'بلاند' الهولندية تصافح أيام قرطاج لفن العرائس

عمل فني لدودا بايفا يسافر في رحلة فلسفية بين ثنايا الحياة والحب والفن والولادة في افتتاح النسخة الثانية من مهرجان يحمل شعار 'ماريونات في قلب الحياة'.
أيام قرطاج لفنون العرائس تكرم سمير بسباس

تونس - تتواصل فعاليات الدورة الثانية لأيام قرطاج لفن العرائس من الفترة الممتدة من 17إلى 24 ديسمبر/كانون الأوّل بالعاصمة تونس.
وحمل عرض افتتاح الدورة الثانية للمهرجان اسم "بلاند" لدودا بايفا من هولاندا الذي دعا الجمهور للصعود على الركح لإشراكهم في العرض. 
"بلاند" تواصل على امتداد ساعة من الزمن وقدّم فيها دودا رحلة فلسفية عن الحياة والحب والفن والولادة.
ودخل دودا الركح وحيدا لكنّه كان يخفي تحت سترته أربع عرائس يخرجها في اوقات معيّنة من العرض لينقل الجمهور من رحلة إلى أخرى، رحلة فنّان يعيش آلاما تشبه المخاض، يكلّم شخصياته وتكلّمه يصارع فقدان البصر ويحوّل السواد بياضا ويعبر عن صراعه مع الضوء بالماريونات.
وافتتحت الدورة الثانية لأيام قرطاج لفنون العرائس تحت شعار "ماريونات في قلب الحياة"، وحملت اسم الفنان المسرحي التونسي الراحل سمير بسباس.

وحضر حفل الافتتاح ثلة من المسرحيين والمهتمين بفنون العرائس، إلى جانب جمهور غفير من الكبار والأطفال الذين سحرتهم العرائس العملاقة المؤثثة للكرنفال الذي أقيم بساحة المدخل الرئيسي لمدينة الثقافة.
وتسجل الدورة الحالية حضور عدد من الفرق العالمية العرائسية وفي مقدمتها كندا التي تحل ضيف شرف على هذه التظاهرة الفنية.
وستقدم الدول المشاركة ما لا يقل عن 30 عرضا عرائسيا موجها للكبار والأطفال.
وإلى جانب العروض المسرحية العرائسية، برمج المنظمون على امتداد 8 أيام، عروضا سينمائية ذات صلة بفنون العرائس تكريما للمسرحي التونسي الراحل والعرائسي سمير بسباس.
وأعد القائمون على الأيام ورشات تدريبية لفائدة الطلبة والمهنيين في هذا المجال منها ورشة "صنع عرائس محمولة".
ويشمل برنامج المهرجان ورش عمل مثل "ورشة إعادة التدوير" و"ورشة عرائس الأطفال" و"سينما الرسوم المتحركة" و"نحت المريونات الضخمة"، كما يقدّم المهرجان معارض فنية تروي تطوّر تجربة فن العرائس في تونس.
وتم تسليط الضوء على "فن العرائس التشكيلي والتعبيري" في ملتقى علمي.
وتقام عروض المهرجان في مدينة الثقافة والمركز الوطني لفن العرائس وعدد من دور الثقافة بتونس العاصمة. كما سيتم تقديم باقة من عروض المهرجان في الجهات مثل محافظات بن عروس ومنوبة وأريانة، في انتظار تعميمها تدريجيا على بقية الجهات خلال الدورات القادمة.
ورحبت مديرة الدورة الثانية لأيام قرطاج لفنون العرائس منية المسعدي بمشاركة عدد من الفرق العالمية العرائسية في هذه التظاهرة.
وأشارت إلى أن القائمين على هذه التظاهرة قاموا بتصميم عروسة عملاقة جسدت "أروى القيروانية" التي ترمز للنضال والمقاومة ويتجاوز طولها 12 مترا.
وقالت المديرة العامة للمركز الوطني لفن العرائس هاجر الزحزاح إن هذه الدورة ستكون استثنائية، حيث تم تنظيم برمجة "طموحة" تستقطب فرقا عرائسية متنوعة من 15 بلدا أجنبيا.
وسيكون جمهور فن العرائس على موعد مع 32 عرضا عرائسيا عالميا من عدد من البلدان العربية والأوروبية من بينها إيران والجزائر وإيطاليا والمجر، وفق ما صرحت به مديرة برمجة أيام قرطاج لفنون العرائس شاكرة رماح.
وتشارك تونس في هذه الدورة بثلاث مسرحيات وهي "البجعات" للمركز الوطني لفن العرائس و"عازف الليل" لعياد معاقل و"التنينة الصغيرة" لوليد عبد السلام.
وحضر جمهور مدينة الثقافة التونسية عرض مسرحية الظلّ التركية "عروسة الكاراكوز" للممثل المسرحي ومؤسس مهرجان فنّ العرائس بإسطنبول جانكيز أوزيك.
وقالت شاكرة رماح إن هذه الدورة بالخصوص تطمح إلى استقطاب جمهور متنوع لأن فن العرائس ليس موجها فقط للأطفال الصغار بل هو فن موجه لجميع الفئات العمرية، وفق قولها.
وقالت حبيبة الجندوبي مديرة الدورة التأسيسية لأيام قرطاج لفن العرائس (الدمى) إن برنامج الحدث الفني ضم في دورته الأولى 24 عرضا من 24 دولة إضافة إلى العروض المحلية التونسية.
ونظم المركز الوطني لفنون العرائس تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية الدورة الأولى من أيام قرطاج لفن العرائس تحت شعار "العرائس تتفتح في المدينة". 

وقالت الجندوبي "شارك في الدورة التأسيسية للمهرجان 24 عرضا، فيما قدمت تونس 15 عرضا من بينها أربعة عروض من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس".
وانطلق حفل الافتتاح في الدورة الاولى بكرنفال كبير ضم 150 دمية من أحجام مختلفة وبالعرض الإيطالي "خاتمة جيا" للمخرج فابيو أومودي.
وكرمت الدورة الأولى للمهرجان عددا من المبدعين في مسرح، منهم الراحل المنصف بلحاج يحيى وعبدالحق خمير. 
وفن العرايس يبعث في النفس الفرح والسعادة والبهجة ويضفي عليها طاقة وحيوية بألوانه المتعددة والزاهية الا انه يعاني من الاهمال ومن خطر الاندثار لذلك حرصت الجهات الثقافية في تونس على انشاء مهرجان له يكرمه ويخلده.
وما أن يتجول الزائر في أروقة المدينة القديمة بالعاصمة تونس، إلّا وتعترضه في المحال التجارية دمىً معروضة على واجهات التحف التقليدية، تتمثل أغلبها في شكل جندي حاملاً درعه وسيفه استعدادًا للنزول إلى حلبة القتال. الجمِيع هنا يُطلق على هذه الدّمى ذات الأحجام المختلفة، اسم "الكاراكوز"، وبالعودة إلى أصول هذه اللفظة، نجد أنها تعود للعهد العثماني وتعني اصطلاحًا "مسرح خيال الظل".