هل ينتزع اللامي وزارة الثقافة من فم الأسد

أخطر ما تهدد الفساد والإرهاب هو المثقف الذي يعمل في الصحافة. انظروا إلى عدد ضحايا المهنة.

يبدو المثقفون في العراق منقسمين، ويعانون من مشكلة عدم القدرة على التوافق بخصوص القضايا المتعلقة ببنية المجتمع الثقافية حتى صاروا منعزلين عنه. وتمكن بعض مثقفي العراق من السيطرة على أبرز المقاهي في العاصمة، لكنهم لا يملكون قوة التأثير، وينشغلون بنقد المؤسسة السياسية الفاسدة دون جدوى. والمثقفون هم الشعراء والكتاب والصحفيون والرسامون والتشكيليون والروائيون والقصاصون والممثلون والعاملون في قطاع السينما والمسرح، وربما كانت فئات إجتماعية أخرى تحسب على الثقافة وهي جديرة بذلك.

ولأنهم منقسمون، فلا أحد يسمع لهم، والدليل إن مسارح الرشيد والنجاح واليرموك وغيرها معطلة، وهي مرتع للجرذان والنفايات والأتربة، وبقايا مخلفات مؤسسات الدولة. وكنت إلتقيت بمثقفين وجدت في أنفسهم هوى ليقدموا أنفسهم كمرشحين لمنصب وزير الثقافة، لكن دون أن يكون لهذا الترشح حقيقة، بينما قدم نقيب الصحفيين مؤيد اللامي ترشيحه بشكل مباشر برغم أن هناك مرشحا للمنصب قدمته قوى سياسية، ولم يغفل اللامي أهمية وجود قوى تدعم ترشيحه فإصراره على الترشح يدل على وجود مؤشرات من جهات نافذة تدعم هذا الترشيح وتريده.

إذا كان الشعراء والروائيون والفنانون التشكيليون والمسرحيون والسينمائيون يعدون الصحفيين مثقفين فهذا أمر جيد ومبشر أن يكون هناك من تصدى للترشح نيابة عنهم ولم يتردد. وإذا كانوا لا يعتقدون بالصحفيين كمثقفين فيكفي أن الصحفيين قدموا خمسمائة ذبيح على محراب الوطن. ولأنهم مضحون أقوياء فقد كانوا هدفا للإرهاب دون غيرهم، أو أكثر من غيرهم دون أن يتمكن أحد أن يخرجهم من دائرة المثقف الصانع والمجدد والمتحدي. خمسمائة صحفي ذبيح تعني أن أخطر ما تهدد الفساد والإرهاب هو المثقف الذي يعمل في الصحافة. أغلب الشعراء والكتاب والقصاصين يعملون في مؤسسات إعلامية، وهذا شرف لتلك المؤسسات.