الزين الحرباوي يفتتح 'شانتي' في قرية كان التونسية

التجربة الفنية تضم كوكبة من الفنانين التونسيين ومعرض للأعمال المنجزة بين الرسم والنحت والحفر وغيرها.

يواصل الفنان التشكيلي تجربته الفنية عبر الاشتغال على أعمال جديدة والمشاركة في المعارض الجماعية الى جانب معارضه الشخصية التي كان منها في الفترة السابقة معرضه المميز برواق "موزاييك" فسيفساء بحي النصر وقد شارك مؤخرا صحبة عدد من الفنانين في أيام فنية تشكيلية ضمن مبادرة "شانتي" بقرية "كان" ببوفيشة من ولاية سوسة في سياق مبادرة  لتكريم صلاح الدين السماوي بمناسبة الدورة الثانية للفعاليات وذلك في الفترة من 1 إلى 4 سبتمبر/ايلول الجاري.

حوالي 11 من الفنانين يتقدمهم الزين الحرباوي في هذه البادرة الثقافية الفنية بهذا الفضاء الذي بعثه صاحبه في منتصف الثمانينات، في تواصل بين الفن والثقافة والسياحة حيث الفضاءات المتعددة بهذه القرية التي تدعو فنانين ضمن ورشات ومعارض ولقاءات مختلفة  بإقامات فنية فيها النشاط الفني والملتقيات لمبدعين وموسيقيين عالميين وهو ما عمل عليه الفنان صلاح الدين السماوي ضمن  مشروعه هذا وهو الفنان المشتغل ضمن تجربته الفنية.

 هذه الدورة الثانية ضمت فنانين في ألوان فنية متنوعة بين الرسم والنحت والحفر... والمشاركون هم عبدالعزيز كريد، ورجاء زربوط، وأكابر شلبي، وعبداللطيف رمضاني ولمين ساسي وشيماء الزعفوري وأنس المصمودي وسناء لحمادي وعبدالمجيد بن مسعود وعلي البتروني.

الفنان في المعرض
أعمالا فنية بالمناسبة تندرج ضمن سفره الفني وأسلوبه التشكيلي المعروف

هذا وقد أنجز الفنان الزين الحرباوي أعمالا فنية بالمناسبة تندرج ضمن سفره الفني وأسلوبه التشكيلي المعروف.. الرسام الزين الحرباوي.. هذا المسافر في اللون وبه حيث الأبجدية ما تتركه الحالة على القماشة في مواجهة الآلة ..اللوحات تنتشي في ما يشبه المهرجان اللوني وبشيء من التجريدية  تقول الفكرة والموضوع الذي خلص اليه الزين الحرباوي.. هو هذا الفتى القادم من جهة بالشمال الى الساحل وقد أخذه منذ الطفولة شغف لا يضاهى بالرسم فغدا الطفل الذي يرسم كل شيء وفي أي مكان.

منذ السنوات الأولى بالمدرسة سنة 1977 كان معرضه الأول بدار الثقافة بقعفور وفي سنة 1979 انتظم معرضه بسيدي بوسعيد وبذلك دخل عالم الفن والمشهد التشكيلي حيث كانت العاصمة وأروقتها ودور الثقافة والمعارض.. اثر ذلك تعرف على عدد من الفنانين ومنهم المرحوم ابراهيم الضحاك الذي أثر في الحرباوي وكان يسدي له النصائح الى جانب المرحوم  الفنان حاتم المكي الذي كان يحدثه عن رحلاته الكبرى عن طريق الجزائر ثم عمل الزين الحرباوي على تكوين نفسه في المجال التشكيلي من خلال تكثيف القراءات والمطالعات في المكتبات.. ثم كانت تجربة الباستال وغاص في عوالم الرسم في سوسة والقنطاوي... ثم كان المعرض الخاص بالمركز الثقافي بسوسة.

وكانت فسحته الأخرى في اكتشاف الجمال والنور وأعاد النظر تجاه تجربة جماعة مدرسة تونس... وانتبه للألوان والأضواء والظلال التونسية التي لا توجد في بلاد الغرب وتغير تعاطيه اللوني حيث الثراء أعماله فسحة لونية باذخة تقول بالحلم.. المقهى.. السيدات.. الرسام.. السوق.. وغيرها لوحات فيها الكثير من مجالات القول بالبساطة والبراءة.

وجوه وشخصيات أعمال الفنان الزين الحرباوي مأخوذة بالجمال والشجن وهنا يمكن أن نلاحظ هذا السياق المفتوح الذي يوفره الحرباوي للمتلقي للتأويل والنظر بأريحية تجاه حالاتنا وأحوالنا.

الزين الحرباوي والحضور في هذه الدورة بقرية  "كان" وتجربة أخرى لفنان يواصل مساره الفني بكثير من الرغبة والاجتهاد.