شمس اليمن لن تشرق من السويد

ينبغي الرد على سؤال ماذا تريد إيران من اليمن قبل طرح سؤال ماذا يريد الحوثيون.

تستمر في السويد المشاورات الخاصة بالأزمة اليمنية أو ما يسميها الحوثيون "مفاوضات"، حيث بدأت في بداية هذا الأسبوع بوادر الأبتعاد الفعلي تدريجيا عن الإطار العام للمشكلة مع إبقاء بعض الديكورات لهذا الإطار، وذلك انزلاقا باتجاه التفاصيل رغبة في تسجيل تقدم ما أمام الضغط العالمي لبحث ملف اليمن، حيث بدا المبعوث الأممي كمن يبحث عن أي إنجاز على الساحة اليمنية مثل ملفات الأسرى والحديدة وتعز ومطار صنعاء... اوأي ملف فرعي اّخر يظهر علينا قريبا ربما.

لقد كان من المفترض أن تدور المشاورات الان حول إيجاد اّليات عملية ومحددة لتنفيذ الحل اليمني المنتهي التوافق عليه سابقا ضمن المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216. ولكننا نجد أن السيد غوتيريش وبسبب الفجوات الكبيرة بين الأطراف حول كل شيء تحول للقفز كما حبات الذرة (البوبكورن) بين التفاصيل تاركا لنفسه ممارسة بعض القفزات باتجاه الإطار العام مجاملة للعنوان فقط.

لقد بدا واضحا خلال هذه المشاورات الأصرار الحوثي على ارتداء ثوب أكبر من حجمه للظهور ندا للشرعية، لكي يقوم بعدها الوفد الحوثي بنسخ أو تهميش ما تم من تجذيره للحل اليمني السابق حسب الأسس الثلاث معتمدا على تأخر النتائج المفترضة على ارض المعركة والظروف الخارجية التي تحيط بالأطراف جميعا.

وما يزيد الأمر صعوبة في هذه المشاروات أن الحوثي لا يملك قرار نفسه، فما هو إلا رأس حربة للمشروع الفارسي المكشوف، مما يجعله يفقد القدرة على التخلص من السيلكون المحقون فيه ليعود بحجمه الذي يستطيع حمله. فبداية عليه التخلي عن سلاحه المغتصب والمهرب والمسرب له وتفكيل مليشياته المؤدلجة للسير حلا وحيدا للمأساه اليمنية، مما يؤدي ذلك الى اسقاط سطوته ويسلم سلطته للشرعية في مناطق انتشاره في شمال وغرب اليمن مما يظهره عميلا فاشلا اضاع وظيفته في إستقبال وإستخدام للمجهودات والمخصصات المصروفة له من قبل المشروع الفارسي العدائي لبناء ذراع مأجورة اخرى تقابل ذراع حزب الله في لبنان وألأذرع الأخرى لإقتلاع روح المشروع العربي من جذوره.

في حين وضعت الشرعية خلال هذه المشاورات أولوية كبرى للجوانب الأنسانية في اليمن بنفس الوقت الذي تعمل فيه على دفع الجميع لإنهاء المشكلة برمتها من خلال المطالبة بمباشرة الحل اليمني النهائي حسب الأسس المتفق عليها سابقا، حيث بقيت حريصة بأن لا تتقاطع التفاصيل ومطالبها بتجنيب الشعب اليمني الماّسي المترتبة عن الانقلاب مع خطوات الحل النهائي الذي يسعى الى ترسية جمهورية اليمن بين مستقرات الدول للبدء في إنقاذ اليمن قبل فوات الاوان.

ولكن بدا واضحا أن الوسيط الأممي غوتيريش لم يستطع مقاومة الهرب للأمام نحو عمق التفاصيل تاركا وراءه الإطار الرئيسي (للمصيبة). في حين يعمل وفد الحوثي على إطالة الحوار وجعل المشاورات وتكرارها هما حل نهائي بالنسبة له لقطف أي فرصة للتمدد الذي يجعله يمتطي اليمن لصالح مشروع معممه في طهران ومن خلال رهن الشعب اليمني تحت وهم "الموت لأميركا... والموت لإسرائيل..." على الجبهة الداخلية وإبقاء الحد الجنوبي للملكة العربية السعودية ملتهبا تعزيزا للمؤامرة الفارسية المستمرة على المنطقة برمتها.

لقد بات الجميع الان يخشى أن تتحول المشاورات إلى مفاوضات عبثية بعد أن تتفرع توابعها لفترة من الزمن يحاول فيها وفد الحوثي أن يحشر نفسه في المعادلة كطرف موازٍ للشرعية لاكتساب مزيد من الوقت لتجذير واقعه الداخلي والخارجي. في حين لم يتبقَ للشرعية سوى أن تضغط بكل قواها لإنهاء الأمر برمته بأي وسيلة متاحة تساندها قوات التحالف التي كشفت الأمر باكرا فوضعت إمكانياتها دوما لخدمة اليمن وشعبه وشرعيته وكذلك لحماية المنطقة من تبعات إنهيار اليمن في حال تمكنت ذراع الولي الفقيه الممتدة من أكمال الطوق على رقبة المنطقة.