الكونغرس يلفظ 'ليبرا'

لجنة الخدمات المالية بالكونغرس الاميركي تطالب فيسبوك بالتوقف فورا عن تطوير مشروعها للعملة الرقمية وتخشى منافستها للسياسة النقدية الأميركية.

واشنطن - في خطوة مفاجئة وغير متوقعة وصادمة بالنسبة لعمالقة التكنولوجيا عموما وفيسبوك بالأخص دعت لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأميركي مدراء الشركة الأميركية العملاقة والمتصدرة لمنصات التواصل الاجتماعي في العالم إلى التوقف فورا عن تطوير مشروعها للعملة الرقمية "ليبرا" ومحفظتها "كاليبرا".
وعبرت اللجنة لمؤسس الشركة مارك زوكربيرغ عن قلقها الشديد من منافسة "ليبرا" للسياسة النقدية الأميركية وللدولار.
وأعلن موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي عن إطلاق عملته الرقمية الجديدة "ليبرا".
وتسعى فيسبوك لإدخال العملات المشفرة إلى الحياة اليومية لمستخدميها البالغ عددهم حوالى 2,7 مليار من خلال عملتها الافتراضية الجديدة التي تتيح شراء سلع أو تحويل أموال بنفس سهولة ارسال الرسائل عبر خدمتها.
وتستند العملة الرقمية الجديدة، المماثلة لعملة بيتكوين والمنافسة لها في المستقبل، على تكنولوجيا "بلوك تشين" (سلسلة الكتل)، ولكنها سوف تتوافر من دون أن تكون عُرضة لتقلبات الأسعار.

لمنافسة بيتكوين ذائعة الصيت
لمنافسة بيتكوين ذائعة الصيت

وأعلن مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ، عبر صفحته الرسمية بالموقع، أن رابطة باسم "ليبرا" تضم 27 مؤسسة حول العالم، هي مؤسسة غير ربحية مهمتها بدء إطلاق العملة، وتتمثل في إنشاء بنية تحتية مالية عالمية بسيطة تمكّن مليارات الأشخاص حول العالم من استخدامها.
وقال: "نطمح أن يتم التسهيل على الجميع إرسال الأموال وتسلمها تماماً مثلما تستخدم تطبيقاتنا لمشاركة الرسائل والصور".
يمثل استقرار العملة الرقمية مصدر قلق رئيسي للعديد من الخبراء والشركات، وتأمل فيسبوك في أن تجذب عملتها الافتراضية الجديدة المستخدمين في البلدان النامية، وأن تصبح بديلاً عن العملات المحلية المتقلبة.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، شكّل فيسبوك تحالفاً مع رابطة "ليبرا" ومقرها جنيف بسويسرا، ومن بين أعضائها الحاليين شركات مقدِّمة للخدمات المالية مثل "فيزا" و"ماستر كارد" و"باي بال"، وهي شركات يمكنها تسهيل دمج عملة "ليبرا" في أنظمة الدفع.
كما انضمت إلى التحالف شركتا "فودافون" و"إي باي"، بالإضافة إلى منصة "بوكينغ" لحجز رحلات السفر والفنادق، وتطبيق "سبوتيفاي" الموسيقي، وشركتي "أوبر" و"ليفت" لخدمات النقل.
ويتعين على فيسبوك التغلب على العديد من العقبات التنظيمية قبل أن تتمكن من إطلاق العملة، كما تحتاج إلى معالجة المخاوف المتعلقة بالاحتيال وغسل الأموال.
واعتبرت اللجنة في الكونغرس أن طلبها يأتي في إطار مخاوف متعلقة بالخصوصية والتجارة والأمن القومي والسياسة النقدية ليس فقط لمستخدمي فيسبوك ولكن أيضا للمستثمرين والمستهلكين والاقتصاد العالمي.
وطالبت اللجنة المالية بتعليق المشروع الجديد والثوري لفيسبوك بانتظار التأكد بطريقة علمية ودقيقة من المخاطر المنجرة عن العملة الرقمية الافتراضية الجديدة.
واعتبر مراقبون أن قرار اللجنة بمجلس النواب الأميركي يعرقل ويحد من الابتكار في مجال التكنولوجيا ويعيق جهود شركات التكنولوجيا الراغبة في التجديد والتطوير في خدماتها. 
وتواجه الشركة الأميركية العملاقة فيسبوك تحديا كبيرا خصوصا في ظل أزمة ثقة تواجهها إثر فضائح تتناول إدارتها لبيانات مستخدميها الخاصة.
وقد يشكل وصول فيسبوك إلى مضمار العملات الرقمية الذي يشهد حالة غليان، "منعطفا" للقطاع بحسب لو كيرنر المستثمر والمتخصص في شؤون العملات الافتراضية، إذ إنها قد تساهم في تعميم استخدامها على نطاق واسع لدى العامة.
ويجسد ذلك أيضا رغبة الشبكة الاجتماعية الرائدة عالميا في توسيع نشاطاتها إلى ما هو أبعد من الإعلانات عبر الإنترنت التي تشكل قاعدة نموذجها الاقتصادي وهي نفسها تستند إلى البيانات الشخصية للمستخدمين.
وتخوض فيسبوك هذا المجال الشائك بعد عشر سنوات على إطلاق "بيتكوين"، أشهر العملات الافتراضية التي غالبا ما تتعرض لانتقادات بفعل عمليات قرصنة واتهامات بغسل أموال.