"سبع سواقي" تصور صراع تحديد أول أيام العيد

عاهرة ضاقت بشهر رمضان واستعدت لعملها الذي سيعود مع صباح يوم العيد، لكن الدولة قررت فجأة أن غدا آخر أيام رمضان.
سعد الدين وهبة اعتمد في كتابة مسرحيته على مسرحية "ثورة الموتى"، لاروين شو
ثورة الموتى تدور أحداثها حول مجموعة من الجنود الذين ماتوا في الحرب العالمية الثانية وقد خرجوا من مقابرهم في ثورة مطالبين بمحاكمة من قدمهم للحرب دون مبرر

قال لي صديق: أكيد العيد حايكون يوم الثلاثاء، فمصر خلاص بتعتمد على علم الفلك، وألغت موضوع الرؤية، وصدقته، لكنني فوجئت بأن العيد في مصر والأردن وتونس الأربعاء، وفي السعودية والإمارات الثلاثاء، فتذكرت حكايات في هذا الخصوص:
ففي فترة عقب هزيمتنا في حرب 67، جاء رمضان 28 يوما فقط، (إزاي معرفش)، ما أذكره أن الدولة أعلنت فجأة أن غدا العيد، وسرتُ في شارع ابن الخطاب وفيه محلات بيع ملابس وسيدات يسحبن أطفالهن ليشتروا لهم ملابس العيد الذي جاء فجأة، والأطفال يبكون، وأهاليهم يطمنوهم بأنهم سيشترون لهم الآن الملابس الناقصة. 
وكتب سعد الدين وهبة مسرحيته "سبع سواقي" معتمدا على الصراع الذي يحدث كل عام في تحديد أول أيام العيد، فلو كنا على وفاق مع السعودية سرنا معها، ولو كانت مواقفنا السياسية مختلفة تعارضنا معها، واعتمد سعد الدين وهبة في كتابة مسرحيته على مسرحية "ثورة الموتى"، لاروين شو ترجمة فؤاد دوارة. والتي تدور أحداثها حول مجموعة من الجنود الذين ماتوا في الحرب العالمية الثانية وقد خرجوا من مقابرهم في ثورة مطالبين بمحاكمة من قدمهم للحرب دون مبرر. 
ما أتذكره في مسرحية سعد الدين وهبة أن عاهرة ضاقت بشهر رمضان فعملها يتوقف في هذا الشهر، فالبعض يبتعد عن الخطيئة فيه، واستعدت لعملها الذي سيعود مع صباح يوم العيد، لكن الدولة قررت فجأة أن غدا آخر أيام رمضان، فثارت العاهرة وصاحت: "يعني اختلافهم السياسي ما يجيش إلا على راسي، ما هما مختلفين في كل شيء اشمعنى اتفقوا دلوقتي؟!". 
كان مقر عملها قريبا جدا من المدافن، فوجدت مجموعة من الناس تخرج من المدافن، اتضح أنهم من ماتوا في حرب 67، يطالبون بمحاكمة من قدمهم للحرب دون استعداد، فتسببوا في موتهم، وفي المسرحية قضايا كثيرة يناقشها سعد الدين وهبة الأسلحة الفاسدة في حرب 48 والقيادة الفاسدة في حرب 67. ولكن ما يعنيني هنا هو رؤية الهلال وبداية العيد الذي اختلفنا فيه هذا العام.