26 مايو إعادة تأهيل أم نهاية عهد رئيس؟

للأسد قدرة هائلة على جمع اللاءات من جميع الاطراف ضد انتخاباته الهزلية.
على أية قاعدة تجري الانتخابات السورية وجل المدن خارج نطاق السيطرة
خارطة الانتخابات المتضائلة بحد ذاتها تُفقد الانتخابات شرعيتها
لم يُدرك بشار الاسد أن إعادة انتخابه ستكرّس عزلة سوريا عربيا ودوليا

عبث في دواليب السياسة، آخر ما تبقّى لممارسته في قصر رئاسي سوري، جُرّد رمزه من أية صلاحيات سيادية وفق دستور أُفرغ من محتواه، نشهد اليوم خاتمة فصوله في مسرحية ديمقراطية كتبها مهرّج لا ينطق العربية، تناسى شروط كتابة أدبياتها في مسرح دمشقي بلا جمهور.

لا يرى عاقل ما يجري اليوم في سوريا المجزأة في خارطة حرائقها التي لا تنطفئ، انتخاب رئاسي يستحق اهتماما يضعه في دائرة التحليل والنقاش، فأوراق العبث لا مكان لها الا في كتاب سخرية سياسية يتندّر بها شعب لم يبلغ الاستقرار المبتغى.

انتخابات لا تعني سوى المرشحين فيها، أعلنتها شرائح شعبية بقول صريح لا يقبل التأويل وعلى مسامع نظام بشار الاسد: انتخاباتكم لا تعنينا!

شعب يرفض انتخابات في ظل أزمات كبرى، لا حلول لها إلا بإزاحة نظام متسلط، فتح الأبواب لقوى خارجية عابثة بسيادته ومقدراته، تفرض القرارات التي تتلاءم مع مصالحها، وتجدد مناطق نفوذها المرفوض.

على أية قاعدة تجري الانتخابات الرئاسية في سوريا وجلّ المدن خارج نطاق السيطرة في ظل صراع سياسي مسلح تنوعت اتجاهات الفاعلين فيه؟

مجلس سوريا الديمقراطية حسم أمره معلنا: " نؤكد أننا لن نكون جزءا من عملية الانتخابات الرئاسية ولن نشارك فيها، وموقفنا ثابت، أنه لا انتخابات قبل الحل السياسي وفق القرارات الدولية، والافراج عن المعتقلين، وعودة المهجرين، ووضع أسس جديدة لبناء سياسي خال من الاستبداد ومن سيطرة قوى سياسية واحدة، وفي جو ديمقراطي تعددي يعترف بالمكونات السورية على قدم المساواة دون تمييز أو إقصاء".

خارطة الانتخابات المتضائلة، لن تُنظّم الا في مناطق سيطرة النظام، هذه الخارطة بحد ذاتها تُفقد الانتخابات شرعيتها، شمال شرق وشمال غرب سوريا إدلب وعفرين ورأس العين خارج سيطرة هذه الخارطة.

150 عشيرة وقبيلة في المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، أعلنت مقاطعتها لما تراه مسرحية "إعادة انتخاب بشار الأسد" رئيسا لسبع سنوات مقبلة.

ماذا تبقّى من مساحات يتحرك عليها نظام يوظّف تشريعات زائفة لإعادة تأهيل وجوده في ظل هيمنة روسية ـ ايرانية؟

دول الاتحاد الاوروبي رفضت الاعتراف بنتائج الانتخابات الفاقدة لأي أصل تشريعي.

الولايات المتحدة لن تقبل بمهزلة سياسية في شكل انتخابات رئاسية لا تضمن مشاركة القطاعات الشعبية.

الامم المتحدة جرّدت هذه الانتخابات من مصداقيتها بالامتناع عن الإشراف عليها عبر مندوبيها.

مجلس الامن الدولي يرى فيها استهتارا بقراراته المُصادق عليها في شأن الأزمة السورية.

شرعية عربية فقدها النظام السوري من قبل بإسقاط عضوتيه من جامعة الدول العربية.

لم يُدرك بشار الاسد بحاصنتيه الروسية ـ الايرانية أن إعادة انتخابه في ظل هذه المعطيات الوطنية والعربية والدولية سيفقد شرعية بقائه رئيسا مع الاعلان الاول عن فوزه، وسيكرّس عزلة سوريا عربيا ودوليا.