السراج واتفاقيتا الاذلال والخيانة

يد مطلقة للسلطان العثماني في ليبيا بغطاء من حكومة عميلة.

اربع سنوات مضت على اتفاق الصخيرات المشئوم، كتبته مجموعة نطلق عليهم مجازا بأنهم ليبيون، فهم لا يمتون الى الواقع الليبي بأية صلة، فمنهم من لا يمثل إلا نفسه ومن لا يمثل حتى نفسه لأنه مرتهن لأعداء الوطن للنيل من مكتسباته، بهدف اطالة امد الازمة الليبية لتزداد الاوضاع سوءا. الطرفان الرئيسان للازمة في ليبيا، البرلمان والمؤتمر اعلنا في مالطا رفضهما المطلق لمخرجات الصخيرات، لكن المجتمع الدولي ابى الا شرعنة ذلك الاتفاق من خلال القرار 2259 الذي كان بمثابة السيف المسلط على رقاب الليبيين.

رغم انه لم يتحصل على موافقة مجلس النواب، إلا انه تصرف بكامل الصلاحيات التشريعية والتنفيذية، وقام بإهدار المال العام وسعى الى الاستفادة من الاموال المجمدة في شراء الاسلحة للميليشيات الجهوية والمؤدلجة بدلا من نزع سلاحها وادماج عناصرها في المجتمع، لقد وقف الى جانب تلك العصابات الاجرامية وأضفى عليها الشرعية لتكون قوة موازية للجيش والشرطة إلا ان هذه العناصر لم تلتزم النظم واللوائح العسكرية وكثيرا ما قامت بتوجيه نيران اسلحتها الى الحكومة ومؤسساتها وابتزازها لأجل الحصول على المزيد من المكتسبات.

معارك العاصمة كشفت للعيان، المجاميع الارهابية التي كانت تقاتل في بنغازي وخسرت معركتها هناك فلاذت بالفرار الى من كانوا يمدونها بالأموال والسلاح على مدى 3 اعوام. لقد سبب ذلك احراجا للسراج وزبانيته امام العالم ما اضطرهم الى استصدار اوامر قبض بحقهم.

لقد وصل الاستهتار بالمجلس الرئاسي الى توقيع اتفاقيات مع اطراف خارجية تضر بمصالح دول الجوار وترهن الدولة الليبية ومقدراتها للغير واحداث شروخ في النسيج الاجتماعي قد يصعب علاجها في المستقبل المنظور.

كان يعتقد العديد من البسطاء الليبيين، ان مجيء السراج سيحسن الاوضاع الاقتصادية والأمنية، لكنهم ومع مرور الوقت تبيّن لهم انه مجلس لسرقة ونهب الاموال وقتل المواطنين على الهوية، بل الى منع المواد الغذائية الرئيسية والمحروقات من الوصول الى المناطق التي انتفضت على تصرفاته الرعناء غير المسئولة واستجلاب مرتزقة وإغداق الاموال عليهم وضمهم الى صفوف الميلشيات الارهابية والاجرامية لمقاتلة الجيش الوطني الذي يوشك على دخول العاصمة بعد ان انهك ميليشيات المجلس الرئاسي على مدى 8 اشهر.

لقد وصل الامر بالسراج ومجلسه غير الشرعي الى استجداء السلطان العثماني لإنقاذه من السقوط المدوي الذي اصبح قاب قوسين او ادنى وبيع ليبيا للعثمانيين الذين اذاقوا الليبيين ابشع اصناف العذاب والذل والمهانة وسلموا ليبيا الى ايطاليا على طبق من نذالة وخسة وعمالة.

لقد ابرم السراج وأركان حكمه المتهاوي اتفاقيتين، احداهما امنية عسكرية علّها تطيل بقاءه في السلطة لاستنزاف المزيد من الاموال والزج بآلاف الشباب المغرر بهم في اتون حرب خاسرة، والأخرى تعطي الحق للسلطان العثماني في استغلال النفط والغاز بأعالي البحار، الاتفاقية الثانية لاقت شجبا واستنكارا من دول الجوار وسوف تحول دون تطبيقها، اما الاولى فان الجيش الوطني والقوى الحية لن تسمح لاردوغان بالتدخل العسكري في ليبيا ايا يكن الثمن ولن يسمح له (الذي افلح في تركيب السرج على السراج بإحكام ليصبح مطية للأتراك) بان يُسرج على ليبيا. ليبيا لها رجالاتها المخلصون على مر العصور ويرفضون الذل والإذعان للغير، وان الوطن ليس للبيع او المساومة مهما كانت الظروف، وسيذهب العملاء والخونة الى مزبلة التاريخ، وعلى البغاة تدور الدوائر.