آبل تقدم نفسها بشكل مختلف بفضل بطاقتها الائتمانية الجديدة

الشركة الأميركية العملاقة تفك ارتباطها تدريجيا بهواتف آيفون وتركز على قطاع الخدمات بطرحها آبل كارد وآبل نيوز وآبل تي في.

واشنطن - تراهن الشركة الأميركية العملاقة آبل في الفترة الحالية على التنويع في مروحة خدماتها لا سيما في ظل تراجع مبيعات هواتفها آي فون بسبب حالة التشبع التي بلغتها سوق الهواتف الذكية.
وتواصل آبل استراتيجية فكّ ارتباطها بهواتف آيفون والتركيز على الخدمات بالتوازي مع المنتجات بطرحها بالخصوص بطاقة ائتمانية جديدة.
وفي فعالية ضخمة بكاليفورنيا سعت آبل لتقديم نفسها بشكل مختلف باعتبارها شركة تقدم خدمات ترفيهية ومالية إلى جانب إنتاجها للأيفون. فقد أطلقت خدمة تلفزيونية وبطاقة ائتمانية وخدمة للاشتراكات بالصحف وخدمة لألعاب الفيديو.
وطرحت آبل بطاقتها الائتمانية الجديدة "آبل كارد" في خطوة هدفها التركيز على قطاع الخدمات للتعويض عن تراجع مبيعات الأجهزة الذكية.
البطاقة الائتمانية التي تحمل اسم "آبل كارد" أسهل في الاستخدام من بقية البطاقات الموجودة حاليا.
وباتت هذه البطاقة الائتمانية المصنوعة من التيتانيوم في متناول عامة الجمهور في الولايات المتحدة، وهي تحمل اسم صاحبها ورقاقة وعليها علامة المجموعة التي تعتمد رمز التفاحة.
وستساعد البطاقة الجديدة المستخدمين على استعراض بياناتهم المالية بطريقة أسهل وباستخدام المزيد من بيانات المستخدم المخزنة على تطبيقات آبل المختلفة.
وتم اطلاق "آبل كارد" بالتعاون مع "غولدمان ساكس" و"ماستركارد". وتقدّم هذه البطاقة على أنها أفضل وأكثر أمانا من منافساتها، وتتيح رموزا أحادية الاستخدام لعمليات البيع على الانترنت وهي أقلّ كلفة. فآبل تتعهد بمعدّل فوائد ضئيل في غياب رسوم سنوية.
ويتم قبول البطاقة عبر شبكة الدفع العالمية الخاصة بشركة ماستر كارد، وبدعم من بنك غولدمان ساكس.
ويتسنّى لمستخدمها استرجاع 3% من قيمة المدفوعات عبر الانترنت، كما الحال مع بطاقات أخرى.
وبالرغم من أن البطاقة سوف تكون رقمية ومتصلة بجهاز هاتف آيفون، إلا أن هناك بطاقة فعلية مصنوعة من التيتانيوم يمكن استخدامها في المتاجر مع اسم محفور بالليزر، لكن عمليات الشراء التي تتم باستخدام البطاقة الفعلية مؤهلة فقط للحصول على 1% من قيمة الاسترداد.
وتتعهد آبل بالحفاظ على سرية تامة بشأن بيانات مستخدميها، فهي لن تكون على اطلاع على استخدامات الزبائن.
 والتزمت شركة "غولدمان ساكس" بعدم تشارك البيانات مع طرف ثالث لأغراض التسويق والترويج.
ويتمتع مستخدمو البطاقة بقدر أكبر من خصوصية المعاملات، إذ حافظت آبل من خلال منتجاتها على نهجها القائل إن "العملاء ليسوا منتجات، وهذا يعني أنها لا تجمع أو تبيع معلوماتهم الشخصية للاستفادة من بياناتهم".
ووفقا لآبل فإن الهدف من هذه البطاقة هو أن تكون أسهل في الاستخدام والفهم من معظم بطاقات الائتمان التقليدية، وهي تقدم كذلك بعض المزايا  وبرنامج مكافآت يومية.
وتحدد الشركة بوضوح مستقبلها لما بعد آيفون، وهو مستقبل تسود فيه الخدمات، وذلك باتباع صيغة لم يعهدها المستخدمون من قبل.
ويشكل تعزيز وجود آبل في مجال الخدمات الترفيهية والمالية عاملا أساسيا لها في ظل تراجع مبيعات هواتفها المتميزة بالأساس بارتفاع ثمنها.
ومن المتوقع أن يكون لخدمة البث التدفقي "آبل تي في" المطورة من طرف الشركة العملاقة أثر لافت في سوق خدمات الفيديو بالبث التدفقي التي تشهد منافسة محمومة بين عدد كبير من الشركات بينها نتفليكس وأمازون وهولو على أن تنضم إليها قريبا شركات كبرى أخرى مثل ديزني ووورنر ميديا.
ورغم وصول آبل المتأخر إلى هذه المنافسة، بإمكان المجموعة العملاقة الاعتماد على مواردها المالية الهائلة وعلى قاعدتها المؤلفة من 1,4 مليار جهاز من تصنيعها بين أيدي مستهلكي العالم وحمّلت عليها خدمات آبل بصورة تلقائية.
كما عُرفت المجموعة بلحاقها في كثير من الأحيان بركب شركات منافسة في أسواق مختلفة ثم تغييرها المعادلة، كما حصل مع آي فون، أو تقدمها بسرعة كبيرة كحال "آبل ميوزيك".
وستكون "آبل تي في +" متوافرة عبر تطبيق "آبل تي في" الذي أعلنت المجموعة الأميركية الكبرى تغييره بالكامل والذي يسمح للمستخدمين مقابل اشتراك منفصل بمتابعة قنوات مثل "إتش بي أو" و"شوتايم" و"ستارز" وأيضا "نتفليكس" و"أمازون برايم".
واعتبر المحلل دانيال آيفز من شركة "ويدبوش سيكيوريتيز" أن "آبل تي في +" تمثل نقلة "استراتيجية كبرى" ستواجه فيها آبل منافسة قوية و"النجاح فيها سيؤدي دورا حيويا في نمو خدماتها في السنوات المقبلة".
وتوقع أن تستقطب الخدمة الجديدة مئة مليون مشترك في غضون ثلاث إلى خمس سنوات.
وأعلنت آبل أيضا عن خدمة للاشتراكات بالصحف تحمل اسم "نيوز +" مقابل 9,99 دولارات شهريا.
وقالت الشركة "نظن أن "آبل نيوز+" ستكون مذهلة للمستهلكين والمحررين الصحافيين".
وتتيح الخدمة الاطّلاع على عدد كبير من المجلات، غير أن الصحف اليومية المتاحة للتصفح عليها قليلة جدا وتقتصر على بعض الأسماء البارزة منها لوس أنجليس تايمز ووول ستريت جورنال والكندية ذي ستار.
أعلنت آبل عن اشتراك بألعاب الفيديو "آبل أركايد"، وهذه الخدمة التي قدمت على أنها الأولى من نوعها قد تكون "فعالة استراتيجيا".