومخزون إيجابي في طريقة السرد، وما تحمله من عناصر دهشة واشتياق، مع ترسيخ الموضوع بهدف وثبات، فمن كتاباتي، قصة "عجبا يا رجُلا عجبا"، وقصة "صيد يمامة".
وعن القصة المكتوبة بلغة شعرية عالية التي لها جمهور لا يستهان به عكس القصة المكتوبة بلغة السرد البسيطة وبأي لغة تكتب تقول فتحي: أكتب القصة بما يتناسب مع المضمون والفكرة، وما يتناسب مع طبيعة الوقت لها والقراء إليها. 

Literary dialogue
من عينيها الابتسامة

أما عن النقد وكيفية التعامل معه وفهم إشاراته وسبر أغواره ومدى تأثير رأي الناقد على القارئ فتقول: أنا أؤمن بالحركة النقدية، إذا كانت تهدف إلى الترقي والتعلم والإضافة، بما يتواكب مع زمن الحداثة والعولمة، وأن تعمل على الترابط بين جميع الأجيال والاقتداء بها.
وعن تأثير الشعر في نفس القارئ وحقه في الابتعاد عن الشعر الذي يفتقر في مضمونه إلى أية وظيفة فنية ترى منى فتحي أن أي لون أدبي سواء قصيدة أو شعر ... إلخ، لا بد أن يشعر به الكاتب ويتعايش معه، كي يكون النص راقيا وناجحا ومترابطا، ويصل إلى القراء بتميز وإبداع.
وعن القصيدة الناجحة والصورة الشعرية واسم الشاعر إن كان يكفي لنجاحها فتوضح أن السبب الرئيسي لنجاح القصيدة هو ترابط الفكرة من البداية للنهاية، وشمول المعاني والأحاسيس بها، ونضج الوعي الثقافي بها وملائمته مع الزمان والمكان.
أما عن العوامل التي تؤدي إلى انحدار مستوى الشعر فترى أن الذي يؤدي لانحدار مستوى الشعر، قلة القراءة والغرور، وعدم الوعي الثقافي، ونقص الإضاءات المرتبطة بالمشاعر والروح الرومانسية والطبيعة بها، أيضا السرعة بالكتابة وعدم التأني، قد يؤدي هذا إلى عشوائية النص الأدبي.
وتؤكد أن الشعر إذا كان بلا إيقاع، فهو ليس شعراً، فللشعر مميزاته، واتباعه للنظم الشعرية وقيود القافية، باختلاف النصوص الأخرى من القصائد والزجل والقصة.
لقد استفادت الكاتبة والشاعرة إبداعيا من البيئة المصرية الغنية والمتنوعة، وعن تناولها لهذه البيئة قالت: استفدت كثيرا بالثقافة والروح العطرة المصرية، ومن مظاهر الطبيعة المتلألئة من مناطق زراعية وبحار ونهر النيل، ومن رقي وإبداع المواطن المصري في شتى المجالات والميادين.
وبالنسبة للمرأة المبدعة وماذا تحتاج لتبدع ترى منى فتحي أن الإبداع النسائي يحتاج بالفعل إلى المزيد من الحرية، فالمرأة تحت أي ضغوط معنوية أو نفسية أو دنيوية، لن تستطيع أن تبدع أو تنجح، لكنها بالإصرار والتحمل تنتظر لتحقيق تلك النجاح، مع التفاؤل والأمل.
وعن الصعوبات التي تواجهها كامرأة مبدعة وماذا ينقصها قالت: أنا دائما أناجي الثقافة والقراءة وزيادة الوعي الإنساني والرقي لدى الجميع، وبهما لا ينقصني شيء.