الدبيبة والاخوان.. جمعة اسقاط البرلمان

لم يبق الكثير من الوقت أمام رئيس الحكومة الليبية لممارسة الاعيب التأخير.
نعلم بان من اوقف الحرب ووضع الخطوط الحمراء هم الروس والاتراك
شعار الاخوان المسلمين هو لا شيء غير الانتصار على بقية الاطراف
الاحتكام الى الشارع لا يجدي فالطرف الاخر له شارعه أيضا

منذ مجيء الدبيبة الى السلطة اوهم البسطاء بانه يقف على مسافة واحدة من الافرقاء السياسيين، وأنه سيعمل على لم الشمل وتوحيد مؤسسات الدولة، وسيعم الرخاء، وان لا حرب بعد اليوم، ونحن نعلم بان من اوقف الحرب واجبر الجيش المرابط على تخوم العاصمة بالانسحاب من كامل الغرب الليبي، ووضعوا الخطوط الحمراء، هم الروس والاتراك.

ذهب الى مجلس النواب وتوسله منح الثقة، وعندما نالها، أدار ظهره له واصبح يتصرف حسب مزاجه ان لم نقل وفق أجندات من اتوا به. تطاول على النواب واستخف بهم. فالخازندار (الكبير) من طينته ويقف الى جانبه، حيث يغدق على الميليشيات لتؤمن له البقاء في العاصمة.

عندما حجب النواب عنه الثقة وهو لم يكن يتوقع ذلك، استشاط غضبا ودعا مناصريه الخروج لإسقاط البرلمان، نقول ان البرلمان قد اصابه الترهل وعدم الفاعلية منذ ان وجدت الايدي السخية النديّة الى جيوب بعض اعضائه سبيلا، لقد كانت البداية منذ ان وقع النائب الاول للبرلمان (شعيب) منفردا على اتفاق الصخيرات الذي ادخل البلاد في دوامة العنف والتدخل الاجنبي، كافأه السراج بان جعله سفيرا بإحدى الدول. لقد اصدر البرلمان عندما كان متماسكا، قوانين العفو العام والغاء العزل السياسي، وإعادة بناء الجيش وتوفير كافة الامكانيات له، فقارع التكفيريين في شرق البلاد حيث كان يأتيهم المدد تباعا من المؤتمر الوطني وتركيا الاخوانية، ومن ثم توجه الى تحرير الجنوب الذي كان مرتعا للعصابات الشادية.

 شعار الاخوان المسلمين في الدول التي اعتلوا عروشها، هو لا شيء غير الانتصار على بقية الاطراف، فهم لا يعترفون بمبدأ الاختلاف في الرؤى والعمل على حسن ادارته، بل يرغبون في اندثار الخصوم ويعتبرونهم الد الاعداء، لتخلوا لهم الساحة ويفعلون ما يشاؤون دونما حسيب او رقيب، ولهم في سبيل تحقيق ذلك استخدام كافة الوسائل بما فيها القذرة.

صيحات الدبيبة (الفزعة) بالخروج الى الشارع وجدت صداها في دار الافتاء، فاعتبرت ذلك عملا مشروعا، ودعت الى التظاهر في الميادين والساحات بمختلف المناطق، لنصرته واسقاط البرلمان، وكنا ندرك ان سخاء الدبيبة تجاه عمداء البلديات والشباب ونصب خيم الافراح، ما هو الا حملة انتخابية مبكرة وفي حال عدم اجرائها التمديد لنفسه بالبقاء، فقد تم صرف حوالي 50 مليار دينار خلال الستة اشهر الاولى من توليه السلطة. يراهن الدبيبة على احداث انشقاق بمجلس النواب كما فعل السراج، لكن الانشقاق حينها لم يؤت اكله المرجو، الوقت اصبح جد قصير ولم تعد تنفع الالاعيب.

الاحتكام الى الشارع لا يجدي نفعا، فالطرف الاخر له شارعه أيضا. الافضل هو الاحتكام الى صندوق الاقتراع، بإشراف اممي تكون حرة ونزيهة، وليس الى صندوق السلاح. لقد اعرب قادة الاخوان عن تخوفهم من نتائج الانتخابات، من ان تأتيهم بدكتاتور، فمنهم (الاخوان) من لا يزال متمسكا بالسلطة منذ انتخابات 2012.

تجمهر انصار الدبيبة بميدان الشهداء (الجمعة 24 سبتمبر 2021) وعبروا عن استيائهم من سحب الثقة، وطالبوا بإسقاط البرلمان، وأقاموا الاحتفالات الغنائية، نامل ان يكون التجمهر قد خفض من وطأ سحب الثقة على السيد الدبيبة وجمهوره (فشّة خلق) ويكمل ما تبقى له من وقت لتسيير الاعمال والا يورط الحكومة اللاحقة بمزيد الاتفاقيات والعقود.

منذ عقد من الزمن وليبيا بدون رئيس، هكذا يريد الاخوان نظاما هلاميا يمكن اختراقه ومن ثم التصرف به، لانهم يدركون ان الرئيس المنتخب من الشعب يمكنه وفي ظروف معينة حل السلطة التشريعية واقالة الحكومة ما يعني احالتهم على القضاء، وما فعله قيس سعيد لايزال ماثلا امام اعينهم، اخوانهم في العقيدة (النهضة وتوابعها) في حالة يرثى لها وفي كل يوم يدق سعيد مسمارا في نعشهم، انه الموت البطيء الذي ينتظرهم.

الامم المتحدة تطالب الحكومة بمواصلة عملها وتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات في موعدها، وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين، ما يعني ضمنيا ان الحكومة قد حادت عن مسارها.