علي العزي فنان متعدد الوسائط بـ'هبة' تداخل الحواس

الفنان العراقي يعد الحالة الأولى والوحيدة المسجلة رسمياً كمصاب باضطراب 'سيناستيت' العصبي من الدول العربية حتى هذه اللحظة ما يمكنه من رؤية الألوان المصاحبة لكل ماهو مسموع ومكتوب وللأيام والأشهر ككينونة وليس كإسم.
ولدت بظاهرة تداخل الحواس التي يتمتع بها تقريباً 4% من سكان العالم
أتمتع برؤية الألوان المصاحبة لكل ماهو مسموع ومكتوب وللأيام والأشهر ككينونة
عندما أود تأليف قطعة موسيقية أعزف جملة وأولف على ضوء اللون المصاحب لها
أي شخص متداخل حواس عندما يفصح عن تمتعه بهذه الظاهرة الجميلة يتم قمعه
أعمل على تهيئة قاعدة للإنطلاق لنشر الوعي المجتمعي بخصوص هذه الظاهرة

علي العزي متداخل حواس (سيناستيت) فنان متعدد الوسائط وكاتب، ولد في بغداد في 13 شباط/فبراير عام  1985، حصل على درجة البكلوريوس في علوم الحاسبات من كلية التراث الجامعة في بغداد عام 2008، بدأ مع الكتابة والفن منذ عام2001، شارك في العديد من المحافل الفنية محلياً حتى عام 2011، ومنذ أكثر من 11عاماً كانت له مشاركات تشكيلية وفوتوغرافية وموسيقية عربياً وعالمياً، وكذلك يعد الحالة الأولى والوحيدة المسجلة رسمياً كمتداخل حواس (سيناستيت) من الدول العربية حتى هذه اللحظة، ممثل العراق والدول العربية كمتداخل حواس (سيناستيت) وعضو في الرابطة العالمية لمتداخلي الحواس والفنانين والعلماء، وممثل لمنظمة رحلة من خلال الحواس الدولية في العراق وفي الشرق الأوسط واضافة الى معارضه الشخصية لديه مساهمات ومشاركات متنوعة في معارض تشكيل وكتب ومهرجانات ومؤتمرات محلية وعربية وعالمية وحاز على جوائز ومراكز متقدمة هنا وهناك في أكثر من منظمة محلية وعربية وعالمية.

كما إرتأت شركة مشاريع إبداعية للحلول البرمجية والتسويقية والإدارية أن تقدم إلى السيناستيت والفنان والكاتب علي العزي، موقعاً الكترونياً تعريفياً بالعزي على الرابط https://alialezzi.com/ نظير جهوده المستمرة والمتواصلة لنشر الوعي المحلي والعربي حول هبة تداخل الحواس (السيناستيجيا)، واعتمدت الشركة عبارة "الفنان والظاهرة علي العزي" كمفتاح بحث باللغة العربية عند البحث عن الموقع عربياً، حيث أن مفاتيح البحث عن الفنان والظاهرة علي العزي في محركات البحث ضمن الشبكة العنكبوتية، قد وصلت إلى خمس لغات وهي : العربية، الإنكليزية، الألمانية، الإيطالية والروسية..

ووفقاً لكل هذه الاهتمامات والمواهب المتنوعة تميز بجرأته التي إنعكست على أعماله التشكيلية والموسيقية وكتاباته، ويرى بأن الإبداع سيكون مشوهاً إذا وقف عند حدود نوع معين، ووُصِف عمله الروائي الأول بـ"رواية الوطن الجريح"، وقالوا عن حالته الخاصة مع الموسيقى بإنها "إنعكاس لعمق كبير مما يتمتع به من موهبة عظيمة" إنه السيناستيت والفنان والكاتب علي العزي الذي توقفنا معه في هذا الحوار الشامل عند تجاربه الإبداعية المتنوعة التي تبدو غريبة للوهلة الأولى على غير المتخصصين أو العارفين:                                                                                 

*أنت لم تدرس الموسيقى كتخصص أكاديمي، ونقلاً عنك فأنت لا تستطيع أن تكتب أو تقرأ النوتات الموسيقية، فكيف تمكنت من تأليف وعزف مؤلفاتك الموسيقية والتي إستطاعت أن تنافس موسيقيين محترفين في مسابقة موسيقية على صعيد الوطن العربي؟

- بحكم ما أتمتع به من هبة تداخل الحواس (السيناستيجيا) أستطيع تأليف وعزف القطع الموسيقية الخاصة بي.                                

 *هل لك أن توضح أكثر عن ذلك؟

- ولدت بظاهرة يتمتع بها تقريباً فقط 4% من سكان العالم أجمع ألا وهي ظاهرة تداخل الحواس (السيناستيجيا) وتعريف هذه الظاهرة بشكل مقتضب هي ظاهرة عصبية يؤدي فيها تحفيز مسار حسي أو معرفي إلى تجارب تلقائية لا إرادية في مسار حسي أو معرفي ثان. للسيناستيجيا أنواع عدة وفي حالتي أنا أتمتع بثلاثة أنواع وهي:

- رؤية ألوان مصاحبة لكل ماهو مسموع.

- رؤية ألوان مصاحبة لكل ماهو مكتوب مثلاً الارقام و الأحرف.

- رؤية الوان مصاحبة للأيام والأشهر ككينونة وليس كإسم.

عندما أود تأليف قطعة موسيقية بداية أعزف جملة موسيقية وعلى ضوء اللون المصاحب لهذه الجملة أتمكن من تأليف هذه القطعة، مثلاً إذا عزفت جملة باللون الأزرق أكمل بقية القطعة ضمن الإطارذاته.. في عام 2013 تمكنت من المشاركة في مسابقة "سمعَّنا" التي نظمها فرع مؤسسة المورد الثقافي في القاهرة وتمكنت من منافسة موسيقيين محترفين في دار الأوبرا المصرية وفرق تونسية محترفة والعديد من الملحنين على صعيد الوطن العربي، وحازت - وقتها - مؤلفاتي الموسيقية المشاركة في هذه المسابقة على أصداء طيبة في لبنان وبعض دول الخليج العربي.                                                  

* بيكاسو سلفادور دالي مونييه شاغال خوان ميرو فينسنت فان كوخ وفاسيللي كاندينسكي هؤلاء الفنانون يمثلون أبرز الفنانين التشكيليين في مختلف العصور كيف تم إدراج إسمك إلى جانب هؤلاء الفنانين الكبار؟

- في إحدى جلسات مزاده  في الحادي عشر من مارس/شباط عام 2015 عرض مزاد كودنر الذي يعد واحداً من أعرق المزادات في الولايات المتحدة الأمريكية وتأسس في عام 1906، أحد أعمالي التشكيلية إلى جانب أعمال تشكيلية لبيكاسو ودالي وشاغال ومونييه وميرو وتم بيع العمل في هذه الجلسة، وعلى أثر ذلك تم إدراج إسمي وتوقيعي في موقع (فايند آرت إنفو) والذي يعنى بتوثيق أبرز الفنانين التشكيليين في العالم على مر العصور ، ليتم جمعي مرة أخرى مع بيكاسو ودالي وشاغال ومونييه وخوان ميرو... وفي مطلع هذا العام أعد موقع "سيناستيجيا تري" الألكتروني الذي تتم إدارته من قبل جامعة قرطبة الإسبانية، قائمة بأبرز الفنانين ممن يتمتعون بهبة تداخل الحواس "السيناستيجيا" كذلك على مر العصور، وتم إدراجي بهذه القائمة إلى جانب فان كوخ وفاسيللي كاندينيسكي وكوكبة من فنانين تشكيليين من أمريكا الشمالية والصين وأستراليا و نيوزلندا وأوربا.                                                   

* أحد أعمالك الفوتوغرافية التي نفذتها في مصر، وتحديداً عن الأهرامات، تم نشرها في الموقع الألكتروني الرسمي لمؤسسة ناشيونال جيوغرافيك، وتم إختيارها لتكون من أكثر الصور التي تأسر السائح عند زيارته لمصر، هل لك أن تحدثنا أكثر عن هذا العمل الفوتوغرافي؟

- تم ذلك عندما إرتأت كاتبة الأسفارالبريطانية كارين غاردنر أن تختار أحد أعمالي الفوتوغرافية التي نفذتها في مصر وتحديدا لأهرامات الجيزة، على أن تكون الصورة التي من الممكن أن تأسر السائح أثناء زيارته لمصر في مقالة أعدتها لهذا الغرض، وتم نشرها في الموقع الألكتروني الرسمي لمؤسسة ناشيونال جيوغرافيك

 أحد أعماله االفوتوغرافية التي نفذها في مصر ونشرها الموقغ الرسمي ناشيونال جيوغرافيك
تم إختيارها لتكون من أكثر الصور التي تأسر السائح عند زيارته لمصر

* هبة تداخل الحواس (السيناستيجيا) هل تعد المعين الرئيسي لمجالاتك الإبداعية في الفن التشكيلي، والفوتوغرافي، والتأليف الموسيقي، وحتى على صعيد الكتابة وتصميم الأزياء الخاصة بك؟

- هبة تداخل الحواس (السيناستيجيا) هي حالة نولد بها أي هي ليست مكتسبة، وتستطيع أن تقول أنها تعد الآن من أبرز مميزات الهوية الشخصية والفنية لي، إعتمدت على هذه الهبة بشكل مطلق فقط فيما يخص مجال تأليف قطعي الموسيقية وعزفها، وأستوحي منها من وقت لآخر بعض المجاميع التشكيلية على سبيل المثال مجموعة اليوم الثامن ومجموعة 12.

* بحكم كونك تمثل العراق والوطن العربي فيما يخص هبة تداخل الحواس (السيناستيجيا)، وتمثل إحدى أهم المنظمات العالمية ضمن هذا الإطار في العراق وفي الشرق الأوسط، ألا تجد أن إختلاف دورك مرة بتمثيل العراق والوطن العربي في العالم الغربي وتمثيل العالم الغربي في العراق والوطن العربي يتطلب منك أدوات ولغة خطاب مختلفة؟

- هذا الأمر شكل لي في بادئ الأمر تحدياً صعباً وكبيراً إلا أن الوقت كان كفيلاً بأن يجعلني أتمكن من تأدية هذه المهمة على أتم وجه، والدليل إختياري الدائم من قبل أبرز الجامعات الغربية لتمثيل العراق والوطن العربي في جميع المحافل العلمية والفنية التي تتعلق بهبة تداخل الحواس (السيناستيجيا)، أما محلياً وعربياً حالياً أعمل على تهيئة قاعدة صلبة للإنطلاق بخطوات ثابتة وغير متعثرة فيما يخص نشر الوعي المجتمعي بخصوص هذه الظاهرة الجميلة والتي تم رصدها قبل أكثر من 200عام، مع عظيم الأسف أن المجتمع العراقي والمجتمع العربي تداول أموراً مغلوطة عن هذه الظاهرة خلال الثمانية أو العشرة أعوام الماضية، ولم تنصف حقيقة هذه الظاهرة سوى الباحثة في مجال التاريخ الشيخة حصة بنت حمود آل خليفة في محاضرة ألقتها في متحف البحرين الوطني بتاريخ السابع من شهر شباط من عام 2016 فقط ولم يتم تداول هذا الموضوع عربياً أو محلياً حتى هذه اللحظة.                      

* هل تراودك فكرة إقامة حدث أو محاضرة هنا في العراق لشرح ظاهرة تداخل الحواس (السيناستيجيا) بشكل دقيق ومحترف؟

- كان من المفترض أن يقام في بغداد في الثاني والعشرين  من شهر مارس/آذار الماضي حدث كان يمكن أن يعد الحدث الأول من نوعه على الإطلاق في جميع الدول العربية، ألا وهو العين الثالثة وبرعاية منظمة (رحلة من خلال الحواس الدولية)، وكان من المفترض أن يتم التطرق من خلال هذا الحدث إلى الجوانب الإبداعية لظاهرة تداخل الحواس (السيناستيجيا)، وكيف لهذه الظاهرة أن تمهد الطريق لظهور جيل جديد من المبدعين، إلا أن الجهة التي تم إستئجار إحدى قاعاتها لهذا الغرض قررت قبل أيام معدودات من إنطلاق الحدث أن تلغيه  بقرار لارجعة فيه ولا تريث.

* ما سبب هذا الإلغاء برأيك؟!

- حتى هذه اللحظة لا أعلم سبب هذا الإلغاء...!

* لو تم هذا الحدث وفق ماهو مخطط له ماذا كانت ستكون إنعكاساته على المجتمع وكيف سيغير الفكرة العربية السلبية السائدة عن هذه الظاهرة؟

- مع كل الأسف حتى هذه اللحظة، في الوطن العربي والعراق، أي شخص متداخل حواس (سيناستيت)عندما يفصح عما يتمتع به من هذه الظاهرة الجميلة  والفريدة يتم قمعه ونهره والتنمر عليه بحجة أنه مجنون أو يعاني من الهلوسة !!!، هذا الأمر لمسته لمس اليد عندما كنت أتلقى رسائل من أشخاص من العراق والوطن العربي بعدما كانوا يشاهدون إطلالاتي التلفزيونية وأنا أتحدث عن هذا الموضوع بطريقة علمية سلسة، وكان من المفترض أن يمهد هذا الحدث الطريق نحو جيل جديد من المبدعين في مختلف المجالات وذلك بتعريف واطلاع الآباء والأمهات على ضرورة عدم التعدي اللفظي والجسدي على الطفل عندما يفصح عما يتمتع به من "السيناستيجي" ظناً منهم أنه ضرب من ضروب الجنون، المتداخل الحواس  تشريحياً يكون دماغه مختلف وهذا الإختلاف يساعده على أن يتمتع بذاكرة ممتازة وبذهن حاد وإمكانية نجاحه في أي مجال يود العمل والإبداع فيه.

*لننتقل الى آخر أخبارك ونشاطاتك الفنية المتعددة؟

- في مجال التشكيل تم تأكيد مشاركتي في بينالي فينيسيا الدولي في دورته التاسعة والخمسين، بلوحة "الطوفان"، وكذلك تأكيد مشاركتي بلوحة "يوم القيامة" في محفل "سويس آرت إكسبو العالمي" الذي يقام بشكل دوري في مدينة زيورخ السويسرية، أما في مجال الموسيقى فقد انتهيت من تسجيل أكثر من عشر مؤلفات موسيقية وأنوي طرحها في مطلع تموز المقبل من خلال قناتي ضمن موقع اليوتيوب، وعلى صعيد الكتابة إنتهيت من تأليف عملين روائيين وكذلك إنتهيت من ترجمة كلا العملين إلى اللغة الإنكليزية.             

* كلمة أخيرة ..

- أنا جدا شاكر لإتاحة الفرصة لي للحديث عن هذا الموضوع ، ظاهرة وهبة تداخل الحواس.