ترقب شديد لـ'فزاعات' نوري بوزيد في مهرجان البندقية

فيلم المخرج الثائر والمتمرد يطرح تساؤلات مصيرية حول الفرد والحياة والتغيرات الحاصلة في البيئة التونسية، ومشاركة سبعة أفلام عربية في المهرجان السينمائي العريق.

تونس - يترقب عشاق الفن السابع والسينما الواقعية الفيلم التونسي "فزاعات" للمخرج نوري بوزيد المشارك في برنامج "الأفلام التجريبية" في مهرجان البندقية السينمائي في دورته الـ76 المُقامة بين 28 أغسطس/ آب و7 سبتمبر/أيلول 2019.
ولن يبتعد النوري بوزيد مخرج أفلام "ريح السد" (1986) و"صفايح ذهب" (1988) و"بنت فاميليا" (1997) و"عرايس الطين" (2002) عن مواضيع شغلت باله في الأعوام القليلة الماضية كالتشدّد الديني والتقاليد الشائكة التي تتحكم في مصير الأشخاص، بالإضافة إلى تداعيات "الربيع العربي"، وخصوصًا "ثورة الياسمين" في تونس.
وينتظر نقاد وهواة الفن السابع بشغف فيلم نوري بوزيد أحد أبرز مجدّدي الصُوَر السينمائية العربيّة والمعروف بإخراج أعمال ثائرة ومتمردة تطرح تساؤلات مصيرية عن الفرد والحياة والانقلابات والتغيرات الحاصلة في البيئة التونسية تحديدًا.
وكانت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر منحت جائزتها للسينمائي التونسي نوري بوزيد لـ"مساهمته المتميزة بأعماله السينمائية في التوعية ضد الظلم وإغناء الفكر النقدي في المجتمعات العربية. 
ورغم قيمة نوري بوزيد الثابتة في عالم الإخراج إلا ان أعماله كثيرا ما يتم مهاجمتها ونعتها بـ"أفلام التعري" 

هند صبري
هند صبري في لجنة تحكيم 'أسد المستقبل'

وكانت السينما التونسية تعيش في ما يشبه حالة الموت البطيء، إذ لم تكن تنتج أكثر من فيلمين أو ثلاثة في السنة الا انها كانت تطرح مواضيع اجتماعية صادمة برع في ترجمتها بلغة سينمائية وفنية بالخصوص نوري بوزيد رغم ما وجده من عراقيل وضغوطات على مستويات عديدة.
وركز نجم الإخراج في تونس على الاضطهاد العاطفي والاجتماعي والجنسي للمرأة داخل المجتمع في فيلمي "بنت فاميليا" و"عرائس الطين".
واستعدت السينما التونسية عافيتها تدريجيا بعد الثورة مع وجود مناخ حرية ملائم للتعبير.
وتمكن جيل شاب من السينمائيين والمنتجين التونسيين من إثارة مواضيع اجتماعية وسياسية كانت تخضع للرقابة المشددة قبل ثورة العام 2011 وتقديمها في طرح جريء مساهمين في ظهور سينما جديدة بالرغم من قلة صالات العرض.
ويواجه قطاع السينما في تونس عراقيل عدة، منها تشريعات قانونية عفا عليها الزمن لا تنظّم العلاقة بين المنتجين والموزعين، وعدم توفر نظام لبيع التذاكر عبر الإنترنت.
وتشارك سبعة أفلام عربيّة في مسابقات وبرامج مختلفة في الدورة الجديدة لمهرجان البندقية السينمائي.
ويشارك فيلم "المُرشّحة المثالية" للمخرجة السعودية هيفاء المنصور في المسابقة الرسمية للمهرجان، وتعرض مسابقة "أسبوع النقد "أفلام "ستموت في العشرين" للسوداني أمجد أبوالعلاء و"أريكة في تونس" للتونسية منال العبيدي، و"جدار الصوت" للّبناني أحمد غصين و"سيدة البحر" للسعودية شهد أمين، وتضم مسابقة "آفاق" فيلم "بيك نعيش" للتونسي مهدي برصاوي.
ويفتتح المهرجان بعرض فيلم "ذي تروث" (الحقيقة) للياباني كوره-إيدا هيروكازو من بطولة النجمتين الفرنسيتين كاترين دونوف وجولييت بينوش.
ويشارك الكثير من النجوم الأميركيين بانتاجات هوليوودية ضخمة في ملتقى تحول الى محطة أساسية في السباق إلى جوائز أوسكار.
وسيسير الممثل الأميركي براد بيت على السجادة الحمراء لتقديم فيلم "أدا أسترا" المرتقب جدا من اخراج مواطنه جيمس غراي وهو فيلم علمي خيالي يؤدي فيه دور رائد فضاء يتوغل في أقاصي النظام الشمي بحثا عن والده المفقود.
ويأتي روبرت دي نيرو للترويج لفيلم "جوكر" من إخراج تود فيليبس الذي يستكشف أصول خصم باتمان الشهير مع جواكين فينيكس.
ويستكمل ستيفن سودربرغ ثلاثية السينمائيين الأميركيين مع "ذي لاندرومات" وهو فيلم تشويق حول قضايا "أوراق بنما" من بطولة انطونيو بانديراس وغاري أولدمان وميريل ستريب.
ويأتي إلى البندقية أيضا نجم الروك البريطاني ميك جاغر مع عودته إلى السينما في فيلم "ذي برنت أورانج هيريزي" خارج إطار المسابقة.
ويتنافس على جائزة الأسد الذهبي المخرج الفرنسي البولندي رومان بولانسكي مع فيلم "جاكوز" (اتهم) وهو دراما تاريخية مستوحاة من قضية دريفوس ومن بطولة جان دوجاردان.
وتوزع جوائز المهرجان في السابع من أيلول/سبتمبر.
واختار المهرجان العريق الممثلة التونسية هند صبري ضمن لجان تحكيم جوائز الدورة الجديدة منه.
وأعلنت صبري عبر حسابها على موقع إنستغرام عن سعادتها بالاختيار، معربة عن أملها في أن تكون "سفيرة جيدة للفن العربي" بالمهرجان السينمائي الأقدم في العالم.
واختيرت صبري كعضوة بلجنة التحكيم المانحة لجائزة "لويجي دى لاورينتيس: أسد المستقبل" المخصصة للفنانين المشاركين لأول مرة وهي تختلف عن جائزة "الأسد الذهبي" الرئيسية التي تمنح لأفضل فيلم مشارك بالمهرجان.
ويرأس لجنة تحكيم جائزة "أسد المستقبل" المخرج الصربي أمير كوستوريتسا.
وتضم اللجنة المخرجة الإيطالية أنطوانيتا دى ليلو والمنتج الأميركي مايكل جى. فيرنر.
أما لجنة تحكيم الجوائز الرئيسية فترأسها المخرجة الأرجنتينية لوكريثيا مارتيل والكندي بيرز هاندلينغ، مدير مهرجان تورونتو الدولي، والمخرجة الأسترالية جينفر كينت والممثلة الفرنسية ستيسي مارتن ومدير التصوير المكسيكي رودريغو برييتو والمخرج الياباني شينيا تسوكاموتو بالإضافة للمخرج الإيطالي باولو فيرتسي.