الدبيبة والنواب يرشقون الشعب بأمواله!

الحملة الانتخابية بدأت من مال الشعب وقائمة على الاغراءات.
هل يوجد لقطر مرتزقة في ليبيا ويريد الدبيبة الدعوة الى سحبهم، أم انه تحد للبرلمان
فاحت رائحة المتسلقين الجدد للسلطة وفضحت وسائل الاعلام احجام ثرواتهم
الأمر بيد "الخازندار" الصديق الكبير ان شاء اعطى وان لم يشأ يحجم

منذ عقد من الزمن وفور تسلمه زمام الامور، منح المجلس الانتقالي الاسر الليبية مبلغا من المال، ربما كان الامر تنفيذا لنذر او وعد قطعوه على انفسهم، بانهم في حال نجاحهم بالسيطرة على زمام الحكم في البلاد سيمنحون الشعب بعض الاموال من الخزينة العامة التي كانت شبه ممتلئة، لكسب عطف الجماهير والايحاء لها بان القادم سيكون افضل (الخير جاي)، ومع مرور الوقت تبين للعامة ان تلك المنح لم تكن الا للتغطية على ما نهبه هؤلاء وقدرت بالمليارات.

نضبت الخزينة العامة بفعل الانفاق غير المدروس، والإهدار المتعمد للأموال، فاحت رائحة المتسلقين الجدد للسلطة وعلى راي غسان سلامة فان كل مطلع شمس يشهد ميلاد مليونير جديد في ليبيا. ومع مرور الوقت، تفضح بعض وسائل الاعلام الفاسدين واحجام ثرواتهم بالداخل والخارج، نتج عن سوء التصرف في المال العام تأخرا في صرف المرتبات وشحا في السيولة ما اجبر البعض على التعامل بالربا للحصول على النقدية وارتفاع اسعار السلع بما فيها الضرورية وانعدام الخدمات العامة وبالأخص الصحية.

اشتكى العديد من قطاعات الشعب وطالب بزيادة المرتبات لمجابهة ارتفاع الاسعار، ضمن وقفات احتجاجية. اصدر البرلمان بعض القوانين بالخصوص لكن أي منها لم ينفذ بحجة عدم قدرة الخزانة على مجابهة الزيادات المقترحة، واستمرت الازمة تثقل كاهل المواطن وتنخر في جسده وتؤرق راحته وتنغص عليه حياته. إنها عشر عجاف فاقت معاناة بني اسرائيل. هُجّر البعض الى دول الجوار، واصبح اخرون نازحين بالداخل يفترشون الارض ويلتحفون السماء، بينما الحكام الجدد لا نقل من ركبوا الموجة، بل من جاؤوا مع الاعصار، ينعمون برغد العيش، يبذرون الاموال، يقدمون الهدايا الثمينة لشخصيات مرموقة بالقطاع الفني والادبي، ليتحدث عنهم الاعلام وتلتقط لهم بعض الصور التذكارية ليتم ارشفتها ويشهد الجميع على انها عشرية سوداء طالت كافة فئات الشعب.

بسبب توقيع السيد الدبيبة العديد من المعاهدات مع الدول والتي ترتب عليها التزامات مالية في حين ان السيد الدبيبة لم يتبق له في الحكم سوى بضعة اشهر، سحب البرلمان الثقة منه، حكومته اصبحت لتصريف الاعمال. بعيد سحب الثقة منه صب السيد الدبيبة جام غضبه على البرلمان، ودعا الى تظاهرات شعبية مؤيدة له ومطالبة بسقوط البرلمان، وكان له ما اراد.

منحة الزواج غير المدروسة والتي قصد الدبيبة من ورائها تلميع صورته ونعتبرها بداية حملته الانتخابية من اموال الشعب بدلا من امواله الخاصة، هذه التصرفات أغاضت البرلمان فقرر منح الاسر الليبية بمبلغ يفوق ما جاد به الدبيبة (من لحيته افتل له حبل)، انهم يرشقون الشعب بأمواله، يخطبون وده، الشارع يدرك ذلك، هناك قوانين تجرم اهدار المال العام (من اين لك هذا)، الامر بيد "الخازندار" الصديق الكبير ان شاء اعطى وان لم يشأ يحجم، إنه ضابط الايقاع على مدى العقد الماضي، لم تستطع السلطات التنفيذية والتشريعية زحزحته عن مكانه، انه مُنصّب من قبل الغرب.

هل يتم القصاص من هؤلاء الفاسدين؟ هل يتم تدوير هذه الطبقة الفاسدة؟ الامر رهن بنجاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لم يتبق الا القليل من الوقت.

بهذا السخاء غير المعهود من قبل حكامنا، هل يمكننا القول بان مسلسل القتل والتشريد والتدمير في ليبيا الشبيه بالمسلسلات التركية في اخر حلقاته؟ 

يقوم الدبيبة بزيارة الى قطر لماذا؟ هل يوجد لقطر مرتزقة في البلاد ويدعوهم الى سحبهم، أم انه تحد للبرلمان فيوقع معهم اتفاقيات تخص الغاز؟ وذاك ما يبتغيه حكام قطر. حتما هذه التصرفات غير العقلانية ستنتهي عن قريب، وان لا مكان للمبذرين، فهم اخوان للشياطين.