وباء الربو والحساسية عند الأطفال

قام فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع بتعريب ملخص محاضرة باللغة الإنكليزية في مركز التثقيف الصحي المستمر في لندن.
الأطفال أكثر عرضة من البالغين لمسببات الحساسية والمهيجات والملوثات التي قد تطفو بحرية في الهواء الذي يستنشقونه. 
وينشط الأطفال بالقرب من أرض محيطهم الحيوي لعدم نمو قاماتهم بعد، وهو ما يعرضهم اكثر للملوثات المترسبة من الهواء على سطح الأرض. 
ويتنفس الأطفال كمية هواء أكبر بكثير مقارنة بالبالغين، ولديهم رئات لا تزال في طور النمو، ولديهم أعضاء جسم مع جهاز مناعي لم يتم نموهم بشكل كامل لدرء الملوثات مثل البالغين الذين لديهم القدرة على فعل ذلك. يفصح تعرض الطفل للملوثات والمهيجات ومسببات الحساسية في الهواء عن نفسه في عدد كبير من المظاهر المرضية من قبيل الربو أو الحساسية أو كليهما.
قد تكون الحساسية أو الاستجابة الجسدية لمسببات الحساسية خفيفة مثل حكة العين وسيلان الأنف والعطاس أو شديدة مثل الربو. 
يمكن أن تكون بعض أنواع الحساسية مثل حساسية الفول السوداني مهددة للحياة.
وتشمل مسببات الحساسية الشائعة حبوب الطلع النباتية وعث الغبار والعفن وبعض الأطعمة.
الربو له مكون وراثي وبيئي، ومن وجهة نظر وراثية فإن الأطفال الذين أصيب آباؤهم أو أمهاتهم بالربو عندما كانوا أطفالاً هم أكثر عرضة للإصابة بالربو من الأطفال الذين لم يكن لدى والديهم تاريخ من الإصابة بالربو. والمكون البيئي مهم ومؤثر بنفس قدر المكون الوراثي للربو إذ أن الأطفال الذين دخنت أمهاتهم أو آباؤهم أثناء الحمل أو خلال السنوات الأولى من عمر الطفل أكثر عرضة للإصابة بالربو من الأطفال الذين لم يدخن آباؤهم.

تظهر الأبحاث أيضاً أن التعرض المتكرر للمواد الموجودة في البيئة والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاعلات الحساسية يمكن أن يتسبب في التهاب مجاري الهواء القصبية والسنخية الرئوية لدى الطفل وبحيث يكون مستوى الاتهاب الارتكاسي بقوة أكبر وأكبر في كل مرة يتعرض فيها الطفل من جديد لمسببات الحساسية.
 من أكثر مسببات الحساسية فعالية المرتبطة بنوبات الربو عند الأطفال دخان التبغ وعث الغبار والصراصير والحيوانات ذات الفراء.
المكونات البيئية للربو والحساسية هي عناصر يمكن معالجتها، وفي بعض الحالات، القضاء عليها. من السهل إجراء بعض التغييرات، في حين أن هناك تغييرات قد تتطلب تغير نمط حياة الأسرة بشكل كبير.
في معظم الحالات، يحتوي الهواء الداخلي في المنزل على ملوثات أكثر من الهواء الخارجي. إذا كنت تستخدم أي من العناصر التالية داخل منزلك، فقد يكون لديك تلوث للهواء بدرجات مختلفة حسب مستوى استخدامك لتلك العناصر: بُسط وسجاد ستائر منتجات التنظيف الكيميائية الصنعية الكاشطة Detergents. الصوابين الطبيعية لا تعتبر مصدر تحسس عند الغالبية المطلقة من بني البشر. مزيل طلاء الأظافر رذاذ الشعر ملمع الحذاء عطور صناعية معطرات الجو الصناعية  أثاث مصنوع من أخشاب صنعية مثل MDF و MFC. شعر الكلاب والقطط فضلات الصراصير دخان السجائر المستعملة الأفران التي تعمل بالغاز مواقد الغاز مواقد ومدافئ حرق الأخشاب.
بمعنى آخر، تحتوي جميع المنازل تقريباً على بعض مصادر تلوث الهواء الداخلي. 
إن أبسط طريقة لمنع تراكم الملوثات هي تهوية منزلك أو شقتك جيداً مرة واحدة في الأسبوع على الأقل.
لتهوية منزلك، من الأفضل اختيار يوم مشرق وصافٍ به رياح خفيفة، افتح نوافذك ودع الهواء يمر عبر منزلك. في الشقة التي ليس بها تهوية متقاطعة أي إمكانية لمرور تيار الهواء بحرية من نافذة إلى أخرى، يمكنك وضع مروحة نافذة بشكل استراتيجي في إحدى النوافذ ليمر الهواء الخارجي للداخل ومروحة نافذة أخرى في نافذة بعيدة لسحب الهواء من داخل الغرفة إلى الخارج.
في أيام الشتاء الباردة، قد تفكر في إطفاء المدفأة لمدة ساعة أو ساعتين وتهوية المنزل للحفاظ على حرارة المنزل، افعل ذلك خلال ألطف يوم في الأسبوع. اختر يوماً مشمساً، وافتح مظلات النوافذ في نفس الوقت على الجانب المشمس من منزلك واستمتع بالحرارة الشمسية المجانية التي تدخل منزلك.
خلال أيام الصيف الحارة، اختر يوماً أكثر برودة نسبياً لإيقاف تشغيل مكيف الهواء، أغلق الستائر على الجانب المشمس من المنزل وافتح المنزل على الجانب المظلل للسماح للهواء البارد بإزالة التلوث.
بالطبع، في بعض الأحيان لن تكون جودة الهواء الخارجي جيدة بشكل خاص، غبار الطلع في الهواء على سبيل المثال، يمكن أن يسبب الحساسية.
 غالباً ما يكون تقرير الطقس على قناتك الإخبارية المحلية أو قناة الطقس الوطنية مصدراً جيداً للمعلومات حول مستوى وتركيزغبار الطلع في منطقتك. إذا كان طفلك يعاني من حساسية من غبار الطلع، فقد تضطر إلى ضبط التهوية المنزلية وفقاً لذلك.
تعد مستويات الأوزون وتلوث الهواء بالجسيمات الصغرية الدقيقة من تحلل إطارات السيارات وكوابحها ومن المضافات الكيمائية لوقود السيارات مصدرين آخرين لتلوث الهواء يجب مراعاتهما قبل فتح نوافذ منزلك للتهوية الدورية.
 الأوزون هو مادة مهيجة للجهاز التنفسي تتشكل عندما يتفاعل ضوء الشمس مع أبخرة عوادم السيارات والتلوث الصناعي في الغلاف الجوي.
 في بعض أنحاء العالم، يتم إصدار تنبيهات عن زيادة مستويات الأوزون أو تنبيهات حول مستوىالجسيمات الصغرية الدقيقة الهواء والتلوث بهذين العنصرين شائع خلال أيام الصيف الحارة المترافقة مع زيادة معدلات الرطوبة. 
وينصح بمتابعة تلك التنبيهات وعدم تهوية منزلك عندما تكون مستويات الأوزون أو الجسيمات الدقيقة الصغرية عالية في الهواء خلال ساعات الذروة، والاستعاضة عن ذلك بتهوية المنزل في الساعات المتأخرة من الليل والتي تتدنى فيها تركيزات تلك الملوثات إلى مستويات أقل من فترات الذروة.