ناسا تصنع التاريخ باطلاق أول مهمة فضاء نسائية بالكامل

كريستينا كوتش وجيسيكا مير تنطلقان في أول رحلة سير في الفضاء في اطار جهود ناسا لتوفير فرصة أكبر النساء ضمن برامجها.

واشنطن - من المنتظر أن تدخل الرائدتان كريستينا كوتش وجيسيكا مير التابعتان لوكالة الطيران والفضاء الأميركية التاريخ الجمعة عندما تنطلقان في السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية .
وكان مقررا للرحلة الانطلاق في مارس/آذار تزامنا مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي إلا أنها تأجلت.
واضطرت ناسا إلى أن تلغي بشكل مفاجئ أول عملية سير في الفضاء لفريق نسائي لعدم وجود بدلات فضائية ذات حجم مناسب للمرأتين.
وصُنعت البدلات الفضائيّة لأوّل مرّة في سنة 1978 ولم يتم تحديثها، وذلك في وقت كان فيه معظم رواد الفضاء من الرجال. 
ورائدات الفضاء مجبرات على التعامل مع المعدات المخصّصة للرجال.
واستبدلت الوكالة إحدى الرائدتين برائد فضاء آخر لإنهاء المهمة، وشاركته رائدة الفضاء كريستينا كوش، إذ ظلت بالمحطة الدولية منذ ذلك الحين وشاركت عدة مهمات سير بالفضاء مع زملائها من الرجال.
ودرست كريستينا هندسة الكهرباء، وخاضت خلال مسيرتها المهنية مجالين: الأول علوم تطوير المعدات في الفضاء، والثاني التحكم عن بعد في المجال الهندسي.
وبدأت حياتها المهنية في ناسا كمهندسة كهرباء، وأثناء عملها بدأ شغفها بدراسة الفضاء وعلم الكونيات، لتخوض بعض الأبحاث التي اضطرتها لقضاء فصل الشتاء في محطة أدمونسن سكوت في القطب الجنوبي، بالإضافة إلى موسم كامل في محطة بالمر.
كما قامت بدراسات حول الفيزياء التطبيقية في الفضاء وعلوم التحكم عن بعد.
 وقالت كوتش في حوار نشرته مؤخرا ناسا: "في النهاية أعتقد أن هذا الأمر مهم، وأنني أعتقد أنه مهم بسبب الطبيعة التاريخية لما نفعله".
أما رائدة الفضاء الثانية جيسيكا مير فهي حاصلة على ماجيستير في علوم ودراسات الفضاء، ودكتوراه في الأحياء المائية، وتعمل أستاذة مساعدة في جامعة هارفارد في كلية الطب، ولها أبحاث متنوعة عن التكيف الفسيولوجي في البيئات منخفضة الأكسجين، واستمرت في أبحاثها عن الحيوانات والأحياء في البيئات القصوى والاستثنائية كالقطب الجنوبي وأعماق البحار والمحيطات.
كما عملت في مشروع لناسا ضمن بعثة تدرس الظروف البيئية القصوى، وهي الآن في أول رحلة فضاء لها على متن محطة الفضاء الدولية.
وستكون الرحلة نسائية خالصة لأول مرة في التاريخ، إذ ستشارك جيسيكا زميلتها دون مرافقة أي رائد أو ربان (قائد الطاقم في الفضاء) كما جرت العادة.
في مجال الفضاء شاركت 12 رائدة فضاء من بين 38 رائد فضاء في ناسا.

 وفي عام 1984، أصبحت سفيتلانا سافيتسكايا من الاتحاد السوفيتي أول امرأة تقوم بالسير في الفضاء.
كما أصبحت بيغي ويتسون في سن السابعة والخمسين رائدة الفضاء الاكبر سنا في تاريخ استكشاف الفضاء واول امرأة تتولى قيادة محطة الفضاء الدولية. وهي تحمل ايضا الرقم القياسي لعدد المهمات خارج المحطة في صفوف رائدات الفضاء.
وكانت بيغي ويتسون وهي اخصائية في الكيمياء الحيوية في الاساس، بدأت مهمتها في محطة الفضاء الدولية في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وقد قطعت خلالها 196,7 مليون كيلومتر وقامت بـ4623 دورة حول الارض.
وقد امضت بيغي ويتسون ما مجموعه 665 يوما في الفضاء خلال مسيرتها وهو العدد القياسي لاي رائد اميركي.
وأعلنت ناسا عن خططها لإنزال أول امرأة على سطح القمر بحلول سنة 2024، كما جمعت 1.6 مليار دولار إضافية (1.26 مليار جنيه إسترليني) للمساعدة في إكمال المهمة.

ولم يكن رائدات الفضاء ضمن أولويات ناسا، لكن في الآونة الأخيرة أصبحت حريصة على تعويض أخطائها السابقة ومنحهن فرصة أكبر.
وسيتعين على ناسا أن تبدأ بالتخلّص من نصف قرن من الفشل في استيعابها للنساء ضمن برنامج الفضاء. وقد تسبّبت هذه العقود من إغفال دور النساء في نقص البيانات المتعلّقة برائدات الفضاء مما يعني عدم فهم تأثير الفضاء على أجسادهن.
وقدّمت وكالة الفضاء الأميركية بزّات جديدة التي من المزمع أن يرتديها الرواد للسير على القمر بعد سنوات عدة في إطار برنامج "أرتيميس".
وهذه النماذج لم تجرّب بعد في الفضاء ولا يزال ينبغي وضع اللمسات الأخيرة عليها. ومن المرتقب أن يعود الرواد إلى الفضاء رسميا سنة 2024 في إطار مهمة "أرتيميس 3" حتى لو لم يؤكد بعد هذا الموعد بسبب التأخيرات والمشكلات في التمويل. ولا يتوقّع أن تكون هذه البزّات جاهزة قبل العام 2023.
وعرض مهندسون البزّات أمام وسائل الإعلام.
وكانت البزّات الأخيرة المستخدمة على القمر تعود إلى مهمات "أبولو" (1969-1972). وهي بمثابة مركبات فضائية مصغّرة تزوّد الرائد بالأكسجين وتنقّي الهواء وتتحكّم بالحرارة الداخلية وتحمي من الأشعة.
وناسا تطور حاليا بزّتين، واحدة للسير على القمر بيضاء ومقلّمة بالأزرق والأحمر أطلق عليها اسم "كزيمو" وأخرى للرحلة من الأرض إلى القمر أكثر خفّة برتقالية اللون سمّيت "أورايون كرو سورفايفل سوت".