المجلس الرئاسي.. لقد حان اجتثاثه

القضاء على الميليشيات في ليبيا يتم من خلال دعوة كافة العقلاء الى سحب ابنائهم من التشكيلات المسلحة التي اتت على الاخضر واليابس.

في سبيل تثبيت وجوده بالعاصمة وما حولها، حاول استمالة الميليشيات بها، اسبغ عليها صفة الشرعية فأعطته بالمقابل الامان. لكنهما يتصرفان من منطلق مصلحي بحث، الرئاسي يخشى تغول الميليشيات، فيعمد الى بث الفرقة بينها لتتطاحن وإحداث الفتنة بين مكوناتها الاجتماعية، ليخلوا له الجو ويستمر في هدر المال العام، لأنه يرى في اتحادها استفزازا له، ومنها اقدامه على تعيين سفراء ودبلوماسيين (مكافأة خدمة التوقيع على اتفاق الصخيرات) بدول لأجل الابقاء عليه في السلطة.

منذ مجيئه المشئوم والبلد يتدحرج من سيء الى اسوأ بل اصبح في القاع، بعيدا عن شرعيته (المجلس الرئاسي) القانونية من عدمها، وبعد استقالة ثلاثة من اعضائه وعزوف اخر عن الحضور، بات عليه وفق الاعراف ان يحل نفسه ان كان للباقين ذرة من حياء وعِرْقُ جبين يندى، ولكن يبدو انهم اغتسلوا بـ"ماء!" النذالة والعمالة، فتفاقمت الادران على اجسادهم بدلا من تساقطها، ليزدادوا وضاعة في نظر غالبية الناس.    

بداية خرجوا علينا بنغمة أنهم حررونا من الديكتاتورية والنظام الشمولي، استتبع ذلك الزج بالعديد من الابرياء بالسجون وأوغلوا في تعذيبهم والتنكيل بهم. اجبر البعض على النزوح داخل ساحة الوطن التي اصبحت ملعبا لهم، وآخرون قرروا مغادرة الوطن ليقينهم التام بعدم قدرتهم على رؤية المشاهد المأسوية، ثم ما لبثوا ان حررونا من كل مقدراتنا المادية عبر عمليات التمشيط والسلب والنهب المتكررة، وصلنا الى مرحلة التسول، لم يهنأ لهم بال، فاجبرونا على الخنوع والذل والمهانة من خلال عمليات الاغتصاب للشرفاء واغتصاب الحرائر. فهؤلاء بعيدون كل البعد عن الاسلام، بل لا يعترفون بأية حقوق للإنسان. فاتورة تغيير النظام باهظة الثمن ولا شك دفعها عامة الناس، بينما المستفيدون قلّة ويسعون الى استمرار الفوضى.

الوضع في بلدي على كافة الصعد اصبح لا يطاق. فالذي دمر بالأمس المطار وبعض المرافق يهدد اليوم بتحرير طرابلس من منافسيه بمعنى تدمير ما لم يقم بتدميره سابقا، الى متى تظل العاصمة مسرحا لعمليات السفهاء والمجانين والخارجين عن القانون، لقد آن الاوان كي ينهض الشرفاء من ابناء الوطن لا اقول الى تغيير المسار (نراها مسارات متشعبة كشبكة العنكبوت وقد احكمت السيطرة حول المواطن افقدته التحرك والقدرة على التفكير)، لم يعد هناك مجالا بان يبقى العقلاء ضمائر مستترة لا حول لهم ولا قوة وهم ينظرون الى الطوابير المتعددة الشاهدة على رداءة الحكام، بينما يقوم اشباه الرجال بأفعال النصب ويتحكمون في مصير البلاد والعباد.

القضاء على الميليشيات يتم من خلال دعوة كافة العقلاء الى سحب ابنائهم من التشكيلات المسلحة التي اتت على الاخضر واليابس، ومن تبقّى منهم يمكن القضاء عليه بسهولة ويسر. اما المجلس الرئاسي الراعي الرسمي للإرهاب، فهو وان كان يحظى برعاية دولية فانه يمكن القضاء عليه بتضافر الجهود بين ابناء الشعب بالتظاهر امام مقره ولو لبضعة ايام وما أخاله بقادر على البقاء، وسيذهب كل الى سيده الذي عيّنه، البعض سيذهب الى الغرب فألارصفة في انتظارهم بعد ان ادوا دورهم على اكمل وجه في تدمير الوطن، وآخرون سيشدون الرحال الى الاستانة لينعموا بما نهبوه من خزينة الدولة، ويشدوا من ازر مولاهم السلطان اردوغان في مصابه الجلل بانهيار اقتصاده. لقد حان الوقت لاجتثاث الرئاسي من الجذور واحراقه.