'أريكة في تونس' يحصد جائزة تصويت الجمهور في البندقية

فيلم المخرجة الواعدة منال العبيدي يسلط الضوء بطريقة كوميدية على مجموعة من المرضى النفسيين من جميع أطياف المجتمع التونسي.

تونس - حصد الفيلم التونسي "أريكة في تونس" للمخرجة منال العبيدي جائزة تصويت الجمهور في مسابقة "أيام المخرجين في البندقية".
وطرقت المخرجة التونسية الشابة والواعدة منال العبيدي أبواب مهرجان البندقية السينمائي بفيلمها الروائي الأول.
وأقيم المهرجان السينمائي الاقدم في العالم في دورته الـ76 المُقامة بين 28 أغسطس/ آب و7 سبتمبر/أيلول 2019.
انتزع فيلم "الجوكر" للمخرج تود فيليبس والنجم خواكين فينيكس جائزة الأسد الذهبي في مهرجان الذي أُعلنت جوائزه  السبت.
ويروي الفيلم التونسي "أريكة في تونس" قصة المحللة النفسية سلمى التي عادت لممارسة عملها في تونس لتواجه مجموعة من المرضى غريبي الأطوار من جميع أطياف المجتمع التونسي. 
ويتطرق الفيلم الى معاناة العديد من التونسيين من جراء الفقر وتغير القيم والمبادئ بطريقة كوميدية ساخرة تشد انتباه المشاهد وتجعله لا يغرق في الظلام والألم والتفاصيل الكئيبة والمشاهد الحزينة.

وتتعرض المخرجة الشابة الى دوامة المرض النفسي وانتشاره في تونس وتفكير العديد من المراهقين في الانتحار بطريقة ذكية وسلسة وبعيدة عن نظرات التشاؤم والإحباط.
ونجحت المخرجة التونسية المقيمة في فرنسا في لفت الأنظار اليها في فيلم من إنتاج فرنسي لشركة "كازاك"، وغير مدعم من وزارة الشؤون الثقافية في تونس.
وجسدت النجمة الإيرانية غولشفيته فرحاني وهي ممثلة ومغنية إيرانية تنحدر من عائلة فنية وابنة المخرج والممثل الإيراني بهزادفراهاني، وشقيقتها الممثلة شقايق فراهاني دور البطولة في "أريكة في تونس".
ويتشارك في العمل السينمائي باقة من نجوم التمثيل في تونس على غرار رملة العياري التي عادت للوقوف أمام الكاميرا بعد غياب طويل، وجمال ساسي، ومجد مستورة، ومنصف الغجنقي وفريال الشماري.
وتختلف حدة وخطورة الأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية وتتباين أسبابها وفقا لحياة الفرد ومحيطه وظروف عيشه وطبيعة نشأته، لكنّ الاكتئاب يبقى في الصدارة ويحتل رأس قائمة الأمراض النفسية والعقلية التي تصيب التونسيين وفق بيانات مستشفى الرازي الحكومي المختص في الأمراض النفسية والعقلية. 
فقد طاول هذا المرض نحو 8.2 في المائة من مجموع السكان في تونس، وتُعدّ المرأة فريسة سهلة للاكتئاب بسبب هشاشة شخصيتها في كثير من الاحيان.
ويطال الاكتئاب جميع الفئات العمرية، إلا أنّ ثمّة فترات من العمر ترتفع حدته خلالها. وتصل نسبة الانتكاسات بهذا المرض إلى 80 في المائة، وهو ما يجعل البعض يصنّفه من ضمن الأمراض المزمنة، بحسب مستشفى الرازي.
ولا تتوفّر إحصاءات دقيقة حتى الآن حول عدد المصابين بأمراض نفسية وعقلية أو خارطة توزّع تلك الأمراض وأنواعها أو عدد المرضى النفسيين الذين يقصدون العيادات الطبية الخاصة، إلا أنّ إحصاءً رسمياً صادراً في عام 2016 أظهر أنّ عدد المرضى الذين قصدوا العيادات الخارجية في مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية (غربيّ تونس العاصمة) للعلاج وصل إلى نحو 150 ألفاً فيما سُجّلت 12 ألف حالة استشفاء في السنة.
ويسيطر الاكتئاب على العديد من شرائح المجتمع التونسي ويتسبب في دخولهم في دوامة الانتحار والطلاق وإدمان الكحول وتعاطي المواد المخدّرة وفي مقدمتها الزطلة.
ويشير رئيس الجمعية التونسية للأطباء النفسانيين سفيان الزريبي إلى "ارتفاع في استهلاك الأدوية المهدئة للأعصاب والمضادة للقلق، بالتزامن مع ارتفاع عدد التونسيين الذين يلجؤون إلى عيادات الأطباء النفسانيين بسبب القلق والاكتئاب والتفكير في الانتحار".