الكرة في ملعب الفائزين في انتخابات العراق

القرابة من كبار القياديين في العراق صارت جزءا من العملية السياسية.

أعلنت النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات في العراق عام 2023 يوم الخميس الماضي وسط قبول من جميع المشاركين للنتائج. لكن من الملاحظات على النتائج ما ينبغي التوقف عنده:

1. الفائزون الكبار هم ذاتهم من الاحزاب المشاركة في السلطة الحالية والمشكلة لها، وهذا يعني افتراضا قبول الجمهور للحكومة الحالية واقتناعه بعملها والقوى التي شكلتها.

2. الفوز الساحق لقوائم بعض المحافظين مثل تصميم - محافظ البصرة وواسط أجمل - محافظ واسط وديالتنا الوطنية - محافظ ديالى وقائمة إبداع كربلاء - محافظ كربلاء، يحكم قبضة المحافظين المخضرمين على مقعد المحافظ وهو يعني أيضا قبول الجمهور لأعمال المحافظ واقتناعه بعمله مما دفعه للتصويت له، أو ان هؤلاء المحافظين استخدموا أموال المحافظة ونفوذهم في سبيل تحقيق الفوز.

3. ان ملاحظة بسيطة في بعض أسماء الفائزين نجد قرابتهم الوثيقة من قيادات ونواب حاليين، بما يعني ان كاريزما السياسي ممن في السلطة هي التي اهلت قرابته للفوز او ان استخدام موارد السلطة بطريقة غير صحيحة جعل من السلطة جميلة ومجدية حتى أصبحت ميزة لعائلة السياسي يمكن ان يتوارثوها.

هذه الملاحظات المهمة والسلبيات منها حقيقة لا تعني نهاية المطاف لعضو مجلس المحافظة الجديد او محافظها او القوى الفائزة، بل هي بداية المشوار الصعب جدا لسببين:

الاول - على الفائز ارضاء جمهوره والسهر على تقديم الخدمة لهم.

الثاني - على الفائزين اقناع المقاطعين بان الفريق الفائز الجديد هو خيار جيد وفعال في معالجة المشاكل المطروحة.

وبخلاف هذين الأمرين فان جبهة المقاطعة قد تتوسع مستقبلا بشكل يضر العملية السياسية والديمقراطية ويؤدي بدون أدنى شك إلى نتائج وخيمة على انتخابات مجلس النواب القادمة.

ان الكرة في ملعب الفائزين حققتم ما تريدون انتم ومن تحبون بالاستحواذ على المناصب في غياب المقاطعين، لكن ان لم تحسنوا التصرف وتعملوا بجد لخدمة المواطن فانها قد تكون اخر فرصة لكم... ولات حين مندم.