اين جمال خاشقجي

لا يسأل المحرضون على السعودية أنفسهم أسئلة بسيطة: هل كانت السعودية بحاجة إلى قتل خاشقجي في القنصلية وإلى 15 مسؤلا أمنيا للقيام بذلك؟

في يوم الثلاثاء الموافق الثاني من الشهر الحالي دخل الاستاذ جمال خاشقجي الى قنصلية المملكة العربية السعودية في اسطنبول في تمام الساعة الواحدة ظهرا لاستكمال بعض الاوراق الخاصة بزواجه الجديد وخرج خلال بعد اقل من نصف ساعة حاملا اوراقه الشخصية ليختفي الاستاذ جمال تاركا وراءه العديد من التساؤلات والغموض.

ومن هنا بدأت الابواق الشرهة للنيل من المملكة في توجيه الاتهامات للمملكة بخطف وقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ووضعت سيناريوهات خطفه وتعذيبه وقتله متهمين بذلك فريق سعودي امني مكون من خمسة عشر مسؤولا سعوديا وصلوا بواسطة طيارتين خاصتين بنفس يوم دخول الاستاذ جمال الى القنصلية وهم من ساهموا في "تعذيب وقتل" الاستاذ جمال!

لقد بلغ الحقد اشده لدى الاعداء المتربصين في المملكة مما جعلهم يصابون بالاسهال العقلي لكي يرسموا مشهدا لن يقبله حتى الاطفال. فالسيناريو الذي وضعوه لاحتجاز خاشقجي داخل القنصلية وتعذيبه وقتله المفترض يفضح اعداء المملكة ويثبت الاتهام على أعداء المملكة بمحاولة اختلاق وسيلة ضغط رخيصة على القيادة السعودية التي استطاعت مقاومة كل محاولات النيل من انطلاقة الرؤيا الجديدة للملك ووليه عهده التي بدأت تهدد كل مخططات التغول والتخريب الاقليمية.

وبالرغم من وضوح وبساطة انتفاء الدور السعودي في قضية اختفاء خاشقجي... وبالرغم من ترفع السياسة السعودية المعلوم عن أية اعمال لا أخلاقية في تعاملها مع الأعداء قبل الأصدقاء فان صغار الجراء المأزومة بدأت في استغلال الحادثة وتلبيسها اثواب عفنة ونسبها للعملاق السعودي طمعا بالفتات من خلال تخريب مشروع النهضة السعودي ووضع العصي في عجلة الرؤيا الشاملة التي اطلقتها المملكة.

فمن بديهيات العمل الاستخباري والعملياتي الاسود (والذي حرمته القيادة السعودية بالمبدأ على نفسها ومنسوبيها) أن يتم ابعاد المستهدف عن منطقة تواجد وانتشار وسلطة المخطط لتصفيته او اختطافه لا ان يجلب الهدف الى حضنه وفي اكثر منطقة مكشوفة للجميع... مما يدل ان المستهدف هنا هو المملكة العربية السعودية وليس العكس، فهي مستهدفة لتخريب سمعتها وعلاقتها مع تركيا والمجتمع الدولي بكامل تفاصيله.

فمن قام بخطف الكاتب جمال خاشقجي تعمد ان يقوم بهذا الخطف للانتقام من كل من المملكة والكاتب الصحفي جمال خاشقجي وهو الأقرب دوما من باقي صحافيي "المعارضة" للمملكة. فبالرغم انه كان له تحفظاته على بعض السياسات السعودية ولكنها كانت بالمجمل اقرب للمعقولة والهادئة وغير الناشزة في الغالب، حيث اتهمه البعض احيانا بانه اقرب للنظام الرسمي من "المعارضة" وانه يحضر نفسه للعودة طوعا لوطنه حيث يملك العلاقات القوية مع بعض الامراء والشخوص ويرى نفسه في جدة والرياض لا في اسطنبول وواشنطن.

ومن المضحك المبكي ان ابواق الخراب في الدوحة وبعض الصحف الصفراء اطلقت لنفسها العنان وتفرغت للتحشيد ضد المملكة واتهمتها بانها ارسلت طائرتين خاصتين محملتين بخمسة عشر مسؤولا امنيا ومختصا لتصفية الكاتب جمال خاشقجي داخل القنصلية! فيما ان الكاتب جمال خاشقجي الستيني العمر ذا النشأة الناعمة لا يحتاج الى "كتيبة قوات خاصة" لاسكاته لمن يرغب في ذلك.

ان الحملة الشعواء بكل تفاصيلها والتي تعمل لها وبها الجراء الصفراء تثبت ان المملكة بقيادتها سائرة بقوة ومسار لا يشوبه شائبة وأن اعداء المملكة بدأو مرحلة الإفلاس السياسي والأخلاقي حيث اختار اعداء المملكة الكاتب جمال خاشقجي كضحية خططوا له عملية مدبرة بخبث لاختطافه حال خروجه من القنصلية للعبث في مرحلة لا تتحمل وجودهم اصلا.