'بوبجي' رخصة للقتل على شكل لعبة إلكترونية

اللعبة العنيفة ترفع شعار: كن الناجي الوحيد، ما يساعد على تنمية العنف عند اللاعب للقيام باستفزاز الخصم أكثر للقيام بأعمال القتل والتدمير.
لعبة تسببت في جرائم قتل وحالات طلاق في الوطن العربي
اللعبة تحقق نجاحا أسطوريا في تاريخ الألعاب الالكترونية
بوبجي تركز في جوهرها على تشكيل جماعات وعصابات

حققت لعبة بوبجي في الفترة الأخيرة شعبية عالية، حتى أنها أصبحت الأولى انتشارا في العالم بما في ذلك الدول العربية، مدعومة باللغة العربية وسيرفرات خاصة بالشرق الأوسط.
و"بوبجي" لعبة قتالية هجومية على الانترنت صممها مهندس ايرلندي في عمر الاربعينيات، ويشارك فيها لاعبون من مختلف الدول وتتوفر على الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة الألعاب.
وتجاوز تحميل لعبة بوبجي عدد تحميل اليوتيوب والسناب شات، ما يعني أن اللعبة قد حققت رقما أسطوريا في تاريخ الألعاب الرقمية.
وظهرت اللعبة التي وصفت بالعنيفة للمرة الأولى في العام 2017 على "ويندوز" و"إكسبوكس" قبل أن إطلاقها على الهواتف الذكية في 2018.
ويشترك مائة لاعب في القفز من طائرة حربية إلى منطقة اللعب لتبدأ معركة على كل لاعب فيها أن يسعى لأن يبقى على قيد الحياة حتى نهاية الجولة، ولا يمكن اللعب دون خطوات واضحة فمنطقة اللعب تتقلص باستمرار وسيموت اللاعب إذا كان خارجها.
وأثارت اللعبة مخاوف كبيرة بسبب تأثيرها العنيف على اللاعبين، فقد شهد العالم العربي حوادث مخيفة تسببت فيها اللعبة المعروفة أيضا باسم "ساحات معارك اللاعبين المجهولين"، ففي العراق قتل شاب أثناء محاولته محاكاة لعبة بوبجي مع أصدقائه، وقتل مدني آخر على أثر شجار مسلح اندلع بين صديقين بسبب ادمان اللعبة، وأدى إدمان البوبجي إلى حالات طلاق كثيرة في البلاد.

وفي مصر طالب البرلمان بحظر اللعبة بعد أن قتل طالب مُعلمته بسبب إدمانه على اللعبة القتالية على الإنترنت.
وفي الأردن طالبت مديرية الأمن العام بعدم تحميل أو ممارسة لعبة "بوبجي" لأنها تساعد على تنمية العنف وتسيطر على نفسية اللاعب وتدخله في حالة من التشويق والإدمان واستفزاز الخصم أكثر للقيام بأعمال القتل والتدمير، كما أنها تركز في جوهرها على تشكيل جماعات وعصابات والتواصل بين اللاعبين صوت وصورة من كافة أنحاء العالم ومن كلا الجنسين.
وحذر قطاع الاتصالات في المملكة المواطنين ومستخدمي الهواتف الذكية من تحميل لعبة بوبجي كونها تنمي فكرة العنف والعدوانية خصوصا بين شريحة المراهقين. 
ويمارس حوالي 14 مليون مستخدم في العالم هذه اللعبة الخطرة، فيما تجاوز تحميلها الـ100 مليون نسخة بعد 4 أشهر فقط على إطلاقها.
وأكدت تقارير عالمية أنّ اللعبة تشجع على القتل ولها آثار نفسية سيئة لكونها ترفع من معدلات التوتر لدى اللاعبين طوال فترة المعركة.
وقالت صحيفة الغارديان إن عملية النهب التي يقوم بها اللاعبون وإثارة الرعب والفوضى في الشوارع، قد تؤثر سلباً بشكل كبير عليهم.
ومثل كل الألعاب التي تعتمد على الأسلحة، يرى خبراء نفسيون أن الإدمان على البوبجي يفسد الدماغ، ويسبب الاكتئاب والقلق للاعبين، ويزيد من احتمالية الإصابة بالرهاب الاجتماعي حيث تجعل المدمن أكثر عزلة عن محيطه.
ويشهد سوق الألعاب الالكترونية نموا كبيرا في الدول العربية بشكل متسارع بالتوازي مع زيادة معدلات استخدام الهواتف الذكية في مختلف الدول، وزيادة نسب الإنفاق على ألعاب الفيديو.
وكشف تقرير نشره موقع "غيم باور 7" أن السوق العربي يتميز بكونه مفتوحا أمام الشركات الأجنبية، خاصة بوجود شركات تطوير محلية تمتلك المعرفة الكافية بمتطلبات السوق، وتساعد المطورين الأجانب على كسر هاجس اللغة الذي أبعد الشركات العالمية لفترة طويلة عن الجمهور العربي.