لا مكان للتنمر على انستغرام

منصة التواصل المملوكة لفيسبوك تستعد لإطلاق ميزة 'تقييد التفاعل' في أنحاء العالم بعد نجاح اختبارها، وتمكن المستخدمين من حماية أنفسهم من التنمر عبر الإنترنت وخلق بيئة آمنة للتواصل.

واشنطن - تتأهب منصة التواصل الاجتماعي العملاقة إنستغرام الى إطلاق أداة جديدة تدعى "تقييد التفاعل" (Restrict)  لمحاربة التنمر على منصتها.
 وتوعدت منصة تبادل الصور والفيديوهات والمفضلة لدى نجوم الفن والاعلام والرياضة بالخصوص وحتى الشباب بإخفاء المحتوى المسيء في التعليقات.
ويمكن وضع الميزة الجديدة عن طريق الوصول إلى خيار الخصوصية في قائمة الإعدادات والنقر عليها لاختيار أداة التقييد (Restrict)، أو تقييد المتنمر مباشرة من ملف تعريف حسابه. 
وتستعد إنستغرام لطرح الميزة الجديدة رسميا في جميع أنحاء العالم بعد نجاح اختبارها في مرحلة أولى.
وتتيح الأداة للمستخدمين "حماية أنفسهم" من التنمر عبر الإنترنت عن طريق "تقييد" حساب أي مستخدم، وبالتالي فإن تعليقاته على منشورات الشخص المتعرض للتنمر ستظهر لصاحب التعليق فقط، وفقا لما نشرته إنستغرام في مدونتها الإلكترونية.
كما أن تقييد المستخدم سيمنعه من معرفة إن كانت متصلاً بالانترنت او لا أو متى قرأت رسائله الخاصة. 
واعتبر متابعون إنها الميزة الجديدة بمثابة حالة وسط بين المتابعة والحذف لتقديم حلّاً يرضي جميع الأطراف.
 والخاصية الجديدة ستساهم في تجنب حظر المتابعة الذي قد يسبب مشكلات أكبر ويعرض المستخدم للمزيد من الإساءة والعدوانية عبر استخدام حسابات أخرى.
وقال آدم موسيري، مدير إنستغرام، إن الهدف من أداة التقييد هو تمكين المستخدمين من مراقبة ما يقوم به المتنمر عبر الإنترنت مع حجب محاولاته الاتصال بـ"الضحية" بصمت.
واضاف في منشور على الانترنت: "أردنا إنشاء ميزة تسمح للناس بالتحكم في تجربة انستغرام الخاصة بهم، دون إخطار شخص قد يستهدفهم، وبمجرّد تقييد شخص ما، ستكون التعليقات على مشاركاتك من هذا الشخص مرئية فقط له، كما يمكنك اختيار جعل تعليقات شخص مقيّد مرئية للآخرين من خلال الموافقة على تعليقاتهم".
وتعول المنصة المملوكة لفيسبوك على الذكاء الصناعي لتقصي محاولات التنمر الإلكتروني، أو أي محتوى يهدف لإلحاق الأذى بمستخدميها، سواء كان ذلك من خلال التعليقات أو الصور أو مقاطع الفيديو.
ولحماية مستخدميها من التنمر الإلكتروني والتعليقات المسيئة، طرحت منصة إنستغرام حزمة خصائص مستعينة بالذكاء الصناعي.
وتعتمد خاصية سابقة على تنبيه المستخدمين بأن تعليقهم يُعتبر مهيناً أو غير لائق قبل نشره بهدف دفعهم لإعادة التفكير فيما تمت كتابته.
وتمنح الميزة القديمة لمستخدمي إنستغرام فرصة التراجع عن وضع تعليق غير لائق، وتجنبه وصول إشعار هذا التعليق للمتلقي.
وأظهرت الاختبارات أنّ هذه الخاصية شجعت بعض الأشخاص على التراجع عن تعليقاتهم المسيئة ومشاركة شيء آخر غير مسيء بمجرد أن أعادوا التفكير في تعليقاتهم.
وتطورت قدرات انستغرام في استخدام الذكاء الاصطناعي لدرجة أنها أصبحت تخبر المستخدم إن كان تعليقه يدخل في خانة التنمر الالكتروني قبل نشره.

مواقع التواصل
التنمر الالكتروني يغزو مواقع التواصل

فأثناء كتابة التعليق تقوم خوارزميات الذكاء لدى انستغرام بفحص محتوى الكلام وتفسيره قبل نشره وذلك في محاولة منها لردع المستخدم من نشر التعليقات العنيفة والجارحة والمسيئة للغير.
وقال آدم موسيري مدير انستغرام: " يتمثل دورنا في ربط المستخدمين بالأشخاص والأشياء التي يحبونها، ولن يتم ذلك إلا في حال شعر الناس بالارتياح في التعبير عن أنفسهم عبر انستغرام، ونحن نعلم أن التنمّر هو تحدي يعاني منه الجميع، وخاصة الشباب. لذلك نحن تلتزم بأن يكون لنا دوراً ريادياً في مكافحة التنمر الإلكتروني، ونحن نراقب باستمرار التجربة التي يقدمها انستغرام بأكملها للوفاء بهذا الالتزام. "
وأضاف: "من مسؤوليتنا خلق بيئة آمنة للتواصل على انستغرام. ولطالما كانت هذه إحدى أهم أولوياتنا لوقت طويل، ونحن نستمر في الاستثمار في فهم هذه الظاهرة ومعالجتها بشكل أفضل".
ويعرف "مركز أبحاث التنمر الإلكتروني" التنمر الإلكتروني بأنه الضرر المتعمد والمتكرر الذي يتم إحداثه من خلال استخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية.
  والتنمر التقليدي يسمح للضحية بالهروب عن طريق العودة إلى البيت أو تجنب مخالطة الآخرين. لكن في الفضاء الإلكتروني لا يوجد ملاذ آمن له طالما أنه يحمل هاتفه المحمول أو يستخدم جهاز الكمبيوتر الخاص به.
ويوضح "مركز أبحاث التنمر الإلكتروني" أن الاتصال بشبكة الإنترنت يعني أن النصوص ورسائل البريد الإلكتروني والدردشات والمشاركات يمكن أن تصل للمستخدم دون استئذان أو سابق إنذار. 
والتنمر الإلكتروني يواجه الصغار والكبار على حد السواء. ويمكن للمتنمر أن يختبئ وراء ملف شخصي وهمي، أو ينتحل هوية شخص آخر، وبنقرة واحدة يتعمد نشر صورا عنيفة أو مؤذية أو مهينة. 
وبمجرد دخول هذه الصور حيز الإعجاب والمشاركة يصبح حذفها وتعافي أصحابها من آثارها في غاية الصعوبة.