فنان الفوتوغرافيا وشواغل الصورة عمر عبادة حرزالله

الفتى المنستيري له قصة حياة مع الصورة وأدواتها من آلات التصويرو أكسسواراتها الى التجوال في الأمكنة بعين القلب.

الفن بما هو فسحة باذخة في الحياة حيث النظر بعين القلب لا بعين الوجه.. ثمة ما يشير الى الحلم المبثوث في الأرجاء بينما فتية هاموا باللون والتشكيل والابداع الجمالي ومنه الصورة وأدوات الفوتوغرافيا  وقد توزعوا وسط أجواء مفعمة بالفن وتنويعاته وألوانه.

هاهو الفتى المنستيري ومن أزمنة أولى والى يوم الفن هذا وهو يعانق شيئا من ألق الآلة العجيبة التي سميناها "المصورة" حبا وشغفا بما تنتجه من لمعان وبهان بينين في الصورة وهي تنطوي على نص قابل لتعدد القراءات والنظر والتأويل.

عشق "المصورة " قبل امتهان فنونها ومثلت له الرفقة والحميمية وعالمه الرحب في سفر يعود الى حوالي ستة عقود لتتنوع فنونها وتقنياتها وماركاتها وأماراتها لكن العنوان بقي على حاله وهو الفتنة والسحر.. فتنة الصورة وسحر مضامينها وجماليات التذكر تجاهها وفق أنساق بين التوثيق والتذكر والقول البليغ ضمن انشائية المعنى وما تحيل اليه.

الفنان الفوتوغرافي وصاحب متحف الصورة وآلات التصوير والمشاركات المتعددة وطنيا وعربيا ودوليا.. عمر عبادة حرزالله الذي تقرأفي أعماله من خلال معارضه الفوتوغرافية المتعددة شيئا من أحوال الأمكنة والناس والتفاصيل منها المدن والنسوة والفعاليات الثقافية حيث الخيل وفنون السباق والرماية وغير ذلك.

من أعماله الجميلة تلك الوجوه لعدد من نساء البلاد وما يحيل اليه الاشتغال الفني عليها من فاصيل كامنة وذالة وبارزة تشير للجهة وتراقها وفنونها وظروفها وأحوالها الحضارية عموما.. تتعدد الوجوه بتقاسيمها وتلوينات عناصرها ومنها الوشم واللباس والنظرات العميقة والمعبرة أكثر من روايات سطحية عابرة.

وجوه نساء من شمال وجنوب وشرق وغرب حيث الالتقاء في نقطة الجوهر والكنه ونعني ما هو عميق وأصيل وحقيقي.

مثل طفل أنيق يستهويه شأن تجميع اللعب والنظر الى جمالها ووظائفها وما يحدثه كل ذلك من متعة.

ويجمع الفنان عمرعبادة حرزالله عددا مهما من آلات الصورة من" المصورة " الى"الفلاشات" الى الأكسسوارات المختلفة ضمن عملية التصوير فضلا عن الألبومات الحاوية للصورة ومنها صور قديمة لتونسنا تعود لأكثر من قرن وآلة تصفح صور ثلاثية الأبعاد قديمة الصنع.

تتجول بين كل هذه المكونات للمتحف العمري فتسعد بالنظر وتستمتع بالصور والأحوال والآلات زمن الضجيج والفراغ.

في هذا المتحف وضمن هذه المسيرة مع الصورة والآلة الفوتوغرافية ومشتقاتهما تحدث الفنان وصاحب متحف الفوتوغرافيا وآلات التصوير السيد عمر عبادة حرزالله عن تجربته وعن حكايته مع الصورة وآلاتها القديمة والحديثة حيث قام بعرض خاص في الغرض ليتم تكريمه عذيد المرات وفي مناسبات مهرجاناتية تونسية وعربية شتى.

ولعمر عبادة حرزالله  قصة حياة مع الصورة وأدواتها من آلات التصوير الى التجوال في الأمكنة بعين ترصد كل ما به تسعد العين.

وعمر عبادة حرزالله مسافر في المكان المتعدد زاده قلب ونظر وعشق وعين وهي تقنص صورها في كثير من التعبيرية والجمال.. الصورة مجال حكي وتغني غالبا عن الكلام.

الفنان عمر في مشاركاته المتعددة في تونس وخارجها كان ينقل ومن خلال معارضه شيئا من الأحوال حيث المشاهد والطبيعة والمرأة متعددة الحضور والجهات في لباسها المتعدد والتراث والخيول والفرسان.

تتجول مع عدسة سي حرزالله لتجد نفسك تجاه أحوال شتى يجمع بينها سحر الآلة تنقل الحالة بكثير من الجمال.. الصورة عنده عنوان جدل بين الحالة والآلة وبكثير من لعبة الفن وخطابه متعدد النظرات والكلمات..في هذه الفسحة من التأليف بالصورة عبر سنوات العمر قدم الفنان حرزالله تجربته مع الصورة فضلا عن معرض لما جمعه من آلات فوتوغرافية.

هكذا هي قصة الحب الجنوني لفنان تخير الصورة و"المصورة" لدرب ما يزال مفتوحا منذ حوالي ستة عقود وبعد خبرات حياة يسعى سي عمر الى الاحتفاء أكثر بمجالات هذا الفن ذيذنه في ذلك العمل المضني والجميل في لذته حيث أشار الى الاعذاذ لمشروع مهرجان يرى النور قريبا بحاضرة تونس ويخص الفوتوغرافيا وفنون الصورة من خلال معارض ومحاضرات وكذلك بعث جائزة مهمة في الغرض.

وفنان ومسيرة وحلم على الطريق.. طريق الصورة ولمعان أحوالها والفوتوغرافيا وشؤونها وشجونها بكثير من شغف الطفولة بل عبثها الجميل زمن الفراغ والتسطيح والسقوط والتذاعيات المريبة.

والصورة هنا وعند عمر عبادة حرزالله عنوان لافت للجمال والبهاء والرفعة حتى في أحوال الشدة والفاقة والواقع الصعب والمأزوم.