مشاهير هوليوود على شفا الموت!

عضلة قلب اليزابيت تايلور توقفت وشعرت بنفسها ترتفع فوق جسدها عاليًا ناحية سقف الغرفة. ومن أعلى لاحظت الأطباء وهم في حالة فزع. يقولون: "لقد خسرناها.
خضت غمار التجربة بنفسي، وعدت منها لأحكيها لكم.. فصبرًا جميلًا
كلينت والكر يروي تجربته عندما توقف قلبه عن العمل، وأعلن الأطباء نبأ وفاته

لم أكن أدري أن ما مَرَرّت به منذ عدة سنوات قد مرَّ به كثيرون غيري عبر العالم بقاراته المختلفة وأطرافه المترامية. ولم أعرف أنها كانت تجربة خطيرة ونادرة الحدوث، ولها خصائصها التي يُجمع عليها أغلب مَنْ أنعم الله عليهم بخوضها. 
أحدثكم اليوم عن تجربتي في الاقتراب من حافة الموت، أو ما يُطلق عليها الغرب NDE . وكما سبق لي أن أشرت لم أكن على دراية قط بهذه الظاهرة، كما لم أتحدث عما مررت به لأحد طوال سنوات. 
وعندما أطلعتني زوجتي على عدد من شهادات بشر مروا بهذه التجربة، موثقة على اليوتيوب تأكدت أنني في زمرتهم، وشعرت أنني أريد أن أبوح لكم  بما حدث لي، بعد أن لمست صدق من شاهدتهم، وكنت قد لجأت إلى صديقي الطبيب المصري الأميركي والروائي شريف مليكة في هذا الصدد فوجدت أنه يثق في صدق هذه التجارب. 
إنني أعلم أنها حقيقية والدليل يقبع بداخلي أنا، لأنني خضت غمارها بنفسي، وعدت منها لأحكيها لكم.. فصبرًا جميلًا. 
في مستشفى للعيون بشارع الميرغني في مصر الجديدة، جلست في الردهة أنتظر دوري للدخول ليعملوا تصويرًا لجزء من عيني بواسطة أشعة ملونة عن طريق الحقن اللحظي بـ"صبغة الفلوريسين" أثناء التقاط الصور للعين عبر الكمبيوتر كما طلب الطبيب الذي أصر على إخضاع حالتي لبحث يقوم به لعلاج ضمور الماقولة عبر استخدام الخلايا الجزعية، رغم أنني أخبرته أنني غير راغب في الخضوع لهذا النمط من العلاج. ولكنها أوامره! 

مما أشعرني بخطورة ما حدث لي عندما تم حقني بـ"صبغة الفلوريسين الملونة" لتسري في عروقي وتصل إلى مخي وشبكية عيني، هو هذا الاستغراب الذي وصل إلى حد الذهول على وجه واحد من أشهر وأمهر أساتذة طب وجراحة العيون في مصر

على أية حال، ولجت داخل غرفة التصوير بالأشعة، وجلست في استسلام.. غرز طبيب الأشعة سن الإبرة في ذراعي الأيسر، وجعل يلتقط صورًا لشبكية عيني بمجرد سريان صبغة الفلوريسين في دمي، وصعودها إلى دماغي، شعرت بضيق في التنفس وغثيان. نبهت الطبيب إلى أنني على غير ما يرام، ولا بد من أن يتوقف فورًا عن ضخ الصبغة في أوردتي. ولكنه لم يكترث بي واستمر في التقاط الصور الواحدة تلو الأخرى. ضاق صدري وأخذت أنفاسي تبتعد عني. شعرت بأن هناك شيئًا ما يسعى للإندفاع من حلقومي إلى الخارج بينما أجاهد لأدفع الهواء للداخل. وكأنها حرب ضروس. حرب الوجود. انتفضت واقفًا. بعد إحساسي بأن هذا "الكيان" الذي يريد أن ينفلت من جسدي هو روحي التي حارَبَت من أجل بقائها في جسدي، وتوحدها به. وتدخلت العناية الإلهية لتأتمر "نفسي" بأمرها فيسري الهواء رويدًا رويدًا إلى رئتي اللتين كادتا أن تنطبقا إلى الأبد.
الحمد لله الذي أمهلني بعض الوقت في هذه الحياة كي أُكمل ما بقي لي من رسالة. 
هذه هي قصتي. أما عن بعض القصص التي سمعتها فمنها قصص لمشاهير السينما الهوليودية، الذين يتهمهم البعض بالمروق، ويظن البعض الآخر أن نهايتهم ستكون كارثية! 
ولكن على العكس من هذا تمامًا، فما قاله هؤلاء عن تجاربهم، وهم على حافة الموت، يجبر عقولنا على التفتح، والوثوق بأن أحكام البشر تختلف تمامًا عن حكم الله، وعن معرفته التامة بالشخص حلوه ومره، خيره وشرّه. 
ومن تلك التجارب التي لفتت انباهي تلك التي روتها نجمة السينما العالمية إليزابيث تيلور، التي مثلت ببراعة دور الملكة المصرية كليوباترا في الفيلم الأميركي الشهير. فقد روت أحداث الـ NDE الخاصة بها إلى مذيعة التليفزيون الشهيرة أيضًا أوبرا وينفري منذ عدة سنوات خلت، فتحدثت عن تجربتها التي مرت عليها نحو 30 عامًا عند وقت تصوير الحلقة. وذكرت أن عضلة قلبها توقفت. وشعرت بنفسها ترتفع فوق جسدها عاليًا ناحية سقف الغرفة. ومن أعلى لاحظت الأطباء وهم في حالة فزع. يقولون: "لقد خسرناها.. لقد رحلت". فحاولتْ أن تصرخ قائلة: "أنا موجودة". وجَرَّبت أن تحرك جسدها، ولكنها كانت بعيدة عنه. ومرت بنفق وكأنها تطفو، وتراءى لها فيه أشخاص، وغمرها ضوء أبيض دافئ كشمس مُرحبة، وشعرت أنها خفيفة بلا جاذبية، وأنها على سطح بحر من زئبق. ورأت شخصًا تحبه كان قد فارق الحياة قبل ثلاث سنوات؛ ففرحت وأرادت أن تظل معه. ولكنه قال لها، لم يحن وقت ذلك بعد، وإنها يجب أن تحارب من أجل العودة. إذ لا يمكن لها الآن أن تكمل الطريق نحو الحياة الأخرى. 
فوجدت نفسها بعد ذلك تعود مرة أخرى إلى الحياة الدنيا. ومن حولها أحد عشر طبيبًا. أخذت تروي عليهم ما حدث لها. 
لقد شعرت إليزابيث تيلور أنها يجب أن تبوح بتجربتها وإلا جُنت.  إلا أنها صمتت لسنوات ولم تُخبر أحدًا بعد ذلك عن تجربتها تلك. إلى أن قرأت وسمعت عن تجارب أناس آخرين لا تختلف كثيرًا عما مرت هي به. وأوضحت لـ"وينفري" أنها مازالت تشعر بكل الأحداث وكأنها مرت بها اليوم! 
أيضًا وجدت قصة الممثلة الأميركية شارون ستون التي باحت بها أيضًا إلى أوبرا وينفري، وقالت إنه بعد أن قامت بعمل أشعة رنين مغناطيسي فقدت وعيها ورأت ضوءًا أبيض، وتحدثت مع أقارب لها قد توفوا في وقت سابق. ثم عادت فجأة إلى جسدها لتشعر بأنها بخير وفي أحسن حال. وأدركت كم أن الموت قريب، وأنه ليس مخيفًا قط. 

ونصل إلى تجربة الممثلة الأميركية جين سيمور التي تُشبه تجربتي التي مررت بها إلى حد كبير؛ فجسدها تعرض لصدمة شديدة مما جعل أجهزتها الحيوية تكف عن العمل، وأحست أن حلقها قد أغلق تمامًا، وأن ضربات قلبها تتسارع. وفجأة صمت قلبها وتوقف عن الخفقان، لتبصر ضوءًا أبيض وتشعر بسلام وراحة، ويختفي الشعور بأي نوع من الألم، وترى جسدها وقد أحاط به الأطباء. إلا أنها أرادت أن تعود إلى جسدها من أجل أبنائها، وعند عودتها كانت قد تشبعت بما لمسته في رحلتها على شفا الموت من حب وتمنت أن تتمكن من أن تكمل حياتها دون زيف. 
أما الممثل الأميركي كلينت والكر، فيروي تجربته عندما توقف قلبه عن العمل، وأعلن الأطباء نبأ وفاته.. لكنه شعر بأن جسده الروحي فارق الجسد المادي. وتأكد من أن هذا الجسد الروحي خفيف الوزن وأن حواسه كلها تعمل على نحو أفضل، بل إنها أكثر حدة من الحواس العادية، ووجد أنه يعرف الكثير من الأمور التي كان يجهلها من قبل أثناء حياته، وشعر براحة شديدة وسلام. وراوده شعور بأن عليه العودة إلى جسده المادي لأن أمورًا كثيرة لا يعرف كنهنا لا تزال معلقة، وأن عليه القيام بها قبل الرحيل بشكل نهائي، فنادى ربه راجيًا أن يعيده مرة أخرى وأن يمد له يد العون.  
واستطاع طبيب كان موجودًا في المستشفى بشكل عفوي لزيارة صديقه، ومر على غرفة كلينت والكر، وقرر أن ينقذ حياته. 
وعندما أفاق كلينت من غيبوبته في اليوم التالي، علم أن الله قد استجاب لدعائه. 
لقد قرأت كثيرًا من الكتب من بينها كتاب "برهان الجنة" لـ"إيبين ألكسندر"، جرَّاح المخ والأعصاب الشهير الذي خاض تجربة الاقتراب من الموت، وكتاب "فن الموت" لكل من بيتر وإليزابيث فينويك. 
** 
وأعود إلى تجربتي الخاصة التي تعلمت منها الكثير لأدرك أن الله نور السماوات والأرض، ليست مجرد عبارة وردت في إحدى السور القرآنية، بل هي معنى عميق، له دلالات كثيرة وآثار بينة.. 
إن حياتنا الدنيا ما هي إلا وجه واحد بسيط لحياة أكثر عمقًا وخلودًا، وأكثر جمالًا وحيوية. وعلى الإنسان أن يستعد جيدًا لهذا اليوم حتى يشعر حقًا بسعادة لا تخطر على قلب بشر. 
ومما أشعرني بخطورة ما حدث لي عندما تم حقني بـ"صبغة الفلوريسين الملونة" لتسري في عروقي وتصل إلى مخي وشبكية عيني، هو هذا الاستغراب الذي وصل إلى حد الذهول على وجه واحد من أشهر وأمهر أساتذة طب وجراحة العيون في مصر؛ الدكتور كريم عدلي، بعد أن استمع مني إلى تجربتي تلك وما حدث لي من وصول إلى حافة الموت، فخرج عن صمته مُعلقًا: "من أجل هذا فأنا دائمًا أنبه تلاميذي في طب قصر العيني إلى أن ينتبهوا إلى عمل اختبار حساسية للمريض قبل حقنه بهذه الصبغة.