لقاح الكورونا أثبت أن "العلم لا يكيل بالباذنجان"

بعد مجهودات خرافية من علماء (العالم المتقدم) ظهر بريق أمل لإنتاج اللقاح الناجع.
هناك 14 لقاحا يجري إما إنتاجها بالفعل أو في مرحلة التجارب النهائية
مراكز الأبحاث في الدول المتخلفة هي أكثر من "الهم على القلب"

منذ بداية انتشار وباء "فيروس الكورونا المستجد" في بداية العام الحالي والعالم كله (أقصد العالم المتقدم) يتسابق من أجل إكتشاف العلاج وطبعا اللقاح اللازم لإيقاف هذا الوباء والذي أودى بحياة مئات الألوف حول العالم وأصاب بالشلل العديد من الأعمال كما أصبح عبئا لا يحتمل على الأجهزة الصحية في كل أنحاء العالم.
وبعد مجهودات خرافية من علماء (العالم المتقدم) ظهر بريق أمل لإنتاج اللقاح الناجع، وقد قمت بعمل بحث عن طريق الحاج جوجل (طيب الله ثراه وأكثر من أمثاله) عن إحتمالات اللقاحات الممكنة، وإكتشفت أن هناك 14 لقاحا يجري إما إنتاجها بالفعل أو في مرحلة التجارب النهائية، ولمن يرغب في معرفة تفاصيل كل لقاح يمكنه الضغط على هذا الرابط من جريدة الفاينانشيال تايمز:

Covid vaccine tracker: How do the leading jabs compare? | Financial Times (ft.com)

وهناك ثلاثة لقاحات من أميركا، وخمسة لقاحات من الصين، ولقاح من روسيا، ولقاح من الهند، ولقاحان بالتعاون بين أميركا وألمانيا، ولقاح من إنجلترا، ولقاح بالتعاون بين إنجلترا وكندا.
وأكثر تلك اللقاحات فعالية حتى الآن هي لقاح شركة فايزر (أميركا) بالتعاون مع شركة بيونتيك (ألمانيا)، يليها لقاح شركة موديرنا (أميركا) ولقاح سبوتنك (روسيا) حيث بلغت نسبة الفعالية 95%، يليها اللقاح سينوفارم 2 (الصين) بنسبة فعالية 86% ويليه لقاح جامعة أكسفورد وشركة أسترازينيكا (إنجلترا) بنسبة فعالية 70%، أما باقي اللقاحات فغير معروف نسبة الفعالية حتى الآن.
وكل ما أرجوه أن يشهد العالم في عام 2021 بداية الإنفراج في مقاومة هذا الوباء اللعين الذي سبب - ولا يزال يسبب - الذعر والشلل حول العالم.
ومع كل الأخبار المفرحة عن نجاح تلك اللقاحات أخذت أتساءل بحسرة: أين نحن من كل هذه الإكتشافات؟ ألم يصيبنا الفيروس كما أصاب الملايين حول العالم؟ أين مليار وثمانمائة مليون مسلم؟ وأين مليار وثلاثمائة مليون أفريقي؟ وأين ثلاثمائة وثمانون مليون عربي؟ وأين مائتي وثلاثون مليون أندونيسي (أكبر بلد إسلامي)؟ كل مئات الملايين تلك وقفت موقف المتفرج والمنتظر لعلماء العالم المتقدم والذي نلعنه صباح مساء، بل ونتهمه بالكفر والإلحاد في كثير من الأحيان.
والحقيقة أن مراكز الأبحاث في كل هذه الدول المتخلفة هي أكثر من "الهم على القلب"، وكلها والحمد لله مكدسة بالموظفين والفراشين و"العلماء" وكذلك تجد هناك القطط والكلاب الضالة. وأين "علماء المسلمين" ؟؟ أم أن هؤلاء العلماء لا يفقهون إلا في حجاب وعورة المرأة؟ وأين ما نصحنا به الرسول الكريم: "إطلبوا العلم ولو في الصين"، وبالطبع عندما أمر الرسول بطلب العلم ولو في الصين لم يقصد علم حجاب وعورة المرأة ولكن قصد طلب العلوم الحديثة.
وقد تتحجج بعض مراكز الأبحاث بـ "نقص الإمكانيات" وهذا وارد طبعا وسبب وجيه، ولكن بالله عليكم دلوني على اختراع واحد أو دواء واحد أو اكتشاف واحد استفادت منه البشرية، وجاء من مراكز الأبحاث المنتشرة لدينا؟ إختراع واحد فقط حتى لو قلم رصاص أو أستيكة أو لبيسة أحذية؟؟ 

هناك في الشرق الأوسط دول مركزية تتنافس فيما بينها على النفوذ الإقليمي بل وتحارب بالوكالة أحيانا وهذه الدول هي مصر (100 مليون وأكبر دولة عربية)، وتركيا (80 مليون عضو حلف الناتو وأكبر دولة متقدمة في المنطقة)، وإيران (80 مليون وأكبر دولة شيعية)، والسعودية (أكبر دولة مصدرة للبترول)، وكل هذه الدول مجتمعة لديها مراكز أبحاث منذ بداية القرن الماضي بدون أي نتيجة تذكر لفائدة البشرية، وكل همها هو محاولة زيادة قوتها العسكرية، أليس مخجلا بأنه على قائمة أكبر دول مستوردة للأسحة في العالم توجد أربع دول من منطقة الشرق الأوسط؟
لو كان عندما دم وقليل من الحياء لإعتبرنا فشلنا في عمل أي شيء لعلاج أو اكتشاف لقاح ضد فيروس الكورونا، بداية لتغيير مفاهيم العلم والعلماء لدينا، يجب إعتبار أن العلم والمعرفة هما أساس الحضارة والصحة وسلامة الإنسان، يجب أن نحترم العلم والعلماء (أقصد العلماء بحق وحقيقي وليس علماء حجاب وعورة المرأة) أليس مخجلا أن علماء حجاب وعورة المرأة يتكسبون من أحاديثهم وكتبهم أضعاف وأضعاف العلماء الحقيقيين؟ أليس مخجلا أن هناك آلاف المدارس الدينية والتي تعلم الأطفال والشباب حفظ أشياء وأشياء موجودة الآن على الموبايل، ولا تعلمهم من أمور العلوم الحديثة إلا ما ندر، وبعد ذلك نتعجب ونشكو من إنتشار التطرف والإرهاب.
فليكن فشلنا أمام فيروس الكورونا فرصة لإستعادة أمجاد علماء المسلمين الأقدمين الحقيقية أمثال ابن سينا والحسن البصري والخوارزمي وابن رشد وابن الهيثم وغيرهم ممن أناروا ومهدوا الطريق لحضارة عظيمة بالأندلس إمتد نورها إلى أوروبا والعالم. 
إنها فرصة حقيقية لإطلاق حملة كبرى للاهتمام بالتعليم والعلوم الحديثة، ولو أنفقنا على العلم والصحة نصف ما نصرف على الأسلحة والحروب، لكنا في أفضل حال مما هو حالنا الآن نستجدي لقاح الكورونا من كل أنحاء العالم. يجب أن نؤمن حقيقة بأن "العلم لا يكيل بثمن" ولا "يكيل بالباذنجان" كما جاء بمسرحية مدرسة المشاغبين!