'بيرو ميقالو' التونسي يفتح أبوابه للإرهاب

ضيوف برنامج مقالب للممثل والإعلامي وسيم الحريصي يصابون بهستيريا وذعر وانهيار عند إيهامهم بوقوع تفجير إرهابي.
برامج المقالب تودع تدريجيا البساطة

تونس - تبث قناة "الحوار" التونسي الخاصة برنامج "بيرو ميقالو" للممثل والإعلامي وسيم الحريصي المعروف باسم ميغالو.
ومن أشهر برامج المقالب لوسيم الحريصي "التمساح"، "الطيارة"، "ألو جدة"، "الماسك".
وفي شهر رمضان، تتسابق القنوات التونسية على اصطياد ضحاياها في برامج الكاميرا الخفية، وكانت تختارهم من بين عامة الناس في الشارع. لكنها في الآونة الأخيرة صارت أكثر تركيزا على الشخصيات المعروفة.
ويقع في فخ ميقالو العديد من نجوم الإعلام والفن والرياضة والسياسة في تونس على غرار مريم الدباغ ونجلاء التونسية وعلاء الشابي وخليل شمام.
ويعمد بطل الكاميرا الخفية ميغالو الى استدراج نجم معروف للقيام بحوار معه في مكتبه لكن وبمرور الوقت يصطدم الضيف بقرب وقوع عملية إرهابية بجانبه ومحاولة تفجير المكان.
 وقد أصيبت الإعلامية المثيرة للجدل مريم الدباغ بهستيريا وحالة من الذعر الى جانب انهيار الإعلامي المعروف علاء الشابي وبكاء الفنانة الاستعراضية نجلاء التونسية.

ويتجدد الجدل كل عام في رمضان حول برامج المقالب التي اتسعت فيها مؤخرا رقعة العنف والرعب بشكل لافت وهو ما جعل رصيدها الكوميدي يتراجع تدريجيا وتتحول في بعض الحلقات الى ساحات حرب بين المنشط و"الفريسة".
ويغلب العنف غير المبرر على برامج المقالب والكاميرا الخفية حيث إن المقالب التي تصنع للضيوف وردود أفعالهم يغلب عليها طابع عدواني وفقا للنقاد.
ويعتبر متابعون للشأن الفني ان برامج المقالب تودع تدريجيا زمن البساطة والأفكار السهلة والبعيدة عن المبالغة والتعقيد لتدخل عصر التكنولوجيا والجرأة الصادمة.
ويختلف المشاهدون حول برنامج ميقالو الجديد، فالجيل الجديد يرحب به من حيث الشكل والمضمون ويشاهده بشغف لأنه يتماشى مع روح العصر ويواكب التكنولوجيا، في حين أن الكبار في السن يتجنبون مشاهدته باعتباره يخلق الذعر والهلع في النفوس. 
ويرى نقاد أن هذه البرامج تضر بسمعة المجتمع، وبعض الرموز الفنية والشخصيات العامة بهدف تحقيق مكاسب مالية.
ونجح الإعلامي والممثل التونسي الشاب وسيم الحريصي في لفت الانتباه إليه وترسيخ نجوميته وشعبيته في برنامج المقالب "ألو جدة"، حيث تمّ ايهام الضيوف بأنّ الرئيس السابق زين العابدين بن علي يجري اتصالات هاتفية معهم.
وتفاوتت ردود الفعل بين الضيوف مع ظهور "بن علي" عبر السكايب وتقمص ميقالو دوره وقلد صوته بمهارة كبيرة.
وهناك من الضيوف من رحب بإطلالة الرئيس الذي هرب مع بداية "ثورة الياسمين" مع زوجته ليلى الطرابلسي واثنين من أبنائهما الى السعودية التي منحتهم اللجوء. في حين استشاط البغض الآخر غضبا وعبر عن رفضه التكلم معه.
وكشف مصدر من قناة "التاسعة" أنّه تم الكشف عن حقائق هامة تتعلق بأحداث الثورة التونسية وخفاياها وأسرارها من خلال شهادات ضيوف البرنامج ووزنهم السياسي والإعلامي الثقيل في المجتمع.
كما نجح "ميقالو" في رمضان 2015 في جذب انتباه الجمهور لبرنامجه "الطيارة".
ووقعت أغلب أحداث موضوع برنامج المقالب التونسي "الطيارة" في الطائرة وفي الجو.
واستضاف "ميغالو" نجما من نجوم الفن أو الإعلام أو السياسة في تونس وأوهمه بأنه بصدد إقامة ندوة صحافية على متن الطائرة للتشجيع على السياحة في تونس.
وما أن يصعد الضيف على متن الطائرة حتى يتم إيهامه بأنها ستقع، ثم يقوم مقدم البرنامج بالتنكر في هيئة رجل ليبي مسلح يفزع الضيف ويقوم بسرقة ما يملكه.
وبعد التعرف على ردة فعل الضيف يخلع مقدم البرامج الغطاء عن وجهه ليدخل الطرف الآخر في نوبة ضحك أو بكاء أو ذهول أو غضب الشديد.
ويتشبث نجوم المقالب وصناعها بحقهم في تقديم أفكار مثيرة وجريئة ومختلفة عن السائد.