رموز الفساد في العراق نخب وقيادات حزبية ودينية واجتماعية نافذة

الحلول والبدئل المتاحة امام حراك الاول من اكتوبر.

عند الحديث عن الفساد في العراق وسبر جذوره وحيثياته نخلص الى عوامل مركٌبة متعددة تساعد في تكوين سائد جمعي فاسد سلوكا وممارسة متضمن لكل اصناف الفساد الثلاثة: العرضي (الفردي)، والمؤسسي والمنتظم. وقد يكون الفساد احيانا حالة عرضية لبعض الافراد السياسيين او الموظفين العموميين، او مؤقتا وليس منتظما. لكنه في العراق هو عملية راسخة في عمق السائد الجمعي في جميع مناحي الحياة، كونهُ يمثل ظاهرة عامة ملازمة لكل فعل وممارسة انطلاقا من القمة الى القاعدة وبالعكس لانه ينشأ ويترعرع في مجتمعات تتصف بضعف المنافسة السياسية، وانخفاض النمو الاقتصادي غير المنتظم، وضعف المجتمع المدني وسيادة السياسات القمعية، وغياب الاليات والمؤسسات التي تتعامل مع الفساد.

عكس ذلك تتميز المجتمعات الخالية من الفساد بالاتي: احترام الحريات المدنية؛ المحاسبة الحكومية؛ نطاق واسع من الفرص الاقتصادية المتاحة للافراد؛ ومنافسة سياسية منتظمة هيكليا ومؤسسيا.

إذ نحن هنا امام معضلات كبرى لها بعد زمني طويل اذا ما اخذنا في الاعتبار فترة حكم نظام صدام ومرحلة ما بعد السقوط التي مثلت استمرار التدهور في ابشع صوره واثاره المدمرة على الشعب العراقي.

الفساد إذن في هذه المحصلة هو متلازمة مرضية مزمنة لا يمكن علاجها الا بإبعاد الفاسدين عن مواقع القرار والقيادة وهذا هو المطلب الصحيح والاساسي لقادة حراك الاول من اكتوبر الذي يرفض الحلول الترقيعية ويصر على العودة الى مربع الصفر، حتى بعد استقالة رئيس وزراء العراق الحالي - المعروف بعادل زويٌة نسبةً لاتهامة بالسطو على بنك الزوية الذي قامت به مجموعة من فوج حمايته الخاصة قبل اعوام مضت عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية العراقية وكان واحدا عدة نواب. لقد سرد السيد زوية منجزاته في تصريح بيان الاستقالة خلال عام من فترة توليه المسؤولية الذي اكد تحسن علاقته باربيل بشكل افضل على ما كانت عليه قبل مجيئه. لانه ببساطة يتغاضى عن سرقة نفط العراق الذي يمثل مبلغا ضخما للغاية ويصل سنويا 13 مليار دولار من مبالغ النفط المهرب والمقدر بـ 600 الف برميل يوميا يبيعها مسعود برزاني ويعلن عن 250 الف برميل لكنهُ في الحقيقة المبلغ هو مقابل 600 الف برميل يوميا.

هذه المبالغ هي ملك لكل الشعب العراقي وليست لزمر فاسدة.

السيد عمار الحكيم ايضا مشهور بتهريب نفط من جنوب العراق وتشييد قبور ذهبية لابيه واعمامه وإصباغ صفة القداسة عليهم. وتم قتل 45 شاب قبل ايام من قبل حمايات هذه القبور التابعة لميليشاته. ورائحة فساده تزكم الانوف. عمار الحكيم اسس قبل عام تيار الحكمة. اية حكمة التي تدعيها انت وامثالك من شذاذ الافاق.

ان الخلاص من هذه الزمر القمعية هو رميهم في مزبلة التأريخ والبدء بمرحلة جديدة يتعافى منها العراقيين من كل هذه النخب الفاسدة. نشد على ايادي الشبيبة الواعية.